رغم تكتمهم الشديد على هزيمتهم الموجعة وعدم اعترفاهم بحجم الضحايا الحقيقي (قتلاهم وخسائرهم في العتاد رغم تنوع المشاركين لجوارهم من المرتزقة والعملاء)، لم يتمكن الصهيانة من إخفاء ذلك بشكل كامل بل ظهرت على الأسنة بعضهم حجم هذه المأساة رغم تطعيمها بالاستكبار والمعاندة، وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.


ومن ذلك، تصريح وزير الحرب الصهيوني: "نحن نقاتل أشباح في غزة" أو تصريح وزير المالية الإسرائيلي: "نواجه خسائر مالية لم يسبق لها مثيل، وتصريح بني جانتس وزير الدفاع الصهيوني السابق (2014) والمنضم لغرفة عمليات الحرب الحالية (2023) عندما قال: دموعنا تتساقط عند رؤية جنود جفعاتي (النخبة) يسقطون ليلتحق بهم رئيس الحكومة نتنياهو فيقول: "الكثير من الخسائر بصفوف قواتنا" ويزايد "لكننا مصممون على تحقيق أهداف حربنا".


اللواء فايز الدويري على شاشة "الجزيرة" قال: " بعد 30 يوما من القصف العنيف جدا وبعد 11 يوما من الاجتياح البري , لا تزال دبابات الجيش الإسرائيلي تراوح مكانها ولم تتقدم إلا أمتار بسيطة ولم يحقق الجيش اي اختراق حقيقي للدفاعات الفلسطينية أو أي انجاز عسكري على الارض..".


وقال مراقبون إنه على الجميع أخذ تصريحات قادة الابادة الجماعية في غزة على محمل الجد لأن معظم قادة الكيان الصهيوني مصابون بالإحباط والأزمات النفسية بمافيهم الوزراء وقادة الجيش لذلك لا نستبعد أن تجبرهم وتجرهم الهزيمة النفسية قبل العسكرية إلى التفكير بالنووي كما صرح بذلك وزير ما يسمى بـ"التراث الصهيوني"!


وتجلى هذا الرأي بتصريح وزير الخارجية الإيراني الذي قال: إن "تصريحات وزير التراث الإسرائيلي بشأن استخدام قنبلة ذرية في غزة تظهر الهزيمة الحقيقية للاحتلال أمام المقاومة" داعيا "مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية التحرك فورا لنزع السلاح النووي من النظام الإسرائيلي الهمجي".


وأضاف آخرون أن المقاومة حققت التحرير ووضعت في حسبانها أن العدو لن يسكت على هذه الهزيمة وسيعد العدة للانتقام وهذا ما تسمعه ليل نهار من تصريحات قادة الصهاينة لذلك فقد رفعت من جهوزيتها لأن مهمتها بعد التحرير هو الحماية عن طريق امتلاك وسائل الردع مع الأبقاء على حقها بتحرير الأسرى وباقي الأراضي".


آثار الهزيمة واضحة في بيانات الحكومة الأمريكية وتحاول المحافظة على مكانتها بإدخال بعض التهديدات بطريقة غير مباشرة وما هي إلا تصريحات مكشوفة.

ومنذ ذلك ما نقلته وكالات الأخبار عن البيت الأبيض من أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد وتوسيع الصراع بين إسرائيل وحماس" وأن "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى هذا الصراع يتوسع إلى لبنان"، وأن "إطلاق سراح الأمريكيين الرهائن يمثل أولوية والرئيس بايدن متفائل مع استمرار المحادثات بهذا الشأن".

غير أن هذا الدعم لم يدفع برأي المستشار العسكري الكويتي السابق ناصر الدويلة الجندي الصهيوني إلى التخلي عن جبنه، وعبر @nasser_duwailah قال: "في اسرائيل ما بقي احد من قادة الدولة الا طلع يهذي و يرغي و يتناوب نتنياهو و وزير دفاعه و رئيس اركانه و يوم بعد يوم يحضر وزير الخارجية الامريكي يصفعهم على وجوههم و يصيح فيهم ( ما تخافوش يخرب بيتكم من دولة نصف الجيش الامريكي في البحر قدام غزة و اساطيل خمس دول اوروبيه تحميكم و القوات الخاصه مع جنودكم و المارينز يحمون حدودكم.

وأضاف "الله يسود وجيهم يا جبناء فضحتونا و عريتم الحضارة الغربية و شاطرين على المدارس و المستشفيات الناس دخلت معسكراتكم و اخذت قادتكم من مكاتبهم وانتم مش قادرين تاخذوا جثة واحدة من القسام ذبحوكم ذبح دجاج و لك شو بدنا نعمل لكم أكثر من هيك خرى فيكم شعب و جيش و امة ملعونه لو مكلفين محمود عباس و دحلان بالمهمة كان اوفر لنا".

خطة حماس
واستفاض الإعلامي أحمد منصور عبر @amansouraja في شرح خطة حماس لهزيمة إسرائيل، وقال: إن "حماس حتى الآن لم تُخرج كل ما في جعبتها من أسلحة ومفاجآت وقد وعدت نتنياهو أن تركعه وسوف تفعل، وهي تدير المعركة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً بنجاح مبهر واقتدار مدمر للكيان الإسرائيلي،  وإذا كانت إسرائيل تدك غزة -ليل نهار- بكل قنابل أمريكا العملاقة وصورايخها الفتاكة منذ شهر، وأكثر من ١٠٠ ألف جندي إسرائيلي يقفون على تخومها بمدرعاتهم عاجزين منذ خمسة أيام عن التقدم شبراً واحداً، فكم من الوقت يحتاجون حتى يتمكنوا من الدخول إلى قلب غزة، في ظل المقاومة الشرسة التي يتعرضون لها والخسائر البشرية والمادية التي تقع فيهم؟.".

وأضاف "حماس تراهن علي أن النصر صبر ساعة وهم يحققون مكاسب كبيرة في الميدان، والحروب صراع إرادات وصبر الإسرائيليين بدأ بالفعل ينفذ، وهم يعيشون أزمة داخلية عميقة فنتنياهو يصارع وزرائه والشعب يطالب باستقالته ووزير المالية يتحدث عن خسائر غير مسبوقة والجيش الإسرائيلي  منهك يركض في شوارع الضفة، ويقتل جنوده في غزة، وشعب إسرائيل يعيش في الملاجئ منذ شهر والحياة كلها معطلة وشعوب العالم تحتج في الشوارع ضد إسرائيل ولم تعد تكره إسرائيل وحدها بل تكره اليهود أيضاً، والقضية الفلسطينية وحماس تكسب كل يوم أرضاً جديدة، وفضائح المنافقين العرب تزداد يوماً بعد يوم. كل شيء -حقيقةً- يتغير هذه المرة".

واشار إلى أن حماس درست جيداً حرب المدن، فمعركة الفلوجة استغرقت من الأمريكان بكل ما أوتوا من قوة أكثر من ثمانية أشهر، ومعركة الموصل تسعة أشهر، وهناك حروب مدن أخرى استغرقت سنوات، لكن في غزة إسرائيل تقاتل أشباح لا تعرف من أين يخرج مقاتل حماس ولا كيف تواجهه، فأنفاق حماس تزيد عن خمسمائة كيلو متر داخل غزة، وقد أعدوا للجنود الإسرائيليين فيها ما لم يتوقعوه. فإن قرر الإسرائيليون إطالة أمد الحرب فحماس مستعدة وهم الخاسرون .

https://twitter.com/amansouraja/status/1721561774883750250

علامات الهزيمة
وعن علامات الهزيمة التي رآها مراقبون ما ذكره أحمد الجوهري عبر "فسيبوك" عن من مظاهر انتصار السابع من أكتوبر وذكر منها: 
هل رأيت من قبل:
- دبابة مقلوبة.
- إسرائيل مقلوبة.
- الضربات في تل أبيب.
- اضطرابات لا تتناهى على وجوهم جميعًا.
- الإسرائيلين يهاجرون إلى الداخل.
- الإسرائيليين يهاجرون إلى الخارج.
- الإسرائيليين في قمة الرعب والذعر.
- يشتبكون مع بعضهم ويتعاركون.
- يتظاهرون لوقف الحرب ويضربون.
- العالم كله يقف مع قضية فلسطين.
- الإعلام العالمي يعجز عن خداع الجماهير.
- المسافة صفر.
- هذا الثبات الذي يشبه المعجزات.
- التكبير بهذا الجمال.
- ولاعة بتلاتة جنيه تحرق الجرافة المدرعة.
- العالم ينشغل بالشيء الجاد.
- التفاهات تنحسر.
- الأقنعة تنكسر.
- قتلاهم بالآلاف.
- وجرحاهم ومصابيهم ومن في الخنادق بالملايين.
- وقد بعثوا حول العالم ليأتوا بمرتزقة تحارب عنهم.
- أسراهم بالمئات.
- خسائرهم بالملايين.
أقول كمان ؟
والله وبالله وتالله - وما يحتمل من أساليب القسم في العربية كلها ويجيزه الشرع. 
لقد سطره المجاهدون وانقضى، وهو لهم - إن شاء الله - في الكتاب مسطور، وبقي أن لا نضيعه نحن بهزيمتنا النفسية وأشياء أخرى.