يتضامن العالم مع غزة من سيدني بأستراليا وكالكوتا الهند وماليزيا وبيشاور الباكستانية مرورا ببرلين وفيينا ووصولا إلى واشنطن والبرازيل وفنزويلا إلا مصر التي خرج أبناؤها رغما عن السلطة بوقفة في بالجامع الأزهر خلف أسواره الحديدية وتوقفت الوقفات منذ ذلك الحين وسط تعطش شعبي للتضمن مع أول جار فضلا عن أنه الشقيق.

مشهد التضامن في عهد الرئيس محمد مرسي يعيد نفسه مرات خلال العشر سنوات الماضية وتحديدا في 5 حروب شنها الاحتلال على القطاع منذ 2014 وواحدة بدأت حماس فيها الهجوم.
يشير مراقبون إلى أن السيسي يعجزه عدة أمور أبرزها أنه جاء بانقلابه بمساعدة ومساندة مباشرة من الدوائر الصهيونية المحيطة بما في ذلك الصهاينة العرب (أبوظبي) الذين كانوا على علاقة بالكيان الصهيوني ممتدة لما قبل سبتمبر 2019 حيث توقيعهم الاتفاق الابراهيمي، إضافة لتوسطهم لدى واشنطن لمنحه إحساسا بالدفء وهو ينفذ مذابحه ويخون رئيسه.

ويضيف المراقبون أن السيسي لديه عقد نفسية من الإسلام وموالاة وحب لكل ما عداه فابتسامته في أعياد المسيحيين لا تغيب وهي شبيهة بضحكاته مع نتنياهو للمرة الأولى (المعلنة) في الولايات المتحدة ولقاءاته السرية التي كشف عنها رئيس حكومة الاحتلال (6 مرات) منذ 2012، فضلا عن محاربته الهوية الإسلامية الواضح بهدمه الآثار الإسلامية وإحيائه المعابد والمقابر اليهودية في مصر لدرجة انفاق نحو 5 مليارات على ترميم 25 معبدا ومقبرة وأثر في وقت كان الصهاينة يلحون على مبارك في إقامة مولد أبو حصيرة بالبحيرة.

ويعمل السيسي منذ انقلابه، بحسب المراقبين، على تقوية الروابط الاقتصادية مع تل أبيب باعتبارهم الحليف الأول له في المنطقة، رغم التبعات الاجتماعية (برفض الشعب التطبيع وكرهه إسرائيل) والأضرار الاقتصادية المحدقة وكان من ذلك توقع السيسي اتفاق قبل نحو 5 سنوات مع الكيان الصهيوني يقضي باستيراد الغاز من الكيان إلى مصر بصفقة بلغت قيمتها نحو 15 مليار دولار ممتدة لنحو 10 سنوات على الأقل بعد أن مددها السيسي وزاد الكميات المستوردة عبر أنبوب يمر من سيناء.

وباعتبار الأمريكان الراعي الرئيسي للسيسي، يشير المراقبون إلى أن السيسي يستجيب لجميع الحكومات الأمريكية بشكل لا جدال معه بمجرد أن استضافه الرئيس السابق دونالد ترامب في حديقة البيت الأبيض في 2020، وأقر السيسي حينئذ أنه مستعد وعلى الفور للبدء بتنفيذ صفقة القرن ليكون صاحب السبق في الإعلان عن التوصيف الذي كان مجرد فكرة في رأس صهاينة البيض الأبيض وعرضوا على السيسي نقل أهل غزة إلى سيناء مقابل 200 مليار دولار. 

الطريف أن السيسي قال في تصريحات لـ" فايننشال تايمز" إن البيت الأبيض خفض الرقم إلى 20 مليار دولار وقال الصحفي إيدي كوهين إن نقل الغزاويين إلى سيناء سيسقط ديون مصر!
 

ولصالح الحليف والراعي والممول خلص السيسي مسألة التضامن مع غزة بقتل أكبر رمز لها وهو الرئيس الشهيد محمد مرسي في 17 يونيو 2019، فضلا عن اعتقاله دينامو حركة الشارع المصري (جماعة الإخوان المسلمين) فتعطلت على نحو ما ما كان في نوفمبر 2012 حيث العدوان الذي أوقفه الرئيس مرسي حينها على غزة وخطابه الفريد "لن نترك غزة وحدها".


وفي أثناء توجه رئيس الحكومة في مصر في ذلك الوقت د.هشام قنديل إلى لقاء رئيس الحكومة الفلسطينية وقتئذ إسماعيل هنية وزيارة غزة للتضامن العملي، نظمت في القاهرة مسيرات ومظاهرات ووقفات تكررت في المدن الكبرى للتنديد بالهجوم الذي تشنه "إسرائيل" على قطاع غزة والذي أدى وقتها إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين.
 

ومن أبرز النقاط الساخنة؛ مسجد عمر مكرم الواقع في أحد أطراف ميدان التحرير ومنه إلى مقر جامعة الدول العربية على الطرف المقابل من الميدان وبالقرب من كوبري قصر النيل الشهير، الشهير بمشاركة مئات الأشخاص بينهم محمد محمد سيف الدولة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العربية.

 

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تندد بعدوان الصهاينة وطالبت حكومة قنديل بإغلاق السفارة في القاهرة وبقطع العلاقات مع "إسرائيل"، والفتح الدائم والكامل للمعابر بين مصر وقطاع غزة.

 

كما طالب الهتافون بفتح باب الجهاد ضد الاحتلال مؤكدين أن هذه الاحتلال لن يرحل عن الأراضي التي يحتلها إلا بهذه الطريقة.


وفي ميدان التحرير انطلقت مظاهرة أخرى توجهت إلى ميدان عابدين حيث يوجد أحد قصور الرئاسة، وهتف المشاركون مؤكدين تضامنهم مع غزة وإدانتهم للعدوان.

 

ونظمت جماعة الإخوان المسلمين وقفة احتجاجية أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، حيث هتف المشاركون ضد حكومة الاحتلال وأكدوا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينجح في تحقيق استقلاله واستعادة دولته. كما نظمت الجماعة سلسلة وقفات أخرى أمام عدد من المساجد الكبرى بالقاهرة للغرض نفسه.

 

وشهدت الإسكندرية سلسلة مظاهرات شارك فيها الآلاف للتنديد بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، ولمطالبة الحكام العرب والمسلمين وشعوب العالم الحر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي في مواجهة آلة القتل الصهيونية.
 

وشهدت الشرقية مظاهرة نظمها الإخوان المسلمون بالتعاون مع اتحاد القوى الوطنية، حيث أكد المشاركون أن الثورة المصرية وحدت جميع القوى الوطنية للوقوف على قلب رجل واحد ضد الطغيان الصهيوني.


وفي المنصورة والفيوم التي أكد أبناؤها ضرورة المسارعة إلى إغاثة الأشقاء في غزة ودعمهم في مواجهة العدوان.

 

وعلى مستوى النقابات، سارعت نقابة الصيادلة بعقد مؤتمر صحفي لإرسال قافلة طبية إلى غزة تتلوها عدة قوافل أخرى خلال ساعات محملة بأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية لمساعدة الشعب الفلسطيني وأعلنت نقابة الأطباء في دمياط عن قافلة مماثلة لسكان غزة يرافقها عدد من الأطباء المتخصصين للمساعدة في علاج الجرحى.