إنها المرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973 قبل 50 عامًا، التي تعلن فيها إسرائيل رسميًا أنها "في حالة حرب".

نعم، سبق وشنّت إسرائيل حملات عسكرية سواء في غزة أو لبنان، وكانت بالفعل تصف تلك الحملات بالحروب، ولكن من دون أن تعلن رسميًا أنها في "حالة حرب" كما فعلت هذه المرة.

 

ماذا يعني إعلان إسرائيل الحرب؟

وإعلان الصهاينة أنهم في حالة حرب، يخولهم باتخاذ إجراءات سريعة وعنيفة في الوقت ذاته، ومن ذلك:

1 - يعطيهم الضوء الأخضر لاتخاذ ما يرونه مناسبًا من خطوات عسكرية ضد حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة التي شاركت في هجوم السبت والذي ترك الإسرائيليين في "حالة من الرعب"، بحسب وصف مجلة الإيكونوميست البريطانية.

2 - يهيئ إعلان حالة الحرب الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال سقوط أعداد كبيرة من القتلى.

3 - يمنح الإعلان حكومة إسرائيل صلاحيات واسعة، من بينها: استدعاء قوات الاحتياط وتسخير الموارد اللوجستية ووضْعها تحت تصرُّف الجيش.

ووقّع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق قرار استدعاء جنود الاحتياط للخدمة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط منذ يوم السبت.

4 - يمكن لحكومة إسرائيل تأمين دعم عسكري من الولايات المتحدة الأمريكية بحُكم التزام الأخيرة تجاه الدولة العبرية.

وعلى الفور، أمر زير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن تبحر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد آر فورد إلى شرق البحر المتوسط لإظهار الدعم الأمريكي لإسرائيل.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ مساعدات عسكرية أمريكية إضافية في طريقها لإسرائيل.

 

ما أهداف إسرائيل؟

تستهدف إسرائيل القضاء على البنى التحتية والعسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية المشاركة في هجوم السبت.

ويقول الخبير العسكري سيد غنيم لـ"بي بي سي": "من المرجح، ككل مرة وإنْ كان بشكل أعنف هذه المرّة، قيام إسرائيل باجتياح واسع النطاق لقطاع غزة".

ويشير غنيم إلى أنه: "خلال المواجهات الخمس الإسرائيلية لحماس، كانت قواعد اللعبة واضحة: فالإسرائيليون يحشدون الجيش ويهاجمون من الجو فيلحقون الضرر بقطاع غزة".

ويضيف: "نعم يحاولون في كل مرة قطع رأس قيادة حماس ولكنهم يفشلون، فيلجؤون لكافة السبل الممكنة لإقناع حماس بوقف إطلاق الصواريخ والدخول في مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى والرهائن".

ويتوقع غنيم أنه "حتى إذا نجحت إسرائيل في حرب واسعة النطاق، فستتورط في مستنقع غزة دون قدرة على تحديد توقيت وكيفية الخروج منه، كما أنها لن تتمكن من مواجهة العواقب".

 

ما أهداف حماس؟

أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، يوم السبت، بدء عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.

وقال الضيف في كلمة مسجلة بثتها قناة الأقصى، “نعلن بدء عملية “طوفان الأقصى” ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة”.

وأضاف “العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل”.

وتابع الضيف أن “الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا، ومجاهدونا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه”.

وأكد “بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها”.

وشدد الضيف على أن قيادة “القسام” قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، “وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب”.

ومن جهته قال نائب رئيس حركة للمقاومة الإسلامية “حماس”، يوم السبت، "إن عملية “طوفان الأقصى” هي معركة تتبير الاحتلال الإسرائيلي، وقد جاءت للرد على جرائمه المستمرة". مضيفًا أن “مجاهدي قطاع غزة بدأوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى”.

 

تبادل الأسرى

شهد الصراع بين العرب وإسرائيل صفقات عديدة لتبادل الأسرى. وفي عام 2011، اضطرت إسرائيل إلى تحرير ألف و27 فلسطينيًا مقابل جلعاد شاليط - الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس في عام 2006.

وقال مصعب البريم، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي لـ"بي بي سي" إن "الحركة وحدها تحتجز عشرات الأسرى الإسرائيليين".

وأضاف البريم أن عدد القتلى والجرحى والمختطفين الإسرائيليين "أضعاف ما يعتقدون"، مؤكدًا أن هؤلاء الأسرى لن يتم إطلاق سراحهم قبل تحرير كل السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.

وتقدَّر أعداد السجناء الفلسطينيين في سجون إسرائيل بنحو 5200 شخص، بحسب منظمة الضمير الحقوقية الفلسطينية غير الحكومية.

ولا يزال عدد الأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا في أيدي الفصائل الفلسطينية غير مؤكد أو نهائي حتى اللحظة، رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية أنه وصل إلى أكثر من 100 شخص.

 

ما تداعيات ذلك على الأرض؟

لا تزال العديد من دول العالم، منذ هجوم السبت، تعمل على إجلاء رعاياها من إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

ومن المتوقع أن تنتهي عمليات إجلاء المدنيين الإسرائيليين من قرى على مقربة من الحدود مع قطاع غزة الاثنين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد تحدّث عن حرب "طويلة وصعبة" يتوقّع كثيرون أن تشهد هجوما بريًا إسرائيليًا موسعًا؛ حيث تتأهب إسرائيل بقوات كبيرة من المشاة والمدرعات في قواعد جنوبي إسرائيل.

وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمرًا بفرض "حصار شامل" على قطاع غزة في إطار المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، قائلًا: "لن تصل الكهرباء أو الطعام أو الوقود".

وتسيطر إسرائيل على المجال الجوي لغزة وعلى ساحلها البحري، كما أن إسرائيل هي التي تحدد حجم ونوعية البضائع التي تصل إلى القطاع أو تخرج منه عبر المعابر التي تربطها به.

وعلى الجانب الآخر، تتحكم السلطات المصرية في الحركة عبر المعابر التي تربط مصر بقطاع غزة المحاصَر.

وفجر السبت 7 من أكتوبر، أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، عن إطلاق كتائب القسام لعملية عسكرية غير مسبوقة ضد الكيان الصهيوني باسم "طوفان الأقصى". وقال الضيف، إن هذه العملية ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.

فيما أعلن الجيش الصهيوني بدء عملية “سيوف حديدية” ضد قطاع غزة، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس تواليًا على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه 2.2 مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006

ومنذ بدء العملية وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة جراء العدوان 1055 شهيدًا و5184 جريحًا بإصابات مختلفة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 263 ألف شخص في قطاع غزة قد نزحوا من منازلهم، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ خمسة أيام، والعدد مرشح للارتفاع.

وأعلنت وسائل إعلام الاحتلال أن أكثر من 1200 إسرائيلي قتلوا في العملية التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة، إضافة إلى أكثر من 3000 جريح بينهم 340 حالتهم خطرة، و23 موت سريري، في حين تشير التقديرات لوجود عشرات الأسرى، ومئات المفقودين.