حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية والري بجامعة القاهرة، من كارثة قد تحدث، وستكون عواقبها 10 أضعاف عواقب ما حدث في ليبيا والمغرب.

 

كارثة سد النهضة

وبحسب ما ذكرته صحيفة "صدى البلد"، فإنه في حال انهيار سد النهضة في إثيوبيا، ستكون العواقب أكبر بكثير مما حدث في ليبيا والمغرب.

وأوضح أن سد النهضة ممتلئ بحوالي 41 مليار متر مكعب، وهذه الكمية ضخمة جدًا جدًا.

وتابع قائلًا: "وإذا حدث أي تشقق أو انهيار للسد بسبب الهزات الأرضية والزلازل، فهذا يعني كارثة كبيرة جدًا على السودان تصل إلى حد الطوفان".

كما حذر أنه في حال انهيار سد النهضة، ستكون الكارثة طبقا للأرقام 10 آلاف ضعف ما حدث بسبب السدود الليبية، ما سيهدد 20 مليون سوداني يعيشون على النيل الأزرق.

أيضا الكوارث الطبيعية قد تحدث في أماكن غير معتادة، وبالتالي فإن حدوث زلازل أو أعاصير بالقرب من سد النهضة هو أمر وارد.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن الصخور المبني عليها سد النهضة هي صخور نارية ومتحولة وشديدة التشقق والتحلل.

وشدد شراقي، على أن إثيوبيا هي الأولى عالميًا في شدة انجراف التربة والأطماء، وتسقط المياه عليها بغزارة في يوليو وأغسطس وسبتمبر، ويصل متوسط التصرف اليومي إلى أكثر من 600 مليون متر مكعب مما يشكل فيضانات شديدة، وتنتشر بإثيوبيا بالكامل ظاهرة الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور بفعل التشققات والأمطار الغزيرة وقوة اندفاع المياه والفيضانات الطميية.

 

8 زلازل في 5 سنوات

ولفت إلى أن إثيوبيا من أكثر الدول الإفريقية نشاطًا للزلازل، حيث شهدت 8 زلازل في الخمس سنوات الأخير تراوحت شدتها من 4 إلى 5.2 درجة على مقياس ريختر، مشيرًا إلى أن إحدى الدراسات الإثيوبية أكدت أن هناك العشرات من المشروعات والسدود التي انهارت، وهي سدود صغيرة في إثيوبيا وبلغت نسبة فشل هذه السدود حوالي 70% من إجمالي السدود الإثيوبية موزعة كالتالي:

25 % من السدود الإثيوبية انهارت لأسباب فنية وجيولوجية.

25 % اختفت منها المياه ما يعني وجود تشققات أدت لتسرب المياه.

30 من السدود ملئت بالطمي.

وأوضح استاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن ما حدث في ليبيا هو كارثة طبيعية غير معتادة، وهي معتادة في مناطق مثل السواحل الأمريكية على المحيط الأطلنطي، والسواحل الهندية، لذلك هو أمر غير معتاد على البحر المتوسط، لافتًا: هذا يعني أن الكوارث الطبيعية قد تحدث في أماكن غير المعتاد، وبالتالي فإن حدوث زلازل أو أعاصير بالقرب من سد النهضة هو أمر وارد، ويهدد بكارثة كبيرة للغاية، خاصة وأن هضبة الحبشة هي منطقة نشطة بالزلازل والهزات الأرضية.

 

انهيار سدود إثيوبيا

ولفت شراقي إلى أن حوادث انهيار السدود والمشروعات المائية حدث بالفعل في إثيوبيا، مثل مشروع جيبا 2 على نهر أومو في إثيوبيا، والذي انهار بعد افتتاحه بـ 10 أيام في يناير 2010، وانهار مرتين قبل الافتتاح، والشركة التي نفذت المشروع هي نفس الشركة التي تتولى بناء سد النهضة حاليًا.

أما المشروع الثاني الذي انهار في إثيوبيا هو سد تاكيزي على نهر عطبرة والذي افتتح عام 2009، وانهار جزء منه عام 2007 أثناء العمل، ثم انهار عام 2009 قبل أيام من الافتتاح وراح ضحيته حوالي 50 شخصًا.

 

عاصفة التنين

كما ترددت أنباء عن اقتراب "عاصفة التنين" التي ضربت المحافظات منذ سنوات عدة، على خلفية "إعصار دانيال" الذي استهدف ليبيا مخلفًا خسائر في الأرواح والبنية التحتية.

وكشف مدير عام الإدارة العامة للتنبؤات والإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية بالقاهرة الدكتور محمود شاهين، أن ما يتم تداوله على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حول اقتراب تأثر مصر بـ"عاصفة التنين"، أمر ليس له أي أساس من الصحة، لافتًا إلى أنه لا يوجد من الأساس اسم علمي لعاصفة تسمى "التنين" وهو مجرد اسم تم اختراعه إعلاميًا، نظرًا للحالة القوية التي شهدتها البلاد قبل أعوام مع بداية فصل الخريف، وإنما الأمر مجرد منخفضات قوية في حوض البحر المتوسط.

وأوضح، في تصريحات له، اليوم السبت، أن فصل الخريف معروف عنه أنه فصل التقلبات الجوية، وعادة ما تشهد البلاد خلاله منخفضات جوية متعمقة في البحر المتوسط تتسبب في سقوط الأمطار، مصاحب لها موجات اضطراب غير مستقرة. وشدد على أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث وتكرار العاصفة الشديدة التي سميت "التنين" خلال خريف هذا العام 2023، متوقعًا أن تشهد البلاد خلال فصل الخريف هذا العام، أمطارًا أعلى من المعدل الطبيعي مقارنة بالأعوام الماضية.

ولفت إلى أن هيئة الأرصاد تتابع لحظة بلحظة من خلال الرصد عبر الأقمار الصناعية، تكون المنخفضات الجوية المتعمقة بالبحر المتوسط، وتقوم بتحديد مسارها والكشف عن احتمالية تأثيرها على مصر من عدمه قبل وصولها لمصر بوقت كافٍ، حتى يتم اتخاذ التدابير اللازمة من قبل الجهات المعنية من مؤسسات الدولة التي يتم إخطارها من الأرصاد، على رأسها غرفة دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وغرف الأزمات الموجودة بمحافظات الجمهورية.