ارتفعت أسعار الكتب الخارجية لجميع السنوات الدراسية هذا العام 2023 – 2024 ارتفاعًا جنونيًا بلغ 40% مقارنة بأسعار بيعها العام الماضي، الأمر الذي تسبب في استياء أولياء الأمور وشعورهم بالضيق الشديد.

وفي الوقت نفسه، بادر عدد من النشطاء على الفيس بوك، بنشر الكتب بخاصية الـ PDF على صفحات التواصل الاجتماعي تسهيلًا لهم في الحصول على المادة العلمية التي توجد في هذه الكتب الخارجية.

ووفقًا لـ"العربي الجدد" فقد بلغت القيمة الإجمالية للكتب الخارجية 1250 جنيهًا في المتوسط للتلميذ في المرحلة الابتدائية، و1700 جنيه في المرحلة الإعدادية، و2950 جنيهًا في المرحلة الثانوية، أي نحو 6 آلاف جنيه تقريبًا للأسرة المكونة من 3 أطفال، بخلاف تكاليف الدراسة الأخرى من مصاريف المدارس والأدوات المكتبية والدروس الخاصة.

في المرحلة الابتدائية، تراوح سعر كل كتاب -بعد الزيادة- ما بين 245 و255 جنيهًا لإجمالي 5 مواد أساسية، والمرحلة الإعدادية ما بين 265 و295 جنيهًا لإجمالي 6 مواد أساسية.

أما للصف الثالث الثانوي (الثانوية العامة)، فارتفع سعر كتاب "الأضواء" لمادة اللغة العربية إلى 670 جنيهًا، ومجموعة "المعاصر" لمادة الرياضة (4 كتب) إلى 830 جنيهًا، بالإضافة إلى متوسط 295 جنيهًا للكتاب في 5 مواد أساسية أخرى.

 

أسباب زيادة سعر الكتب الخارجية

كشف أحمد جابر، عضو غرفة صناعة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات المصرية، عن ارتفاع أسعار الكتب الدراسية الخارجية بنسب تتراوح بين 35-40% خلال العام الدراسي الحالي مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، مرجعًا سبب الزيادة إلى الارتفاع الكبير في أسعار الورق محليًا وعالميًا.

وتجاوزت أسعار ورق الطباعة المستورد في مصر 50 ألف جنيه للطن، مقارنة بنحو 17 ألف جنيه في مارس 2022، أي بزيادة تقترب من 200%، على خلفية تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبة تزيد عن 50% خلال العام الجاري، وتأخر البنوك في تدبير النقد الأجنبي للمستوردين وفتح الاعتمادات المستندية، وفقًا لـ"CNN".

ويبلغ حجم استهلاك مصر من الورق نحو 500 ألف طن سنويًا، تنتج منها قرابة 210 آلاف طن محليًا، من خلال شركة قنا لصناعة الورق، وشركة إدفو في محافظة أسوان، وكيانات أخرى صغيرة. ويتم استيراد الكمية المتبقية من دول أبرزها فنلندا والبرازيل، لتعويض الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك. وسجل سعر الدولار في السوق غير الرسمية نحو 40 جنيهًا، مقابل سعر يناهز 31 جنيهًا في البنوك.

وأوضح جابر، في تصريحات لـ CNN بالعربية، أسباب زيادة الورق المستخدم في طباعة الكتاب الخارجية، قائلًا إن شركات الطباعة تستورد نسبة 60% من احتياجاتها من الورق من الخارج، ونتيجة قيود الاستيراد، وانخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار ارتفعت تكلفة الورق المستورد بشكل كبير، ونفس الأمر بالنسبة لأسعار الورق المنتج محليًا، حيث زادت أسعاره نتيجة لارتفاع سعر لب الشجر المستورد من الخارج، المستخدم في إنتاج الورق، من 650 دولارًا العام الماضي إلى 1250 دولارًا في الفترة الحالية.

وفرضت مصر قيودًا على استيراد السلع من الخارج، للحد من أزمة نقص النقد الأجنبي التي ضربت البلاد منذ مارس من العام الماضي، بهدف تقليل فاتورة الاستيراد.

واتفق معه نديم إلياس، رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف، ورئيس غرفة الطباعة باتحاد الصناعات المصرية، حول ارتفاع أسعار الورق وصعوبة استيراده، وراء زيادة سعر الكتب الدراسية الخارجية، علاوة على ارتفاع كل التكاليف لشركات الطباعة في الموسم الدراسي الحالي عن العام الماضي، حيث انخفض سعر الصرف مرتين مقارنةً بالعام الماضي.

وأضاف إلياس، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن كل مستلزمات طباعة الكتب الدراسية الخارجية ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، سواء الورق والزنك والأحبار وقطع الغيار لماكينات الطباعة، وكذلك صعوبة في توفيرها، لافتًا أنه ليست هناك رغبة لدى الشركات لرفع الأسعار حتى لا تؤثر على المبيعات.

وبرر عضو شعبة الأدوات المكتبية التابعة لاتحاد الغرف التجارية، بركات صفا، الزيادة الكبيرة في أسعار الكتب الخارجية للتلاميذ في مراحل التعليم الأساسي، بقوله إن "ذلك يعود إلى التضخم، وارتفاع أسعار الورق والطباعة والأحبار، فضلًا عن شح الدولار اللازم للاستيراد، وتدبيره بسعر أعلى من الرسمي من السوق الموازية".

وأضاف صفا في تصريحات متلفزة، أن "أسعار الكتب الخارجية لا تخضع للعرض والطلب فقط، لكنها مرتبطة أيضًا بتكاليف استيراد الورق والطباعة المرتفعة"، متهمًا الدروس الخاصة بأنها السبب في ارتفاع الأسعار، بدعوى أن "المدرس يتعامل مع دار نشر معينة تطبع كتابًا معينًا، ويلزم أولياء الأمور بشرائه أيًا كان سعره"، على حد قوله.

 

مقترحات لمواجهة أسعار الكتب الخارجية

وقدم أولياء أمور مقترحات لمواجهة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية مثل شراء الكتب المستعملة أو«المرتجع» أو تحميل الكتب.

قال سيد على، صاحب محل بيع وشراء الكتب المستعملة، إن هذا العام شهد إقبالًا كبيرًا من قبل أولياء الأمور على شراء الكتب المستعملة والمرتجعة وهى الكتب التي لم تبع من طابعات العام الماضي، مشيرًا إلى أن الكتب الخارجية المستعملة تصنف إلى فئات حسب حالة الاستعمال ويحدد سعر الكتاب حسب حالته، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وتتراوح أسعار الكتب الخارجية المستعملة المرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائي ما بين 20 و50 جنيهًا وكلما زاد عدم استخدام الكتاب زاد سعر الكتاب، بينما أسعار الكتب المرتجعة تكون أغلى لأنها جديدة وتتراوح ما بين 60 و80 جنيهًا.

وأشار إلى أن أسعار الكتب المستعملة للمرحلة الإعدادية من الأول إلى الثالث الإعدادي ما بين 35 و55 جنيهًا والمرتجع ما بين 60 و80 جنيهًا، أما عن المرحلة الثانوية من الصف الأول الثانوي حتى الثالث الثانوي فتتراوح أسعارها ما بين 50 و75 جنيهًا، والمرتجع يرتفع سعره عن المستعمل بقيمة بسيطة ليسجل 80 جنيهًا.

ولفت «على» إلى أنه توجد كتب خارجية مستعملة لغات بكميات قليلة وتتراوح أسعار كل مرحلة ما بين 50 و80 جنيهًا.

وأشار إلى أن هناك كتبًا خارجية طباعة 2024 جديدة وغير مصرح ببيعها، فهي النسخ التي يتم توزيعها للمدرسين وتباع بخصم 20% مثل كتاب العربي الصف الأول الابتدائي سعره 120 جنيهًا، بعد الخصم ويباع بـ 99 جنيهًا، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من المكتبات يعتاد بيع تلك النسخ كل عام.

وأضاف «على» أن الكتب الخارجية المستعملة أو المرتجعة لا تختلف كثيرًا عن الكتب الجديدة وفى حالة تغيير المناهج يتم حذف بعض الدروس ولا توجد إضافات، وذلك لا يقلل من قيمة الكتب المستعملة، فقط يشطب على الأجزاء الملغية في النسخة القديمة، ويختلف المستعمل في امتحانات عام الطباعة فهي تضاف لكتب العام الجديد وذلك لم يصعب على الطلاب استخدامه ويمكن تصوير الامتحانات من النسخة الجديدة للكتاب.

وتداولت خلال الأيام الماضية عبر صفحات التواصل الاجتماعي مبادرات أولياء أمور بشأن عمليات تبادل الكتب الخارجية الأعوام الماضية، بالإضافة إلى وجود لينكات تحميل الكتب الخارجية طبعة العام الدراسي الجديد 2024 «PDF»، ومكتبات طابعة تطبع نسخة الكتاب بكافة ملحقاته بعد تحميلها وتطبع بالألوان، والأبيض وأسود وتكلفتها نصف سعر الكتاب الجديد.

وأوضح محمد سعيد، صاحب مطبعة، أنه يتم تجميع طلبات الطباعة لكافة المراحل التعليمية المتفق عليها من قبل أولياء الأمور ودفع جزء من سعر طباعة الكتاب وتسلمه بعد يومين، مشيرًا إلى تحديد أسعار طباعة الكتب وفقًا لعدد صفحات الكتاب والرغبة في طباعة الغلاف، وبعض مكاتب الطباعة تطبع الكتاب بنصف سعره الجديد ليس وفقًا لعدد الصفحات بمعنى إذا كان سعر الكتاب الجديد 120 جنيهًا تتم طباعته أبيض وأسود بقيمة 60 جنيهًا بخلاف طباعة الألوان التي يزداد سعرها.