ظهر أمس الإثنين الموقوفون في قضية طائرة زامبيا وهم 5 مصريين و6 زامبيين وذلك لأول مرة أمام وسائل الإعلام لدى مثولهم أمام المحكمة ؛ حيث أظهرت مقاطع فيديو الموقوفين أثناء نقلهم من المحكمة وحاول بعضهم تغطية وجهه أمام الكاميرات.

 

وكانت السلطات في زامبيا قد احتجزت مساء الثلاثاء قبل الماضي طائرة خاصة مستأجرة قدمت من القاهرة، وعلى متنها 6 مصريين وهولندي وإسباني ومواطن من لاتفيا وآخر من زامبيا، نقلتهم إلى مركز احتجاز للتحقيق معهم، بحسب ما قال المدير العام للجنة مكافحة المخدرات في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الزامبية لوساكا.

 

وقررت المحكمة حبس المتهمين احتياطيا، بتهمة التجسسس رافضة الإفراج عنهم بكفالة، ويواجهون في حال إدانتهم عقوبة السجن لمدة تصل إلى 30 عاما بموجب القانون الزامبي.

 

اختفاء المصري السادس

وتثير القضية تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث تساءل معلقون عن الموقوف المصري السادس الذي لم يُكشف عن هويته بعد ولم يكن ضمن قائمة المتهمين.

 

وكان اسم "العرجاني" قد تصدر تدوينات الناشطين في وقت سابق، حيث زعم معلقون ارتباط رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني بالطائرة، وسط تساؤلات إن كان رجل الأعمال أو نجله عصام ضمن المحتجزين.

 

وأظهرت بيانات تتبع رحلات الطائرة، ارتباطها برحلات نجل العرجاني في أوقات سابقة، وقد ظهر في إحدى الصور مع والده وفي الخلفية الطائرة المذكورة، كما تزامنت بعض رحلات الطائرة نفسها مع صور نشرها عصام عبر حسابه على إنستغرام.

 

وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية مساء أمس الاثنين أن القاهرة تنسق مع السلطات في زامبيا بشأن التحقيقات مع المواطنين المصريين المحتجزين.

 

هوية المصريين المحتجزين

وأفاد موقع "مدى مصر" الإخباري أن أحد مكاتب المحاماة في زامبيا طالب بإخلاء سبيل المصريين الخمسة وهم: محمد عبد الحق محمد جودة، وليد رفعت فهمي بطرس عبد السيد، ياسر مختار عبد الغفور الششتاوي، منير شاكر جرجس عوض، مايكل عادل مايكل بطرس.

 

وذكر "مدى مصر" نقلا عن منصة للتحقق من المعلومات أن محمد جودة كان مساعد الملحق العسكري بالسفارة المصرية في واشنطن في فترة 2011-2012، وأن مايكل بطرس يملك شركة بريطانية تقدم استشارات للقوات المسلحة.

 

حمولة الطائرة

وأشار المدير العام للجنة مكافحة المخدرات في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الزامبية لوساكا أن الطائرة كانت تحمل "بضائع خطرة" وهبطت في مطار كينث كاوندا الدولي في العاصمة، حيث عثر المفتشون فيها على أموال مقدارها 5 ملايين و600 ألف دولار، كما عثرت على 602 قطعة من الذهب، وزنها 127.2 كيلوغرام، إضافة إلى 5 مسدسات و126 طلقة"، موضحا أنه بموجب هذه المعلومات فقد تمت مصادرة الطائرة الخاصة، وطائرة أخرى تابعة لشركة طيران محلية"، ووضع الأموال في عهدة "بنك زامبيا" مع استمرار التحقيقات في الأمر.

 

يشار إلى أن وزير تنمية المناجم والمعادن الزامبي ، بول كابوسوي، قال في المؤتمر الصحفي، إن ما تم العثور عليه من ذهب كان في 4 صناديق تحتوي على 58 إلى 61% من النحاس، و38 إلى 41٪ من الزنك، وكميات ضئيلة من القصدير والأوزميوم والنيكل، وكلها كانت أقل من 0.8٪".

لغز قالب الذهب

يُفترض أن المشتبه بهم واجهوا صعوبة في شرح ما كانوا يفعلونه بملايين الدولارات النقدية، وعدة مسدسات، و126 طلقة من الذخيرة الحية، وما يشبه مايزيد عن 100 كيلوغرام من سبائك الذهب.

 

وكان الأمر المريب والمحير بشكل خاص سبائك الذهب.

 

واتضح لاحقا، أنها بالإضافة إلى الذهب، كانت مصنوعة من خليط من النحاس والنيكل والقصدير والزنك. والواضح أن كل هذا اللمعان ليس ذهبا.

 

ويبدو أن المصريين الذين كانوا على متن الطائرة ربما أُنقذوا من صفقة سيئة للغاية.

 

وقال المحامي الزامبي الذي يمثل أحد الرجال العشرة المعتقلين إن لغزا آخر هو السبب وراء سوء أداء قوات الأمن في عملية الحساب.

 

وأضاف، ماكيبي زولو، لبي بي سي أن الشرطة قالت في البداية إنها عثرت على 11 مليون دولار نقدا.

 

وتابع أنه تم تخفيض هذا المبلغ لاحقًا إلى حوالي 7 ملايين دولار قبل أن يستقر أخيرا على مبلغ 5.7 مليون دولار.

 

وقد يكمن أحد التفسيرات المحتملة في التقارير، التي تفيد بأن ما يقرب من نصف الأموال أُخذت من الطائرة قبل وصول فريق الاعتقال. وإذا كان هذا صحيحا، فهذا يعني أن المتورطين تنقلوا عبر المطار بأكثر من 5 ملايين دولار - وهو أمر يصعب القيام به بشكل سري.

 

ويشعر المحامي بالحيرة أيضا بشأن المعاملة المتباينة للمشتبه بهم منذ اعتقالهم.

 

من هم المبلّغون؟

يقول زولو إنه بينما أرسل أحد الأشخاص الأربعة الآخرين، أحدهم زامبي وثلاثة منهم أجانب، إلى السجن في انتظار مثولهم أمام المحكمة، وضع المصريين الستة في دار للضيافة. متسائلا هل كانوا كبار الشخصيات في القاهرة على تواصل مع السلطات الزامبية؟

 

كما أن الرجل الذي زُعم أنه كان يحمل أكياس الذهب المزيف على متن الطائرة تحول منذ ذلك الوقت إلى مُبلغ عن المخالفات ويُقال إنه يساعد الشرطة الزامبية في الوصول إلى حقيقة كل ماحدث.

 

 

وتقول مؤسسة فكرية تدعى "تكنو أقراط مصر"، تتألف من مهنيين مصريين يعيشون حول العالم، أن هناك أكثر من 300 شركة سرية داخل مصر متورطة في عمليات غسيل الأموال.

 

ويقول البعض إن الكثير من الأموال ربما هُرّبت إلى الخارج منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة قبل تسع سنوات. وهذا يدل عن أن هذه الطائرة واحدة من بين العديد من الطائرات المماثلة؟

 

هناك نظرية أخرى يتم تداولها في أوساط كثيرين، هي أن كبار المسؤولين العسكريين ورجال الأعمال في مصر، الذين يخشون انهيار نظام ا السيسي، يحاولون يائسين إخراج أموالهم من البلاد.

 

كما هو الحال مع كل ما يتعلق بهذه الحالة الغامضة، لا يمكن لأحد أن يتأكد من مدى صحة كل هذا.

 

والأمل هو أنه عند إجراء المحاكمة النهائية، ستتم الإجابة على كل هذه الأسئلة المطروحة.