• الشعب المصري هو صاحب الشرعية الأصيلة من خلال صناديق الانتخابات النزيهة لا من خلال صناديق الذخيرة.
  • الانتخابات التي يتم إجراؤها بطريقة تمثيلية لمحاولة تقنين الاستبداد لا تنطلي على الشعب.
  • عقب الانقلاب انتفض المصريون من الإسكندرية والدلتا شمالا إلى الصعيد جنويا ومن سيناء شرقا إلى مطروح غربا.
  • التخلص من الانقلاب يحتاج  إلى  تضافر كافة مكونات الشعب لفتح ثغرة ينفذ منها الضوء في الطريق المسدود.
  • ندعو كل القوى القوى الوطنية لصياغة مشروع يحقق  تطلعات الشعب تؤهله امتلاك حريته وكرامته وإرادته

 

عشر سنوات مرت على رابعة قدم فيها المعتصمون تضحيات كبيرة فارتقى الشهداء وأصيب الكثير وامتدت يد الاعتقال إلى أعداد غفيرة كبيرة .. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كان اعتصام رابعة ولماذا كانت النداءات التي خرجت من حناجر المعتصمين حينها تؤكد على خطورة الانقلابات على مصالح الوطن والمواطن ، وأن مصر ستدخل مع الانقلاب إلى نفق مظلم يصعب الخروج منه إذا نجح الانقلاب في تثبيت أقدامه.

فهل وصلت صيحات المعتصمين بعد هذه السنوات العشر إلى الجميع وهل نجحت تلك النداءات في تنبيه الغافلين ورسم الطريق الصحيح للوطن والتأكيد على أن التمسك بمكتسبات يناير هي الطريق الصحيح للتعاطي مع الأمور.

نافذة مصر التقت مع علي حمد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين لتقف معه على المآلات التي وصلت لها مصر بعد هذه الحقبة الاستبدادية والأسباب التي دفعت المعتصمين في رابعة وكل ميادين مصر لأن يضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل التأكيد عليها والجهر بها فكان هذا اللقاء.

 

  • عشر سنوات مرت على رابعة .. لماذا كانت رابعة ؟

رابعة كانت اعتصاما سلميا ضد الانقلاب على أول تجربة ديموقراطية في عصر مصر الحديث، والحقيقة أن معتصمي رابعة استشرفوا ما ستؤول إليه أحوال البلاد إذا ماتم الانقلاب على نتائج الصندوق وأدركوا أن الاستبداد وحكم الفرد سيكون هو البديل للإرادة الشعبية والذي بسببه كانت نتائجه وخيمة وكارثية على الدولة المصرية بكافة مكوناتها والواقع الآن يثبت ما ذهب إليه المعتصمون منذ عشر سنوات.

وبهذه المناسبة علينا أن نتذكر أن رابعة والنهضة لم تكن وحدها الذي انتفض فيه المعتصمون ضد الانقلاب بل انتفضت مصر في ميادين كثيرة ضد الانقلاب من الإسكندرية والدلتا شمالا وإلى الصعيد جنويا ومن سيناء شرقا إلى مطروح غربا.

وقد كان من أهم ملامح هذه الاعتصامات والتظاهرات أنها لم تقتصر فقط على أنصار الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله وإنما ضمت الكثير من أطياف الشعب المصري لاستشعارهم خطر وأد التجربة الديمقراطية في مهدها ، صحيح الإخوان المسلمون كانوا جزءا مهما من هذا المشهد ، إلا أن هذه الاعتصامات والتظاهرات كانت ملحمة شعبية تشاركت فيها كل أطياف المجتمع بكافة مكوناته وهتفت الميادين في ذلك الوقت ومن بينها ميدان رابعة لتؤكد على امتلاك الشعب المصري لإرادته وأن يكون القرار بيده لا بيد طغمة صغيرة جدا تتحكم في المقدرات والثروات.

 

  • وماذا تبقى من رابعة  بعد هذه السنوات الطويلة ؟

رابعة أصبحت أيقونة للأحرار حول العالم ينادي بها من يقف في وجه أي مستبد، ومازالت رابعة حية في وجدان الشعب المصري، ولك أن تنظر إلى التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في ذكراها.

وأنا على يقين أنه لو كان هناك متنفس أو حرية - وهو سيحدث قريب باذن الله - لعلمنا حقيقة رابعة وأخواتها في نفوس الشعب المصري ، فهي مازالت تؤرق المستبد حتى بعد عشر سنوات ، ولو أن رابعة خفت ذكرها في نفوس الشعب المصري ما أنفق قائد الانقلاب الملايين لانتاج مسلسلات وقصص كاذبة وهمية ليغير بها قناعات المصريين ، فرابعة لم تعد إسما لميدان يستطيع المستبد أن يغير إسمه ولكنها أيقونة محفورة في قلوب المصريين بل وفي قلوب كل أحرار العالم.

 

  • هل وصلت صيحات المعتصمين في رابعة إلى ضمير الشعب وهل نجحت في التنبيه لخطورة استمرار الانقلاب ؟

كما ذكرت لك أن المعتصمين كانوا من كافة أطياف الشعب المصري واستشرف الجميع مسبقا ما ستؤول إليه الأوضاع حال استمرار الانقلاب مهما توفرت له كل وسائل الدعم والاستمرار .

لقد تدفقت عليه الأموال من كل حدب وصوب على المستوى الإقليمي والدولي ودانت له مؤسسات الدولة ومع ذلك لم ينجح في أي من الملفات التي تهم مصر والمصريين وكان الفشل عنوان المرحلة التي حكم فيها هذا الانقلاب.

انظر مثلاً إلى ملف أمن مصر المائي وهو من أهم ملفات الأمن القومي ، فلم يبنى السد الاثيوبي إلا في عهد الانقلاب.

انظر الى الوضع الاقتصادي من انخفاض قيمة الجنيه المصري وغلاء الأسعار والتراجع المذهل في مستوى المعيشة للمواطن ، أنظر إلى حجم الديون التي بلغت أكتر من 165 مليار دولار ديون خارجية وأكتر من 241 مليار دولار ديون داخلية ، هذا غير فوائد الديون ، فمن يتحمل تكلفة هذه الفاتورة سوى الأجيال المقبلة.

والحقيقة نحن ينتابنا الحزن على هذه الأوضاع التي آلت إليها مصر ويعاني منها المواطن وندرك أن كل يوم يستمر فيه هذا النظام يضيف أعباء كارثية جديدة على كاهل الشعب ، وكل يوم يستمر فيه هذا النظام لا يكون في صالح الشعب والوطن ، فبعد أن كنا نردد على لسان رئيسنا الشهيد أننا نريد أن نمتلك غذاءنا ودواءنا وسلاحنا وكنا نطمح لأن تكون مصر رائدة في كل المجالات وتعود مصر للريادة العربية والإقليمية ويكون لها وزن دولي ، أصبحت مصر الآن وفي ظل هذا النظام المنقلب تتسول مقومات وجودها الأساسية ، وأصبح قرارها مرتهن بعوامل خارجية.

دعني أؤكد لك أن تجارب التاريخي التي دفعت المصريين بعد الانقلاب للانتفاض والخروج بالملايين في شوراع مصر من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها حفاظا على مكتسبات يناير بعد أن نجحوا في انتزاع حكم مدني بالانتخاب الحر ولذك قدموا كل هذه التضحيات لمحاولة تجنيب الشعب ما وصل إيه حالنا بعد عشر سنوات في ظل الانقلاب.

 

  • ولكن هناك من يقول أن جماعة الإخوان المسلمين اعتصمت في رابعة حفاظا على شرعية الرئيس محمد مرسي  ومكاسب الإخوان والتيار الإسلامي ؟ وما هو مصير شرعية الرئيس مرسي الآن بعد وفاته ؟

دعني أقول إن كان هذا صحيحا فلنرفع القبعة للاخوان والتيار الاسلامي التي كانت اعدادهم تصل للملايين في وقتها ، والحقيقة أن هؤلاء جميعا فعلوا ذلك حفاظا على الوطن واستشرافا لما يمكن أن تؤول له الأوضاع حال نجاح الانقلاب وانهيار مكاسب يناير

أما موضوع مصير شرعية الرئيس فهي كما قلنا وكررنا من قبل أننا نقصد بالشرعية هي حق الشعب المصري في اختيار حكامه ونوابه وهو صاحب الشرعية الأصيلة من خلال صناديق الانتخابات لا من خلال صناديق الذخيرة ومن خلال انتخابات نزيهة لا من خلال تمثيليات يتم إجرؤها لمحاولة تقنين الاستبداد والتي لن تنطلي على الشعب ولم ولن يقبلها.

وعلى أية حال هذه الأمور ترددها أبواق هذا النظام حتى يوحي للجميع أن من كانوا في رابعة هم فئة بعينها ، والحقيقة غير ذلك كما ذكرت لك آنفا أن ميادين مصر كانت تعج بالملايين من المصريين ، وعشر سنوات لن تمح هذه الحقيقة أو تغييرها في عقول الجيل الجديد الذي لم يعي هذه الأحداث.

وإن ظن الانقلاب أن روايته هي التي ستسود عبر أبواقه الإعلامية التي يتحكم فيها وفي مؤسسات الدولة وعبر تزييفه للتاريخ سواء في الإعلام أو في المناهج الدراسية ، لكنه نسي أو تناسى أن طريقة الصوت الواحد والشاشة والإذاعة الواحدة عفى عليه الزمن ونحن الآن في زمن السماوات المفتوحة والفضاء الاليكتروني العابر للحدود الذي يوثق الاحداث.

 

  • الحديث عن حق الشهداء هل ترونه توارى على وقع الزمن والتاريخ ولم يعد له وجود الآن ولم يعد يطالب به أحد ؟

من قال أن حق الشهداء لم يعد يطالب به أحد ، أقولها لك صريحة لا يملك أحد  كائنا من كان أن يتنازل عن حقوق الشهداء أو أن يعطي كلمة تنازل في ذلك ، لأمر بسيط أن الشهداء لهم أولياء دم وهم من يقررون ومن يملك  حق التنازل عن حق الشهيدة أسماء البلتاجي وحبيبة عبدالعزيز وعمار محمد بديع ، وغيرهم الكثير إضافة إلى من استشهد تحت التعذيب في السجون أو نتيجة أحكام جائرة.

هذه حقوق لن تسقط بالتقادم أخي وستعود لأصحابها مهما طال الزمن باذن الله ، والتاريخ والتجارب الانقلابية التي حدثت في كثير من البلدان تثبت أن الحق سيعود ولو طال الزمن ، علينا فقط أن نكون نحن أبناء الصف الوطني على قدر المسؤولية ونعمل لتحقيق ذلك.
  

  • يقولون بعد عشر سنوات من رابعة أن الانقلاب يراوح مكانه ويترسخ موقفه والجماعة يتراجع دورها محليا وإقليميا ما قولكم ؟

دعني أؤكد لك أن الجميع يعلم الآن على وجه التحديد أن حالة الارتباك والفشل التي وصل لها الانقلاب ويكفي أنه يتسول بقاءه واستمراره من القوى الإقليمية والدولية التي دعمته وساندته.

وسأجيبك أيضا من حديث قائد الانقلاب نفسه : ألم يقل في بداية الانقلاب اصبروا عليا سنتين؟ ومرت سنتان وسنتان ولم يجد الشعب شيئا مما وعد به .. ألم يقل في بداية انقلابه سأغني المصريين ؟ ثم عاد وقال بعدها أن مصر بلد فقيرة وأنها شبه دولة ، ألم يقل أن مصر في 2020 ستكون دولة تانية خالص حسب تعبيرة ؟ ونحن الان في 2023 انظر إلى حال مصر .

ألم يقل في بداية انقلابه أن هذا الفكر - يقصد جماعة الإخوان المسلمين - لن يكون موجودا في عهده ؟ إذا لماذا كل هذا الذعر الآن عندما يتم ذكر الإخوان وتصرف الأموال الطائلة لتشويههم والنيل منهم

ودعنا نتذكر أخي في الاحتفالية الرابعة والتسعين للجماعة 2022 كانت رايات الجماعة الخضراء ترفرف وتعلن أنها موجودة رغم كل هذه الضربات ورغم توعد قائد الانقلاب بالقضاء عليها..

 

  • كيف تنتهي في تصوركم حقبة الانقلاب وماذا تفعل جماعة الإخوان لإنهاء هذه المرحلة؟

بداية جماعة الإخوان ومعها كل المخلصين لم تتخل عن الشعب المصري وقدمت في سبيل ذلك ومازالت تقدم التضحيات من أجل إنقاذ الشعب المصري من الانقلاب ، والآن يقف رجالها في المعتقلات صامدين يرفضون - رغم قسوة المحنة - الاعتراف بهذا الانقلاب.

الأمر يحتاج إلى تضافر كافة مكونات الشعب لفتح ثغرة ينفذ منها الضوء في الطريق المسدود الذي أوصلنا له الانقلاب ، ولذلك نحن ندعو كافة القوى الوطنية لأن نكون جميعا دون استثناء على قدر المسؤولية ونعمل على صياغة مشروع يحقق تطلعات الشعب بكافة أطيافه من الحرية والكرامة وامتلاك الإرادة ويعطي لكل مؤسسة قدرها حتى نخرج من هذا النفق المظلم وبديل ذلك إن لم نفعل لن تطيقه مصر.