في مثل هذه الأيام قبل 71 عاما استولى العسكر على مقاليد حكم مصر وتشبثوا به حتى سلموه إلى السيسي قائد الانقلاب العسكري الأحدث في مصر على الديمقراطية والشرعية وحقوق الإنسان.

واستولى العسكر مجددا على الحكم بعد أن اقتنصه الشعب عاما واحدا تولى خلاله الرئيس محمد مرسي قيادة البلاد عقب ثورة يناير 2011. وأعاد العسكر الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه أيام الضباك الأحرار؛ بعد أن استولى الضباط الجدد على الاقتصاد والساياسة والمقاولات ومزارع الأسماك وملاعب الكرة والإنتاج الفني.

واستمرت تجربة دولة يوليو وانقلابها على الحكم في مصر، حتى انطلقت شرارة ثورة 25 يناير 2011، وبدأت مؤامرة الجيش لخديعة الشعب المصري تارة بمحاكمات هزلية لنظام المخلوع مبارك، تلاها مسلسل البراءة للجميع، ثم إثارة الشائعات والرأي العام ضد جماعة الإخوان المسلمين، حتى عادت الدبابات تحاصر الشعب بنفس عناصر التجربة الفاشلة بانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

وكما استطاع ضباط يوليو خداع المصريين بالشعارات البراقة انتهج السيسي بعد انقلابه على الرئيس الشرعي أن يصنع لنفسه ظهيرا شعبيا مختلفا، محاولا دغدغة مشاعر المصريين ورسم لنفسه صورة الزعيم القوي صاحب الكاريزما والجاذبية مثل عبدالناصر والسادات، لكنه فشل تماما في ذلك ونال من السخرية الواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي ما يخزيه ويكفيه.

 

ورغم أنه رفع في بداية انقلابه شعار "نصير الفقراء"، فإنه تبنى مبدأ رفع الدعم عن المواد الأساسية، فتضاعفت الأسعار مرات عدة في ظرف وجيز، وتدني مستوى المعيشة، وارتفعت معدلات البطالة بشكل هائل، وتوسع السكن العشوائي.

كما أن افتقار السيسي  إلى الشرعية جعله ضعيفا على المستوى الدولي وكان باهتا في معالجة الكثير من الملفات والعلاقات الخارجية، كما أفقد مصر دورها المؤثر في إفريقيا والعالم العربي.

وفي ذكراها الـ 71 خضعت ثورة يوليو للمحاكمة مجددا، بين مؤيد ومعارض؛ إلا أن انقلاب 2013 زاد بشكل واضح حجم معارضي العسكرة بعد المنتائج الكارثية التي أسفرت عن ذلك الانقلاب.

وفي كل مناسبة يذكر عبد الفتاح السيسي ثورة يوليو وكأنه جزء منها ويحرص أتباعه على مقارنته بجمال عبد الناصر، وهو ما أثار السخرية بين رواد التواصل الاجتماعي.

 

في السطور التالية نقتطف بعض ردود افعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول ذكرى ثورة يوليو ١٩٥٢: