أعلنت الشركة القابضة لكهرباء مصر، عن خطة عاجلة لحل أزمة فصل التيار الكهربائي التي عادت بشدة بعد اختفاء لأكثر من 8 سنوات.

ويعاني المواطنون من فصل التيار الكهربائي لعدد 4 – 5 مرات في اليوم، وتتفاوت معدلات وزمن انقطاع الكهرباء في مصر بين المدن والقرى، إذ تتراوح بين 50 و60 دقيقة في المدن، بينما تزداد من ساعة ونصف حتى 3 ساعات في القرى، بل وصلت إلى 6 ساعات في بعض المحافظات.

وعبر بعض المواطنين، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم من الفصل المتكرر، وجاء في أحد التعليقات أن انقطاع التيار الكهربائي يحدث لأكثر من ساعتين أو ثلاثة، ثم يعود التيار لمدة أقل من ساعة.

وكتب آخر: "الكهربا بتقطع كتير قوي وفي ناس كبار معانا ومريضة مبتستحملش الحر".

وفي الوقت ذاته، سخر رجل الأعمال نجيب ساويرس من الانقطاع المتكرر للكهرباء في مصر، وقال في تغريدة التي نشرها على صفحته بتويتر: "عندما توفى أديسون مخترع الكهرباء عام 1931م تم إطفاء جميع كهرباء العالم لمدة دقيقة تكريمًا له.. وما زالت مصر ولبنان تكرم الرجل كل يوم".

 

جدول فصل التيار الكهربائي

ويتم فصل الكهرباء بمعدل 10 دقائق قبل رأس الساعة و10 دقائق بعدها، وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة واحدة من وقت فصل التيار، مع بدء العمل بهذا الإجراء من منتصف ليل السبت، وفق ما جاء على حساب الشركة القابضة لكهرباء مصر في فيسبوك.

وطلبت الشركة من المواطنين عدم استخدام المصاعد خلال الفترة المحددة لفصل التيار، حفاظا على سلامتهم.

وكشف مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لصحيفة اليوم السابع أن الشركة أصدرت تعليمات مشددة لرؤساء شركات توزيع الكهرباء الـ9 على مستوى الجمهورية بفصل التيار بالتناوب بدأ من منتصف الليل حسب الحاجة، وألا تتعدى مدة الفصل ساعة متواصلة.

وأشار المصدر إلى أن الفصل الاضطراري من المحتمل أن يبدأ قبل كل ساعة بعد منتصف الليل بـ10 دقائق وبعد بدء الساعة لمدة 10 دقائق وبحد أقصى ساعة.

 

تراجع إنتاج الغاز

في غضون ذلك، قال مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء إن "أزمة انخفاض معدلات ضخ الغاز لمحطات الكهرباء بدأت منذ 60 يومًا تقريبًا"، مضيفًا لـ"اندبندنت عربية" أن "السبب الرئيس لانقطاع التيار الكهربائي يتعلق بتراجع إنتاج الغاز من الحقول مع منح الغاز المستخرج حاليًا أولوية التصدير إلى الخارج لجلب عملة صعبة في ظل الأزمة الطاحنة التي تعيشها مصر مع قلة الموارد الدولارية".

وتوقع المصدر استمرار الأزمة لمدة لا تقل عن الستة أشهر وحتى نهاية العام الحالي 2023، خصوصًا مع دخول عدد كبير من المحطات الكهربائية للصيانة في ظل الطلب المرتفع على الكهرباء خلال أشهر فصل الصيف.

وأوضحت مصادر مسؤولة بحكومة الانقلاب لـ"اندبندنت عربية" أن "انقطاع الكهرباء في مصر يأتي تزامنًا مع بدء تطبيق المرحلة الثانية من خطة الحكومة لترشيد الاستهلاك التي انطلقت بداية يوليو الجاري، توفيرًا للغاز الذي تستعمله معظم محطات الكهرباء"، بينما كشف مصدر بوزارة البترول أن "نقص الغاز يعد السبب الرئيس بأزمة انقطاع الكهرباء في مصر حاليًا"، مشيرًا إلى "انخفاض إنتاج حقل ظهر، الذي يعد أكبر حقول الغاز في مصر".

وأوضح أن "حقل ظهر الذي يمثل نحو 40% من إنتاج الغاز في مصر، انخفض إنتاجه حاليًا إلى نحو 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، بعد أن بلغ نحو 2.8 مليار قدم مكعبة عام 2021، بجانب عدم وجود اكتشافات لحقول جديدة أو تطوير للحقول القائمة".

وعلق وزير البترول طارق الملا في تصريحات صحافية في سبتمبر 2022 مع بدء خطة ترشيد الطاقة، قائلًا إن "مصر تستهدف تصدير نحو 10 مليارات دولار من الغاز في السنة المالية 2022-2023"، مضيفًا أن "بلاده صدرت بقيمة تصل إلى 6.5 مليار دولار من الغاز خلال السنة المالية الماضية 2021-2022"، موضحًا أن الحكومة تعمل على ترشيد استهلاك الكهرباء لزيادة كميات الغاز الموجه للتصدير"، وأشار إلى أنه تم تصدير غاز بقيمة جاوزت 6.5 مليار دولار خلال العام المالي 2021-2022".

 

تصدير الكهرباء إلى 4 دول عربية

وكشفت مصادر رفيعة المستوي بوزارة الكهرباء والطاقة، أن إجمالي صادرات مصر من الكهرباء تصل لنحو 400 ميجاوات يوميًا من الطاقة خلال الشهر الجاري إلى 4 دول عربية، بمجموع 12 ألف ميجاوات شهريًا.

وبينما يعاني المواطن المصري من الحر الشديد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وفي الوقت الذي تسجل فيه مصر فائضًا بمقدار 10 آلاف ميجاوات، يتم فصل الكهرباء عن المواطنين، لتصديرها إلى الخارج لتوفير الدولارات.

ويمثل هذه الحال أمير الشعراء أحمد شوقي، وهو يقول:

أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس؟

وأضافت مصادر وزارة الكهرباء في تصريحات لصحيفة "المال" أن إجمالي صادرات مصر من الكهرباء تتوزع على 4 دول وقد تنخفض تلك الصادرات في بعض الأيام وفقًا لاحتياجات تلك الدول من الكهرباء، وتأتى في مقدمة تلك الدول الأردن، يليه السودان وليبيا، وأخيرًا الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن الأراضي الأردنية تستحوذ على نحو 200 ميجاوات، والسودان على نحو 80-90 ميجاوات، وليبيا على ما يقارب نفس النسبة، وأخيرًا الأراضي الفلسطينية وفقًا لاحتياجات كل جانب.

وأوضح أن تلك الصادرات لا تتعدي 0.5% من إجمالي القدرة الخاصة بالشبكة القومية لكهرباء مصر.

وترتبط مصر بشبكة كهربائية مع الأردن منذ عام 1999، عبر خط تصل قدراته إلى 400 ميجاوات ولكن تحصل حاليًا على 200 ميجاوات منها، إضافة إلى آخر مع فلسطين بطاقة 30 ميجاوات تعادل 30% من احتياجاتها.

وتصدر مصر الكهرباء إلى ليبيا بقدرات تقارب 80 ميجاوات، عبر خط ربط مشترك معها منذ عام 2000.

فيما نفذت مصر مشروعًا للربط مع السودان، وبدأت تصدير الطاقة الكهربائية إليها نهاية مارس 2020 بواقع نحو 90 ميجاوات، وجار رفع قدرة خط الربط مع الخرطوم إلى 300 ميجاوات خلال النصف الثاني من العام الجاري ضمن خطة مصر لزيادة صادراتها خلال الفترة القادمة.

وأشارت المصادر إلى أنه من المرتقب ارتفاع قيمة صادرات مصر من الكهرباء خلال المرحلة المقبلة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال شهور الصيف، وزيادة الحاجة لمزيد من الطاقة لمواكبة التطور في الطلب، والمشروعات المنفذة في إطار عمليات إعادة الإعمار في بعض تلك البلدان المرتبطة مع مصر.

وتقوم مصر بتنفيذ مشروع للربط الكهربائي مع السعودية بطاقة اجمالية تصل الى 3000 ميجاوات يتم تشغيله خلال 2025 وباستثمارات تصل الى 1.6 مليار دولار.