لن تقترب إثيوبيا فقط من تنفيذ الملء الرابع لخزان سد النهضة دون اتفاق مع مصر أو السودان، ورغم خطورة الخطوة الإثيوبية إلا أنها ستملأ أيضا سدين أخرين أبرزهما سد تاكيزي الذي فرغته حاليا من المياه استعدادا للتحكم الكامل (المحبس) في المرحلة القادمة في النيل الأزرق وهو ما سيخضع دول المصب إلى سيناريو أبوظبي في بيع مياه النيل إلى مصر.

ورأى الخبير عباس شراقي على قناة "العربية" أن التفريغ في السدود الإثيوبية أو السودانية يتم سنويا بدء من أبريل حتى يونيو استعدادا لموسم الأمطار (يوليو – أغسطس – سبتمبر)، ولكن الأمور اختلفت في السنوات الأخيرة نظرا لاتخاذ إثيوبيا قرارات أحادية في مراحل التخزين والتشغيل في سد النهضة من حيث الكمية مما أدى إلى التخبط في تشغيل السدود السودانية.

وأشار إلى أن الوضع يجب أن يتسبب في مزيد من الحرص في مصر في تشغيل السد العالي، والتخطيط للسياسة الزراعية لعام 2023/2024 وإتخاذ إجراءات مثل تحديد مساحة الأرز، والتوسع في إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها، وتطوير الزراعة والري وغيره".

الصحفي الإثيوبي عبدالشكور عبد الصمد حسن قال إنه "يبدو أن أعمال البناء في الممر الأوسط لسد النهضة انتهت مبكرا عند مستوي 625 فوق سطح البحر، ولا زال هناك وقت طويل من موسم الأمطار، مع العلم بأن الموسم بدأ مبكرًا وعزيزا، وسيستمر العمل في الجزء الغربي من السد لحين الوصول للمستهدف. والمتوقع أن يصل ما يحجزه السد هذا العام 42مليارم3".

وبحسب خبراء مصريين أظهرت صور حديثة في 30 يونيو الماضي، استعادة بحيرة سد النهضة مليار متر مكعب من المياه نتيجة الأمطار، تضاف لما وراء السد.

وتزامنت الصور مع تصريح مستشار وزير الري الأسبق الدكتور ضياء الدين القوصي أن "جميع الخيارات مفتوحة في أزمة سد النهضة". وكشف أن منسوب الممر الأوسط في سد النهضة وصل 628م فوق سطح البحر وليس 625 متر فوق سطح البحر.

واعتبر أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، أن تفريغ السدود الاثيوبية تعبر عن حالة من الارتباك وأـنها غير مسبوقة للسدود الإثوبية والسودانية خاصة في سد تاكيزي على نهر عطبرة في إثيوبيا.

وأشار (بحسب روسيا اليوم) إلى أن ذلك يرجع إلى عدم استخدام المياه بانتظام على مدار العام في توليد الكهرباء، نتيجة الحرب الداخلية بين الحكومة الفيدرالية وإقليم التيجراي لمدة عامين "نوفمبر 2020 – نوفمبر 2022"، وتدمير الجيش الفيدرالي لمحطة الكهرباء أثناء الحرب، حيث أنشئ سد تاكيزي في نوفمبر 2009 بسعة 9 مليار م3.

ونوه عباس شراقي بأن التفريغ الكبير من سد تاكيزي يرفع منسوب المياه في نهر عطبرة ويهدد السكان مما دفع السودان إلى فتح بوابات سدي أعالي عطبرة-ستيت، وفي نفس الوقت مازالت البوابة الشرقية للتصريف في سد النهضة مفتوحة منذ 8 يناير الماضي مع زيادة المنصرف منها قليلا الأسبوع الماضي بمعدل حوالي 30 مليون م3/يوم، ومن ثم التفريغ من السدود السودانية الروصيرص وسنار ومروي.