عقدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في مقرها بجدة في السعودية، مؤخرا، اجتماعًا طارئًا لمناقشة الإجراءات تجاه تداعيات حادثة حرق نسخة من المصحف في السويد.

 

تدنيس المصحف والإساءة للنبي ليست حوادث إسلاموفوبيا عادية

وعقد الاجتماع بدعوة من السعودية، رئيس الدورة الحالية للقمة الإسلامية، حيث اعتبر البيان الصادر عن الجلسة الطارئة أن "تدنيس المصحف والإساءة للنبي ليست حوادث إسلاموفوبيا عادية"، بحسب ما نقلت قناة "الإخبارية" الرسمية.

وشدد البيان على "ضرورة تطبيق القانون الدولي لحظر الكراهية الدينية"، داعيا إلى "اتخاذ تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف والإساءة للنبي محمد".

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، فقد أعربت الأمانة العامة في بيانها عن استنكارها لتكرار هذه الاعتداءات الدنيئة، "ومحاولات تدنيس حرمة القرآن الكريم، وغيره من قيم الإسلام ورموزه ومقدساته".

وأكدت مجددًا الالتزام الذي "أخذته جميع الدول على عاتقها، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بتعزيز وتشجيع احترام ومراعاة حقوق الإنسان، والحريات الأساسية للجميع على الصعيد العالمي، دون تمييز بسبب العرق، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين".

وحذرت الأمانة من "خطورة هذه الأعمال التي تقوّض الاحترام المتبادل والوئام بين الشعوب، وتتعارض مع الجهود الدولية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف".

وحث البيان "حكومات البلدان المعنية على اتخاذ إجراءات فعالة لمنع تكرارها، وضرورة ضمان أن يمارس الجميع الحق في حرية التعبير بروح المسؤولية، ووفقًا لقوانين وصكوك حقوق الإنسان الدولية ذات الصلة، وأهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم".

ويأتي اجتماع منظمة التعاون الاستثنائي في إثر إقدام اللاجئ العراقي، سلوان موميكا (37 عامًا)، في أول أيام عيد الأضحى على حرق نسخة من المصحف الشريف، أمام مسجد ستوكهولم، بموافقة السلطات السويدية.

منظمة التعاون الإسلامي تدعو لاتخاذ تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف  والإساءة للنبي

 

بوتين: أين بطرس العظيم منهم؟

انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السويد بعد حادثة حرق المصحف الشريف، على يد متطرف من أصول عراقية قبل فترة، وذلك أثناء وجوده في دربند بداغستان.

وجاء تعليق الرئيس بوتين في فيديو من البرنامج التلفزيوني "موسكو. الكرملين. بوتين".

وقال: "في السويد قاموا مجددا بحرق القرآن. أين بطرس الأول منهم"؟

ويعتقد المؤرخون أن معركة بولتافا كانت بداية النهاية بالنسبة للإمبراطورية السويدية كدولة عظمى أوروبية، جرت المعركة عام 1709 حول قلعة بولتافا الروسية (حاليًا في اوكرانيا) بين قوات روسيا القيصرية بقيادة بطرس الأول، وجيش الإمبراطورية السويدية، وهي واحدة من أهم معارك الحرب الشمالية العظمى.

ويشار إلى أن الرئيس بوتين، زار خلال جولته الأخيرة في داغستان، مسجد الجمعة في ديربند، حيث تسلم مصحفًا كهدية من مساعد مفتي الجمهورية زابير سليموف.

بعد احتضان بوتين لنسخة من المصحف.. الأزهر يُعلق على موقف الرئيس الروسي -  CNN Arabic

 

الاتحاد الأوروبى: حرق المصحف في السويد عمل عدائي ووقح

من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي، أن إحراق أي كتاب مقدس يعتبر استفزازًا علنيًا وعملاً وقحًا.

وأشار بيان صادر عن مكتب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إلى أن الاتحاد الأوروبي يؤيد معارضة وزارة الخارجية السويدية بشدة لإحراق القرآن الكريم.

وأوضح البيان: «لا يعكس الفعل بأي حال من الأحوال وجهات نظر الاتحاد الأوروبي، وحرق القرآن الكريم أو أي كتاب مقدس هو عمل عدائي وفيه قلة احترام واستفزاز علني، ولا يوجد مكان في أوروبا للعنصرية وكراهية الأجانب وما يتعلق بذلك من تعصب»، معربًا عن أسفه لارتكاب هذا الفعل خلال عيد الأضحى، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء.

وأضاف: «يواصل الاتحاد الأوروبي دعم حرية الدين والمعتقد والتعبير في الداخل والخارج، وحان الوقت الآن للوقوف معًا من أجل التفاهم والاحترام المتبادلين، ولمنع تصاعد التوترات.

كما أكد متابعة الاتحاد عن كثب للتطورات في العاصمة العراقية بغداد التي شهدت احتجاجات على الحادثة، داعيًا إلى ضبط النفس، وأدان الاعتداء على المباني الدبلوماسية.

الخارجية الهنغارية: سياسات الاتحاد الأوروبي خطيرة وتهيمن عليها عقلية الحرب  - RT Arabic

 

لاعبون وحكام يحملون نسخًا من المصحف

وشهدت مباراة فريقي الشرطة والقاسم العراقيين، مؤخرا، حمل اللاعبين والطاقم التحكيمي لنسخ من المصحف الشريف ورفع الجمهور لافتات تحث على الدفاع عنه، ردًا على الإساءة للقرآن الكريم في السويد.

وحمل لاعبو الفريقين والجهاز الفني المصحف الشريف أثناء دخولهم أرضية ملعب الشعب الدولي في العاصمة بغداد ضمن منافسات الأسبوع الـ 34 من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، في خطوة للرد على سماح سلطات السويدية لأحد المقيمين فيها بحرق نسخة من المصحف الشريف.

ونشر حساب نادي الشرطة العراقي على فيسبوك صورًا للاعبين وحكام المباراة وهم يحملون نسخًا من المصحف الشريف، كما رفع جمهور النادي على المدرجات لافتة كُتب عليها "القرآن الكريم دستورنا الخالد والدفاع عنه واجب شرعي على كل المسلمين".

بدوره نشر نادي القاسم العراقي صورة لرفع لاعبيه المصحف الشريف، كما وثقت لقطات مصورة حمل اللاعبين والجمهور لنسخ المصحف، وعلّق الحساب عليها قائلا "القرآن هو جنة هو رفعة هو هداية، لا خير فينا إن لم ندافع عن ديننا".

وكان متظاهرون عراقيون اقتحموا مقر السفارة السويدية في بغداد رفضًا لقيام متطرف سويدي من أصول عراقية بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام أحد المساجد في ستوكهولم.

رفع اللاعبين والحكام للمصحف في مباراة بالعراق المصدر: صفحه المعلق محمد السعدي على تويتر