جدّدت وفاة مدير مدرسة مصري، بمحافظة المنيا، في الخمسين من عمره، نتيجة لأزمة قلبية أثناء عمله الإضافي كعامل بناء، أحزان المصريين بسبب معاناتهم للتغلب على تكاليف المعيشة.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات حزينة عن الحالة الاقتصادية التي طاولت شرائح مجتمعية متعددة، ومن بينهم المعلمون، الذين من المفترض أن يتمتعوا بحد أدنى من المستوى المعيشي الكريم. واستعاد المغردون تصريح عبد الفتاح السيسي السابق "ويعمل إيه التعليم في وطن ضائع".

وكان المعلم سليمان محمد عبد الحميد مدرساً للعلوم، ثمّ أصبح مدير مدرسة صفط الشرقية بالمنيا، يعمل خارج أوقات دوامه حين أصيب بنوبة قلبية.

وكتبت مي عزام: "كيف سيتم التعامل مع هذا الخبر، وليس له إلا معنى واحد، أن الطبقة الوسطى في مصر تنتحر حرفياً".

وشارك أحمد بهاء الدين: "الموضوع ده مخلي عندي مجموعة من المشاعر المختلطة، عن مصر التي لا يعرفها الكثير من أهلها، وعن العدالة الاجتماعية، وعن فساد النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية، وعن الناس الشريفة اللي بتاكل بالحلال، وعن القصور الرئاسية، والقطارات فائقة السرعة، وعن وعن...".

وأضاف وائل حافظ: "وفاة مدير مدرسة أثناء تأدية عمله الإضافي، كعامل بناء في المنيا وآلاف المواطنين يشيعون جنازته، فيه آلاف من المصريين حياتهم وأرواحهم، بتنسحق وتنفرم كل يوم لدرجة الموت، عشان بس يقدر يعيش بأقل من الحد الأدنى للحياة. مصر مقبرة الفقراء والضعفاء حرفياً".


وعن غياب المسؤولين كتب إبراهيم الهادي: "يموت مدير مدرسة في العيد، وهو يعمل عامل بناء، ولحم الضأن يرمى للسفهاء، ونقيب المعلمين عامل نفسه نايم.. والوزير.. ورئيس الوزراء.. و.."؟

وعلّقت نجوى: "ربنا يرحمه، الخبر يحمل كثيرا من الألم، ولا أدري أيهما أسوأ: إن الرجل مات، أو إن الرجل عاش بهذه الطريقة. الشغل مش عيب، لكن الظروف التي تحكم على مدير مدرسة، إنه يشتغل عامل بناء بعد الظهر ليستطيع العيش، هي ظروف أسوأ من الموت".

ووجهت شيماء مصطفى له اعتذاراً: "مدير المدرسة (كان مدرس علوم)، واضح على إيديه الشقا وعلى ملامحه إنه شايل هموم جبال. فكرة إن هو نازل يشتغل عامل بناء في إجازة العيد، ويتوفى بأزمة قلبية نتيجة الإجهاد أثرت فيا وقلبي اتوجع حقيقي، إحنا آسفين لحضرتك. الراجل الشريف دا اسمه الأستاذ الفاضل سليمان محمد عبد الحميد".