تسبب إجراء تحويلات مرورية بكورنيش المعادي للقادمين من أثر النبي في عدم اعتبار من جهة محافظة القاهرة في خلع الأشجار والنخيل المميز لهذا المنطقة بطريقة سليمة ونقله أو تجهيزه لإعادة غرسه وهو ما اعاد الناشطين ما حدث قبل أشهر وتحديدا في 2021 حيث اختفت أشجار حي المعادي المميزة له وهي من أشجار الزينة المعمرة وباعثة البهجة في الحي.

واهتمت وما زالت منصات منها #انقذوا_اشجار_مصر والذي هو أكثر من هاشتاج بقطع أشجار مدخل شارع أثر النبي إلى المعادي.

محافظة القاهرة التي أعلنت مشروعا ورديا في 19 مايو يشمل عمل كباري وتوسعات منها؛ كوبري جديد للقادم من المعادي وكورنيش النيل  ومتجه لمتحف الحضارة والملك الصالح، وكوبري للقادم من متحف الحضارة ومتجه للكورنيش، إضافة لتفكيك كوبري العاشر، وتوسعة طريق مدخل الزهراء دار السلام بطريق  ذو اتجاهين، وتوسعة الطريق حتي أثر النبي بدون إزالة المنازل باتجاه داخل لدار السلام واتجاه خارج لدار السلام والعمارات في الوسط، فضلا عن توسعة طريق الفسطاط المؤدي لمتحف الحضارة وكورنيش النيل بعرض 4 حارات، وتوسعة الطريق المؤدي لجامع عمرو بن العاص.


ويقوم على حملة إزالة الأشجار التي تقف في طريق الكباري لواءان هما؛ اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، واللواء مهندس أيمن السعيد رئيس حي مصر القديمة.

وسبق للمحافظة نفسها ان دمرت أكثر الأحياء تشجيرا بل ونوعيات مميزة بسبب محور الجزائر بالمعادي، الذي رفضه أهل المعادي بهاشتاجات تصدرت منصات التواصل الاجتماعي زي#المعادي_ترفض المحور و#تحويل_مسار_المحور و الحقيقية أن الرفض منطقي حيث أن من المخطط أن يبدأ المحورمن شارع الجزائر مرورا بالمعادي حتى كوبري شمال طرة واخترق المعادي من الشمال للجنوب، وكان الاعتراض الأساسي يتمثل في أن مقابل الكوبري ضاعت مساحات خضراء ضخمة أزاخا اللواء العسكري كامل الوزير وزير نقل الانقلاب في شارع ٢٥٠ والذي يضم الكتير من الأشجار النادرة التي إعادتها من الصعوبة بمكان.


وقالت سارة توفيق عبر فيسبوك (Sara Tawfik) إن "بداية الخراب عند كورنيش المعادي عند اثر النبي من اسبوعين…دلوقتي مش موجود ولا شجره…هو د التحضر للاخضر!! و المستفز ان طب ليه ؟! طب حايتعمل ايه ليه قيمه يستحق كده !؟ وذلكم ضمن هاشتاج "لا_لقطع_الاشجار" و"انقذوا_اشجار_مصر".

وقال محمود شحاتة إنه "لا يخفي علي أحد الهدف من تدمير الأحياء الراقية في القاهره الكبري لصالح منتجعاتهم ومدنهم الجديدة، و أخيرا المخروبة والمحروقة العاصمة الإدارية.. ولقد تم تخريب محافظة الإسكندرية وحي مصر الجديدة والآن حي الزمالك العريق والدور التالي على حي المعادي..  وبيع كل سنتيمتر متاح للتدمير العقاري. بما في ذلك غلق مطار النزهة وبيع أراضيه بعد مئات الملايين اللي تم صرفها على رفع كفاءته.. وإرغام القادمين من الخارج و المسافرين من الإسكندرية على السفر من مطار برج العرب غير المؤهل لأي شيء كما يراه الناس أو السفر من مطار القاهرة ...".

واعتبر "شحاتة" أن "كل هذا لإخفاء عراقة وشموخ أحياء مصر التاريخية والمتميزة بتخطيطها وأشجارها لصالح مشاريعهم الاستثمارية مثل مدينة العلمين الجديدة أو العاصمة الإدارية !!".
 

ونشأ حي المعادي حديثا في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي حكم مصر ما يقرب من ثلاثة وعشرين عاما ونشأت في عهده أحياء أخرى في القاهرة مثل: حي مصر الجديدة وحي جاردن سيتي.
 

وقسمت شركة أراضي الدلتا حي المعادي واشترى منها الضابط الكندي ألكسندر آدامز ١٤٣ فدانا للاستثمار (مثل شراء البارون إدوارد إمبان وبوغوص نوبار نوباريان أرض مصر الجديدة) . .

بنى ألكسندر آدامز المعادي على الطراز البريطاني فقد بنى فيلات من طابقين وأمام كل فيلا حديقة تحيط بها أشجار الزينة وما ساعد على نمو الأشجار وازدياد الحدائق هو وقوع حي المعادي على نهر النيل ونطلق عليها الآن المعادي سرايات.

كما اهتم ألكسندر آدامز بالجانب الرياضي والاجتماعي والترفيهي من خلال إنشاء نادي المعادي سبورتنج ونادي اليخوت في عام ١٩١٠م.

وفي عام ١٩١٢م بنى المهندس الأمريكي فرانك شومان أول محطة للطاقة الشمسية في العالم لتشغيل الطلمبات الرافعة للمياه.


وانتشر أغنياء العائلات اليهودية في المعادي واشتروا عدة أراضي من شركة أراضي الدلتا ومن أبرزهم: عائلة موصيري وروتشليد ومزراحي ورولو وطبعا عائلة سوارس ومازال ميدان سوارس من أشهر ميادين المعادي . 


وبسبب كثرة اليهود في المعادي تم إنشاء المعبد اليهودي في عام ١٩٣٤م على يد بيتون ثم إنشاء كنيسة كاثوليكية بعد ذلك.


وكان الملك فاروق وهو في الثامنة عشر من عمره في زيارة إلى أحد أقاربه في المعادي ونزل ليصلي الجمعة ولم يجد مسجدا فقرر بناء أول جامع في المعادي في عام ١٩٣٨م وافتتحه في عام ١٩٣٩م وسمي جامع فاروق في ميدان فاروق.


وفي أثناء الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٤٠م وصل ٧٦ ألفا من الجنود النيوزيلنديين إلى المعادي وسكنوا في وادي دجلة واستمروا ست سنوات حتى عام ١٩٤٦م وعند مغادرتهم قدموا نصبا تذكاريا امتنانا منهم على وجودهم في مصر خلال تلك الفترة.