احتفل الشعب التركي، أمس الإثنين 29 مايو 2023، بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة حتى عام 2028، وجاء الاحتفال تزامنا مع الاحتفالات بذكرى فتح القسطنطينية (21 جمادى الأولى 857ه/ 29 مايو 1453م)، ما أعطي الاحتفال مذاقا مميزا؛ حيث انتصرت الإرادة الشعبية بفوز الرئيس أردوغان على العلمانية والنفوذ الأوروبي، كما انتصر محمد الفاتح على بابا الكنسية والنفوذ الغربي.

وفي مثل هذا اليوم تحقق للأجداد حلم سعوا إليه منذ نحو 8 قرون، حيث أرسل السلطان محمد الفاتح رسائل إِلى حكام الديار الإِسلامية في مصر، والحجاز، وبلاد فارس، والهند، وغيرها، يخبرهم بهذا النصر الإِسلامي العظيم ، وأذيعت أنباء الانتصار من فوق المنابر، وأقيمت صلوات الشكر، وزينت المنازل، والحوانيت، وعلقت على الجدران، والحوائط الأعلام، والأقمشة المزركشة بألوانها المختلفة، ليتصادف نفس الفعل بتعليق الأعلام التركية وصور الرئيس رجب طيب أردوغان في الشوارع والميادين بعدة دول إسلامية.

 

أهمية فتح القسطنطينية

وقد كانت القسطنطينيَّة قبل فتحها عقبةً كبيرةً في وجه انتشار الإِسلام في أوروبا، ولذلك فإِنَّ سقوطها يعني: فتح الإِسلام لدخول أوروبا بقوَّةٍ وسلامٍ لمعتنقيه أكثر من ذي قبل.

ويعتبر فتح القسطنطينيَّة من أهمِّ أحداث التَّاريخ العالميِّ، وخصوصاً تاريخ أوروبا، وعلاقتها بالإِسلام؛ حتَّى عدَّه المؤرِّخون الأوربيُّون، ومن تابعهم نهاية العصور الوسطى، وبداية العصور الحديثة.

 

أفراح فتح القسطنطينية

ذكر ابن تغري بردي وصف احتفال النّمسلمين، وأفراحهم في القاهرة بفتح القسطنطينيَّة ما هو إِلا صورةً لنظائر لها قامت في البلاد الإِسلاميَّة الأخرى.

وقد بعث السُّلطان محمَّد الفاتح برسائل الفتح إِلى سلطان مصر، وشاه إِيران، وشريف مكَّة، وأمير القرمان، كما بعث بمثل هذه الرَّسائل إِلى الأمراء المسيحيِّين المجاورين له في المورة، والأفلاق، والمجر، والبوسنة، وصربيا، وألبانيا، وإِلى جميع أطراف مملكته.

 

أفراح الأمس تتكرر اليوم

وعد عدة قرون يتكرر الفرح بهذا الاحتفال العظيم بفتح القسطنطينيَّة، وكن بفرحة أعظم واحتفالات أخرى يتشابه مضمونها كثيرا مع احتفالات فوز حزب العدالة التنمية في الاستحقاقات التركية، وفوز زعيمها الرئيس رجب طيب أردوغان ولعل هذا نابع أساسا من ذلك التضامن الذي يجوب كل قطر إسلامي في السراء والضراء.

 

فوز أردوغان

فاز أردوغان بالانتخابات الرئاسية ليحقق رقمًا قياسيًا جديدًا يضاف إلى إنجازاته، وليضع فصلًا جديدًا في دليل الديمقراطية الغربية العوراء التي لا ترى إلا بعينها متجاهلة إرادة الشعوب، التي طالما تغنوا بها إذا كانت هذه الشعوب تحت وصايتهم وفي حظيرتهم، أما الشعوب التي تأبى الخنوع وتسعى لاسترداد كرامتها مستدعية حضاراتها المطمورة، فإنها شعوب مارقة داعمة لدكتاتور! وقف العالم الغربي على أطراف أصابعه دافعًا بكل أسلحته الناعمة حتى يسقط أردوغان، فأسقطهم وأضاع عليهم جهد قرن من التغييب والتغريب والتذويب.

 

احتفالات في عدة دول بفوز أردوغان

وبإعلان فوز أردوغان أقامت عدد من الدول العربية الاحتفالات احتفاء بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية،  ومن بينها لبنان، وقطر والجزائر والأراضي الفلسطينية.

ففي لبنان أقام مواطنون مسيرات واحتشدوا احتفالا في ساحات مدينة طرابلس وأمام الساعة الحميدية الأثرية التي قدمها السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وذلك ابتهاجا بالولاية الرئاسية الثالثة لأردوغان.

 

أنصار أردوغان في لبنان يجتمعون للاحتفال بفوزه

وفي قطر أيضا تداول مغردون مقطع فيديو يُظهر "مسيرة" في شوارع العاصمة القطرية الدوحة، احتفالا بفوز الرئيس التركي، كما أضيئت بعض مباني الدوحة بالعلم التركي وصورة أردوغان.

احتفالات الفرح بفوز أردوغان | بالصور | الجزيرة نت

وبين التهاني الرسمية السريعة والمظاهر الاحتفالية، والمتابعة الإخبارية، تنوعت مظاهر الفرح والاهتمام الفلسطيني بنيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثقة الشعب التركي بولاية ثانية، لقيادة تركيا الحاضر والمستقبل نحو مزيد من التقدّم والاستقرار والازدهار.

وفي القدس المحتلة اختارت طفلة فلسطينية أن تحتفل بفوز أردوغان على طريقتها الخاصة، عبر رفع صورة للرئيس التركي.

في قطاع غزة، بدت مظاهر الفرح العفوية أكثر وضوحًا بفوز أردوغان، ورفع مواطنون صورًا له إلى جانب أعلام فلسطينية وتركية ووزعوا الحلوى في أكثر من موقع تعبيرًا عن فرحتهم بفوز أردوغان، الذي عرف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.

ورفع فلسطينيون أعلام تركيا على سياراتهم وتجولوا في شوارع غزة، في تعبير عن مشاركة الفرح.

وهنأت رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة، فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية.

 وقالت الرابطة، في بيان تلقته "قدس برس" مساء اليوم الأحد، إننا "نتقدم ببالغ التهاني لحزب العدالة والتنمية، بهذا الفوز المبارك، يوم يحسب للشعب التركيّ الشقيق، سائلين الله تعالى أن يكون هذا الفوز لصالح فلسطين وأهلها، والأمّة الإسلاميّة قاطبة".

وأعربت الرابطة، عن أملها بأن "تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات أردوغان، وأن تظل تركيا رئيسا وحكومة وشعباً خير سند ومعين لشعبنا الفلسطيني في كافة أنحاء تواجده، ونصرة للمسجد الأقصى المبارك،  وجميع قضايا الأمة الإسلامي".

وعلق البعض على الاحتفالات العالم العربي والإسلامي بفوز أردوغان بالقول "من يشاهد احتفالات الناس بفوز أردوغان في مختلف دول العالم يشعرك أن أردوغان أصبح خليفة للمسلمين".

ووجه مغرد تساؤلات "بعد كل هذه الاحتفالات التي عمت كل العالم الإسلامي.. أما زال هناك من يشك في أن تركيا باتت متربعة على عرش زعامة العالم الإسلامي؟"

وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا قد أعلنت فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية على منافسه كمال كليجدار أوغلو، بعد أن حصد 52.15 من إجمالي الأصوات، مقابل أقل من 48 في المئة لمنافسه كمال كليجدار أوغلو.