في ظل أجواء الاحتفالات بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة لخمس سنوات، نظم الدكتور معتز علي القطب، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة القدس، قصيدة تحت عنوان "إنا فتحنا لك فتحا مبينا".

وخلال السنوات الماضية بات يطلق على القطب (مواليد 1968) لقب "شاعر مدينة القدس"، لا سيما بعد صدور ديوانه الأول بعنوان "آخر صورة لمولاتي" في 2012. و"مولاتي" بالنسبة إلى القطب هي مدينة القدس.

وقال القطب، إنه يؤمن بأن ثمة صلة شديدة بين تركيا وفلسطين، مضيفًا: "ارتباط تركيا بالقدس وثيق، وتاريخنا شديد الصلة ببعضنا، نحن نحبهم وهم يحبوننا، وبالتالي فإن فرحتنا كانت كبيرة بإعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان لولاية جديدة".

وأردف: "كتبت القصيدة بعنوان "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا" وأهديها للشعب التركي نوعًا من الصلة بين المقدسيين وتركيا"، وفقًا لـ"الاناضول"

 

وجاء في القصيدة:

 

لأردوغانَ أَبرَقْتُ السَلامَا

وَسالَ الحُبُّ من شِعرِي كَلامَا

بِذِكرِ الطَّيبِ الغَالي بِشعرِي

وَجَدتُ الطِّيبَ من حَولي تَسَامَا

رَأيتُ الرُوحَ حَولَ التُّركِ تَسري

كَطيرٍ فَوقَ إسطنبولَ حَامَا

إلهي هل تُوفِّقني لأُهدِي

فَخامَتهُ المَحَبَّةَ والهيَامَا

أنا مِن فَرطِ إعجابِي وَحُبّي

مَنحتُ فَخامةَ الحرِّ الوسَاما

دَعَونَا ربَّنا من كلِّ أرضٍ

فأطلَقَ فوقَ تُركيا حَماما

أمير القَلبِ كيف وَجدتَ قَلبِي

لِتطلقَ نَحوَ مَركَزِه السِهَامَا

تُصيبُ بِسهمِكَ الغَالي فُوادي

وَتَمنحهُ السَكينَةَ والوئَاما

فكم نُصِبَت سهامٌ في طَريقي

فَطاشَت دُونَ سَهمكَ يا إماما

سَأكتبُ اسمك الغالي بِقلبي

رئيساً عاشَ في الدنيا هُمامَا

"رَجبْ طَيّبْ" عطورك في بلادي

تسر الشيخَ منها والغُلاما

عظيم التُّرك عَطِّرْ كلَّ أرضٍ

وَطيّب من مسيرتكَ الأناما

وأرجعنا لأيامٍ خوالٍ

وردَّ لنا المهابةَ والقواما

وأرجعنا لمجدٍ تاهَ مِنّا

فقدناهُ ومذ جِئنا الزحاما

أعدْ مَولايَ عالمنا لِيمضي

سُليمانيّ عادَ له النِظاما

فَفضلُ الترك في الدُّنيا عظيمٌ

عَسى سيعودُ يَملأها تَمامَا

فللأتراك ميراثٌ عظيمٌ

يفوق بوزنه ذهبا وجاما

وجوهُ المؤمنين بكلِّ أرضٍ

تَزيدُ بِذكرِ اسمكَ ابتساما

نَعم سيعودُ بعد العسرِ يسرٌ

وَيملكُ سيدي الغالي الزماما

جَعلتُ له دعائي كلّ يومٍ

يعودُ لأرضِ تُركيا إماما

فأردوغان ليسَ لَهُ مثيلٌ

رفيعُ القَدرِ قد مَلأ المَقاما

وقالَ الغربُ ناراً سوفَ تَمضي

وقالَ اللهُ برداً أو سَلاما

سأرسلُ شَعبَ تُركيا لِعبدِي

تَدوسُ نِعالُهُ اليومَ اللئاما

وأحمي كلَّ مجتهدٍ بَأمري

وأُعطي أرضَ تُركيا وئَاما

وظنّوا شمسَ إسطنبولَ تَخبو

فساقوا فوقَ تُركيا غَمَاما

وأردوغان صَرَّحَ في ثباتٍ

بأنَّ الشعبَ جُندي والعَواما

وهامَ التُرك في حبٍّ عظيمٍ

وسارَ بكلِّ مِنطقةٍ وهَاما

وكبَّرَ شعبُ تُركيا سريعاً

وعادَ الفتحُ في الدُنيا وراما

وشع بأرضِ تُركيا ضياءٌ

وكادَ الظلمُ يملأها ظَلاما

وردَّ اللهُ كيدَ الغربِ فوراً

ومن فَرِحوا وأعطوهم دعاما

أَحبَّكَ مؤمنونَ بكلِّ أرضٍ

وفاضَ الشُكرُ للغازي وداما

لتركيا وللأتراكِ مني

ورودٌ سوفَ أرسلُها لِزاما

سيبقى شعبُ تركيا عظيماً

وَنُهديه المحبةَ والسَلاما.

 

من لا يعشق أردوغان يحتاج إلى التوبة!

وقال القطب: "عادة فإن أي شيء له ارتباط مباشر أو غير مباشر بالقدس أكتب فيه قصيدة فما بالك بحدث عظيم كالذي جرى في تركيا".

وأضاف: "فخامة الرئيس أردوغان من لا يعشقه يحتاج إلى توبة، وبالتالي فإن مصلحة العرب والمسلمين أن يكون أردوغان في سدة الحكم في تركيا".

وأردف القطب: أن مصلحتهم أيضًا أن "تكون تركيا دولة عظيمة فما بالك بأهل القدس، من المؤكد أن لتركيا معزة خاصة ونحن نراها من أعظم الدول".

وتابع: "يكفي أن يكون لدينا زعيم مسلم صالح، فما بالك أن قلبه أيضًا على القدس والمسجد الأقصى، رائحة الأتراك والعثمانيين موجودة في كل مكان في المسجد الأقصى والقدس سواء القيشاني في قبة الصخرة وشوارع البلدة القديمة ومن المؤكد أن هذا تراثهم مثلما هو تراثنا".

وقال القطب: "من المؤكد أن لنا مصلحة بفوز الرئيس أردوغان، وهذه الأمور تحرك فينا مشاعر ومن هنا جاءت هذه القصيدة".

وأضاف: "من مدينة القدس الشريف أحب أن أبارك للشعب التركي بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان، وآمل أن تصبح تركيا في مراتب الدول العظمى وإن شاء الله هذا واضح بمسيرة الرئيس أردوغان".

وتابع القطب: "ألف مبارك لشعب تركيا العظيم وإن شاء الله تكون من الدول العظمى في هذا العالم".

 

100 رسالة ورسالة لمولاتي

وعن شخصيته قال القطب: "تخصصي علمي، ولكنني هاو للشعر والأدب وأتناول الأمور التي تتعلق بالقدس الشريف، وهي مدينتي، فأحب أن أكتب عن المدينة والأحداث المتعلقة بها".

وأضاف: "لم أدرس الأدب ولا اللغة العربية، وتخصصي علمي وأنا حاصل على رتبة بروفيسور في تخصصي، ولكنني أحب الشعر ومدينة القدس واللغة العربية، فأتبع الأحداث التي لها صلة بمدينة القدس وأكنافها وهي المدن الفلسطينية الأخرى التي كتبت لها أشعارًا أيضًا".

وأردف: "أحب أن أوثق الأحداث التي لها علاقة بمدينة القدس، ولي ديوان شعر سيصدر خلال أيام اسمه ’’100 رسالة ورسالة لمولاتي’’ وهي مدينة القدس الشريف، ويحتوي على 101 قصيدة تخص المدينة وأكنافها".

ولفت القطب إلى أن شعره "هو عن القدس وشخصياتها وشهدائها ومبانيها وأحيائها، وكلها موجودة في الديوان".