أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التركية في مرحلة الإعادة تفوق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنسبة 58,91 في مقابل 41,09 لكمال كليجدار، وذلك بعد فرز 30% من الأصوات، فيما نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً تعلن فيه عن توقعاتها بشأن الجولة الثانية من الانتخابات التركية.

وقال "واشنطن بوست" إنه رغم الانقسام والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا فإن استطلاعات الرأي تُفيد بأن أردوغان سيفوز بتلك الجولة فوزًا كبيرًا، في ظل أداء أضعف من المتوقع لتحالف كليجدار أوغلو.

وترى الصحيفة أن أردوغان شخصية تواجه آراء منقسمة تمامًا، فالبعض يتهمه بتفكيك الديمقراطية في تركيا باستخدام أساليب قمعية ضد المجتمع المدني والإعلام وتعزيز سلطته رئيسًا للبلاد.

بينما يرى مؤيدو أردوغان أنه مجدد تركيا العظيم، وداعم لمشاريع البنية التحتية الكبرى، بالإضافة إلى دعمه لإعادة مظاهر الإسلام إلى الحياة العامة.

وبعد انتهاء انتخابات الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، قال الكاتب الأمريكي إيشان ثارور، إنه قبل يوم واحد من الانتخابات التركية، كان الخبراء الليبراليون في الولايات المتحدة، يشعرون بإمكانية حدوث نقطة تحول تاريخية، بسبب اعتقادهم أن أردوغان تراجعت صورته عن القيادة الكفؤة، وبات ضعيفا بعد أزمات اقتصادية وزلزال مدمر ضرب البلاد.

وتابع في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، أنه بعد يوم واحد من التصويت، كان الشعور بخيبة الأمل بين مؤيدي المعارضة ملموسًا، وبدلاً من تراجع أردوغان، حقق تقدمًا مريحا يقارب 5 نقاط مئوية وسيقابل كليجدار أوغلو في الجولة الثانية في 28 من الشهر الجاري.

وأضاف: "معظم الخبراء الآن يعتقدون أن عودة أردوغان إلى السلطة أمر واقع، خاصة أن حزب العدالة والتنمية بزعامته وحلفائه سيطروا على البرلمان".

ومنحت سنوات أردوغان في منصبه للرئيس فهمًا دقيقًا لكيفية تعزيز الميزة الانتخابية بين الناخبين وكيفية الاستفادة من سلطته الهائلة ونفوذه للقيام بذلك. تم استخدام هذا النموذج بالفعل في الانتخابات السابقة في عامي 2015 و2018.

كما أظهرت تقارير مراسلي الصحيفة من إسطنبول: "استخدم أردوغان تكتيكات أخرى في الأسابيع التي سبقت التصويت، بما في ذلك رفع رواتب موظفي القطاع العام، وتوفير الغاز المجاني للأسر، نظرًا لأن خطابات الرئيس حظيت بتغطية شاملة على وسائل الإعلام التركية، فقد نشر كليجدار أوغلو رسائله للجمهور إلى حد كبير من خلال حسابه على تويتر، في خطابات مسجلة على طاولة المطبخ حول موضوعات مثل الاقتصاد".

وكتب هوارد إيسنستات، وهو باحث غير مقيم في معهد الشرق الأوسط: "أولاً، سيطرة ائتلافه على البرلمان تجعل من السهل عليه القول بأن فوز كليجدار أوغلو سيؤدي إلى مأزق سياسي. ثانيًا، وربما الأهم، أظهرت نتائج الانتخابات ارتفاعًا في المشاعر القومية.

بينما يمكن لكل من كليجدار أوغلو وأردوغان تقديم مطالبات معقولة بشأن هذا الجزء من الناخبين، فإن نجاح كليجدار أوغلو يعتمد على التصويت الكردي، وبدونهم، لا يمكنه الفوز، لكن معهم، لن يدعمه العديد من الناخبين القوميين".