أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن مجموعة فاجنر الروسية تزود قوات الدعم السريع في السودان بصواريخ سطح جو (أرض-جو) لمحاربة الجيش السوداني.
ونقلت "رويترز" عن الوزارة الأميركية أن عقوبات جديدة ترتبط بروسيا وتستهدف أفراداً على صلة بمجموعة فاجنر بعد تزويدها"الدعم السريع" صواريخ تمد وقت الحرب، قائلة: "ما يساهم في نزاع مسلح طويل الأمد لا يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى في المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة توعدت مخترقي الهدنة الأخيرة في السودان التي تمت برعايتها والسعودية والتي عقدت في جدة بعقوبات.
 وجاء الإعلان الامريكي بعدما أسقطت قوات الدعم السريع الأربعاء طائرة "ميج" روسية تابعة للقوات المسلحة واعتقال أحد طياريها في منطقة المنصوره في أم درمان.

وسبق للوزارة الامريكية (والتي ترعى في الوقت ذاته محادثات تشارك فيها الدعم السريع) أن اتهمت حميدتي قائد قوات الدعم السريع بأنه كان وما زال يوفر الحماية لشركة ميرو للذهب، وهي إحدى شركات التعدين التابعة لقوات فاجنر الروسية، التي يديرها يفجيني بريجوزين، وتم اتهامه بتهريب الذهب من السودان إلى موسكو للمساهمة في دعم حرب الحكومة الروسية على أوكرانيا.
وطالبت السعودية والولايات المتحدة الامريكية، طرفي الصراع في السودان الالتزام بتعهداتهما بوقف إطلاق النار.

وتوصل الجيش وقوات الدعم السريع خلال مفاوضات عقدت في جدة، إلى اتفاق لهدنة مؤقتة مدتها 7 أيام، دخلت يوم 22 مايو حيز التنفيذ، بوساطة أمريكية سعودية.
الطريف أن السفارة الروسية في الخرطوم أرسلت الخميس تهنئة دبلوماسية تهنئ الشعب السوداني بمناسبة يوم إفريقيا، متمنية أن يجد حلا سريعا للمشاكل الداخلية في البلاد، وذلك بمناسبة يوم إفريقيا المصادف 25 مايو.

كما ناقش مندوب الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والسفير السعودي لدى موسكو عبد الرحمن بن سليمان الأحمد، الوضع بشأن سوريا والسودان واليمن.


انتهاك وقف إطلاق النار

وتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بشأن انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في جدة بوساطة أمريكية سعودية ودخل حيز التنفيذ ليل الاثنين.
ووثق مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حريقا ضخما التهم جامعة المشرق بشارع الإنقاذ في العاصمة السودانية الخرطوم، مع إعلان الجيش أن الحريق نفذته عناصر الدعم السريع بعد أن تمكن من استعادة السيطرة على مطابع العملة التي استولت عليها قوات الدعم السريع بحسب عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا.
وقالت بيانات من جهات عدة أن أشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع بمدينة ام درمان بقطاع المهندسين مع انتشار مسلسل الفوضى والنهب بالخرطوم فور عودة مئات من الدعم السريع من دارفور لجبهات القتال داخل العاصمة وحولوا المستشفيات لثكنات عسكرية لقواتهم المدعومة من تشاد وفاجنر.
وعن نماذج انتهاكات الدعم السريع فإن قوة من مليشيا ومرتزقة الجنجويد قامت الخميس بحي ود البنا بإيقاف المارة ويسألونهم من المنازل التي بها سيارات وضباط الشرطة والجيش وسرقة السيارات أو تعطيلها بإخراج البطارية وتنفيس الإطارات، مع تهديد المواطنين العزل داخل بيوتهم والإعتداء عليهم وإختطافهم..

كما تحاصر الدعم السريع مدينة زالنجي عاصمة ولاية دارفور والوضع الإنساني كارثي ومعقد للغاية، بحسب متابعين.
وأفاد منسق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة توبي هارورد، بتلقي المفوضية تقارير مقلقة حول محاصرة جماعة مسلحة لمدينة زالنجي عاصمة.
كما تحاصر ميليشيات الدعم السريع تحاصر مدينة الجنينة منذ أكثر من شهر ومع غياب تام أقصى مقاومات الحياة.
وبسبب إحتلال قوات الدعم السريع لبنوك الدم وصفت جمعية بنوك الدم الوضع بالخطير ودقت ناقوس الخطر وتطالب من الجهات ذات الصِله بحقوق الإنسان تدارك الأمر "الهلال الأحمر، الصليب الأحمر، اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية، الأمم المتحدة بالإضافة للجهات الراعية للتفاوض الحالي بجدة"
وأمام هذا الوضع تساءل الباحث السوداني الهندي عز الدين كيف بعد 40 يوماً من حرب الجيش مع الجنجويد ما زالت خطة الدفاع عن الثكنات مع هجوم الطيران سارية !!
وقال: "لماذا تمسك قيادة الجيش القوات البرية؟ ولماذا سحبت المشاة بعد تنظيف شرق النيل وبحري ليعود المجرمون لمواقعهم؟جنرالات عظام متقاعدون أكدوا خلل الخطة..بالنسبة لي الأمر مريب.".
وأعلنت نقابة اطباء السودان في تقرير لها عن سقوط (٣) قتلى و أكثر من مئة جريح  في ولاية الخرطوم خلال الأيام (٢١، ٢٢، ٢٣) من الشهر الجاري، إثر اشتباكات دامية بين الجيش و قوات الدعم السريع، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين.
وقال ناشطون إن أمريكا والسعودية يحاولان توريط الجيش السوداني وإلحاق التهم به بشأن خرق الهدنة، و قلب الطاولة عليه وإلصاق إنتهاكات الدعم السريع به.