ما يزال جرح فلسطين مفتوحا منذ 75 عاما، وما يزال أبناؤها يفتدونها بأرواحهم، ليستشهد حتى اليوم 100 ألف إنسان، لم يستسلموا لبطش أطول احتلال في التاريخ.

الفلسطينيون ما زالوا على الوعد والعهد وهم يحيون الذكرى 75 على نكبة فلسطين والتي تصادف اليوم، أحداث النكبة وما تلاها من تهجير شكلت مأساة كبرى لشعب فلسطين شملت تطهيرا عرقيا وإحلالا سكانيا وسيطرة على الأرض من قبل المحتل، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله من أرضه وبيته وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل مليون وأربعمئة ألف فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية العام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.

 

حق العودة لا يسقط بالتقادم

تكمن أهمية الطرق التي يعتمد عليها الفلسطينيون في إحياء ذكرى النكبة، على إبقاء سلسلة الأمل ممتدة على مدى السنوات الطويلة الماضية والآتية، ويمكن القول إنّ الأساليب التي تم اتباعها أثبتت نجاحها، لاسيما مع مشاركة الملايين في ذكرى الإحياء كلّ عام، وظهور أشكال جديدة بشكل مستمر، فضلاً عن تحوّل مظاهر الإحياء إلى ممارسات عملية تنعكس على الأجيال القادمة، ويمكن إدراكها في السلوك الوطني بسهولة، ما يعني أنها تمتلك تأثيراً حقيقياً ومباشراً، وهذا يستدعي الوقوف أمامها وتأملها وتحليلها على الدوام، ليدرك التاريخ والعالم معنى أن يحمل إنسان ما – أي إنسان – وطناً كاملاً لـ 75 عاماً على التوالي.

 

فصائل فلسطينية تحيي ذكرى النكبة

دعت فصائل فلسطينية، الإثنين، الشعب الفلسطيني إلى “مواصلة النضال والالتفاف حول خيار المقاومة حتى تحرير الأرض وتحقيق العودة”.

جاء ذلك في بيانات منفصلة، أصدرتها الفصائل الفلسطينية بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الـ75 للنكبة الفلسطينية.

قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان إنه “لا شرعية ولا سيادة للاحتلال الصهيوني على أي جزء من أرضنا التاريخية المباركة”.

ودعت الجماهير الفلسطينية “في الداخل وفي مخيمات اللجوء والشتات إلى مواصلة صمودهم ونضالهم وتمسّكهم بحقوقهم وثوابتهم وهُويتهم الوطنية”.

ومضت الحركة تقول “يجب تعزيز التفافهم حول خيار المقاومة بأشكالها كافة، حتى تحرير الأرض والقدس، والمسرى والأسرى، وتحقيق العودة إلى فلسطين”.

من جانبها، أكدت حركة “الجهاد الإسلامي”، أن “المقاومة هي الوجه المشرق لشعبنا الذي يسعى لكنس الكيان عن أرضنا”.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة وليد القططي في تصريح صحفي إن “النكبة التي شردت شعبنا ولدت مقاومة مشرقة ممتدة منذ عشرات السنين وصولا إلى معركة ثأر الأحرار (المواجهة الأخيرة بين الفصائل بغزة وإسرائيل التي امتدت من 9 إلى 13 مايو 2023)”.

بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى “التمسك بكامل الحقوق التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة، من خلال الحفاظ على الحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني في أرض وطنه كاملة غير منقوصة”.

وقالت إنه “يجب التمسك بخيار مواصلة النضال بأشكاله كافة، على طريق تحقيق أهداف شعبنا التاريخية في العودة والحرية والاستقلال وتقرير المصير”.

وفي السياق، قالت حركة “المجاهدين” الفلسطينية إن “الحل المناسب الذي نؤمن به في التعامل مع العدو هو نهج المقاومة وهي خيارنا الاستراتيجي حتى يرحل الغرباء إلى حيث أتوا”.

وأضافت الحركة في بيان: “ندعو لتشكيل جبهة موحدة تضع الاستراتيجيات وتقف على التحديات وتخرط الكل بالعمل النضالي دون إقصاء أو تمييز”.

على الصعيد ذاته، سلم ممثلون عن فصائل فلسطينية، الاثنين، مذكرة لبعثة الأمم المتحدة في قطاع غزة، تطالب بتحرك دولي لإزالة آثار النكبة وعودة اللاجئين المهجرين من ديارهم منذ العام 1948.

وعقب تسليم المذكرة عقدت الفصائل الفلسطينية مؤتمراً صحفياً أمام مبنى الأمم المتحدة غربي مدينة غزة.

وقال القيادي بحركة “فتح” عماد الأغا، في المؤتمر ممثلا عن بقية الفصائل، إن ” النكبة الفلسطينية أدت إلى تدمير 531 قرية فلسطينية وارتكاب 71 مجزرة راح ضحيتها نحو 15 ألف فلسطيني”.

وأضاف الأغا: “لا زالت تداعيات هذه النكبة تلقي بظلالها على الفلسطينيين وتؤثر بكافة تفاصيل حياتهم”.

ودعا المجتمع الدولي إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه ووضع حد نهائي لمأساته الإنسانية.

 

التعاون الإسلامي تجدد دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

جددت منظمة التعاون الإسلامي دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في العودة، وتجسيد إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو(حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين، بمناسبة الذكرى الـ 75 لنكبة فلسطين في 15 مايو(أيار) ، إنها "تستذكر في هذا اليوم، الذكرى الـ75 لنكبة فلسطين أرضاً وشعباً، إثر قيام إسرائيل، قوة الاحتلال الاستعماري، وما صاحبها من تطهير عرقي، وممارسة إرهاب الدولة الممنهج ضد الشعب الفلسطيني عبر ارتكاب أكثر من 51 مجزرة راح ضحيتها حوالي 15 ألف مواطن فلسطيني، والتهجير القسري لأكثر من 950 ألفاً آخرين، وكذلك تدمير 531 قرية فلسطينية بالكامل، ومصادرة أراضي وممتلكات الشعب الفلسطيني الأصيل".

ورحبت المنظمة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، الاحتفال بذكرى النكبة لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، مؤكدة "مسؤولية المجتمع الدولي وواجباته السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة إسرائيل، قوة الاحتلال، على ما اقترفته من جرائم ضد الإنسانية، وتصحيح الظلم التاريخي الذي ما زال مسلطاً على الشعب الفلسطيني، وإيجاد حل عادل وشامل ودائم لقضيته وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".

وأعربت عن تقديرها وتثمينها لدور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا، وجهودها في توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم 6.5 ملايين، مشددة على ضرورة استمرار دورها باعتبارها الشاهد الدولي الحي على مأساة اللاجئين، وتجسد التزام المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وضرورة إيجاد حل عادل ودائم لمسألة اللاجئين الفلسطينيين.

 

الأمم المتحدة تحيي ذكرى "النكبة" للمرة الأولى

قررت الأمم المتحدة لأول مرة رسميا إحياء ذكرى فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين، وذلك في الذكرى الخامسة والسبعين لخروجهم الجماعي.

ويشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإحياء الذكرى في مقر الأمم المتحدة، الاثنين، في ما يطلق عليه الفلسطينيون ذكرى "النكبة".