تفاجأ سكان قطاع غزة، فجر الثلاثاء، بقصف صهيوني وحشي بعشرات الأطنان من المتفجرات والصواريخ استهدف عشرات البنايات الممتدة من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال وأربع نساء، وإصابة 50 آخرين (بينها ثلاثة أطفال وسبع سيدات) بجروح بين المتوسطة والحرجة.

ورجّحت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي بالإشارة إلى "وجود عدد من المواطنين تحت أنقاض منازل تعرضت للقصف"، مضيفةً أن "جثامين بعض الشهداء وصلت متفحمة إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ومستشفى أبو يوسف النجار في رفح".

 

الصهاينة: حققنا أهدافنا

واعترف الجيش الصهيوني، في بيان، باستهداف القادة الفلسطينيين الثلاثة بهجوم متزامن بأربعين طائرة من سلاح الجو الإسرائيلي، في ما أطلق عليه "عملية السهم الواقي" أو "درع وسهم"، مضيفاً "حققنا أهداف العملية في هذه المرحلة. إذا تطلّب الأمر، سنزيد من الإصابات"، مبرزةً أن القادة الفلسطينيين الذين قامت باغتيالهم لعبوا الدور الأكبر في التخطيط لشن الهجمات الصاروخية على أهداف إسرائيلية الشهر الماضي، وقبل أيام رداً على وفاة الأسير الشيخ خضر عدنان في سجن إسرائيلي.

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجمات المشتركة للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) استهدفت بأكثر من 100 صاروخ، علاوة على قادة الجهاد، 10 مواقع لإنتاج وتخزين الأسلحة ومجمعات عسكرية تابعة "للجهاد الإسلامي" وورشاً لإنتاج الصواريخ في خان يونس، وأنفاقاً لحركة حماس وموقعاً عسكرياً تابعاً لها.

 

امتعاض مصري

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب فلسطينيون عن غضبهم إزاء الدور الذي لعبته مصر في "طمأنة قادة المقاومة" لقضاء الليلة في منازلهم رفقة أسرهم قبل مغادرة القطاع إلى القاهرة لاستئناف محادثات "الوساطة" لأجل التوصّل لاتفاق "الهدنة" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ألمح كثيرون منهم إلى "تواطؤ مصري" مع إسرائيل ضد القادة المغدورين، وذلك وفقًا لمصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة "القدس" المحلية.

لكن تقارير إعلامية متطابقة، بما في ذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تحدثت عن "امتعاض مصري شديد" وقرار بـ"وقف جهود الوساطة حالياً" إزاء تعرض المسؤولين المصريين إلى "خداع" من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي "ارتكبت خطأً" في وجهة نظر المصريين قد يهدد بتدخّل جماعة حزب الله اللبناني بشكل مباشر في المواجهة. نقلت وسائل إعلام عن مسؤول مصري مطّلع على المحادثات أنه كانت هناك "مؤشرات إسرائيلية واضحة" على أن تل أبيب لن تلجأ إلى سياسة الاغتيالات في هذه المرحلة، وفقًا لـ"وكالة وفا".

وفي أول رد فعل رسمي، نددت مصر بالاعتداءات الإسرائيلية التي قالت إنها "تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وتؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة، بهدف تهيئة المناخ الملائم، لإعادة تحريك مسار عملية السلام".

وأفادت إذاعة الجيش الصهيوني، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل أبلغت مصر بإطلاق عملية عسكرية في قطاع غزة. وأكدت إذاعة الجيش أن الرسالة وصلت مصر بعد دقائق من الضربة الجوية الأولى على غزة، وفقًا لـ"رأي اليوم".

ومن جهة أخرى، أدانت مصر التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة الذي أسفر عن ارتقاء 15 شهيدًا وعشرات المصابين، واقتحام مستوطنين المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن الفلسطينية، وآخرها نابلس.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، اليوم الثلاثاء، رفض مصر الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، وتؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة، بهدف تهيئة المناخ الملائم، لإعادة تحريك مسار عملية السلام.