سيطرت حالة من الحزن والتأثر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الوفاة المفاجئة للفنان الشاب مصطفى درويش الذي ووري الثرى عصر الاثنين، والذي كان خبر وفاته الأول في الاهتمام منذ الإعلان عن رحيله عقب تدوينة كتبها يشكو أنه لا يستطيع النوم، وبعد شهور من الموقف الأشهر في تاريخه؛ وهو الانسحاب من المشاركة في فيلم "الملحد" الذي كتبه إبراهيم عيسى، احتجاجا على ادهاءات "عيسى" ضد الإسلام ورأيه الصادم في الإسراء والمعراج. وهو الموقف الذي يؤكد الكثيرون أنه السبب الوحيد الذي عرفوا به الفنان الراحل وأنه يكفي ليكتب اسمه بعدها بأحرف من نور. 

الموت المفاجىء دون مشاكل صحية، كان حديث اوسائل الإعلام منذ أمس؛ حيث كان "درويش" يشارك قبيل وفاته بساعات بعض البوستات الكوميدية على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، ليصدم بعدها جمهوره بوفاته دون أي مقدمات.

وقال إبراهيم خيرالله Ibrahim Khairallah على فيسبوك: "تعيش حياتك بتمثل في أدوار وبتسعى جامد علشان تكتسب مكانك في وسط عالم الممثلين والسينما ..ولكن يوم ما تموت ، تبقى سيرتك كلها عن موقف مشرف وقفت فيه وضربت بالسينما والفن عرض الحائط وقلت مش مهم الفلوس والشهرة المهم مبادئي .. اخدت الموقف وانت عارف إن احتمال كبير ده يكون له تأثير سلبي على أكل عيشك ".

وأشار إلى أن "الممثل مصطفى درويش توفى منذ ساعات والناس كلها بتدعيله بالرحمة والمغفرة بسبب انسحابه من فيلم لابراهيم عيسى عندما انكر الاسراء والمعراج .. ربنا يرحمه ويغفر له ويتجاوز عن سيئاته".

أما ذوي الفنان الراحل فكتبوا عبر حسابه (مصطفى درويش Mostafa Darwish *، "مصطفى اندفن خلاص وودع الدنيا ومش هيوصله مننا غير الدعاء وحسن الذكر، ربنا يوسع قبره ويثبته عند السؤال ويرحمه ويغفرله ..".

وأضاف محمد طاهر Mohamed Taher  أدمن منصة (فيلم في الخمسينة) كتب "مصطفى درويش من حوالي سنة كان شغال في فيلم من كتابة ابراهيم عيسى.. ولما حصل إن إبراهيم عيسى أنكر حادث الإسراء والمعراج.. مصطفى ساب الفيلم رفضا إنه يشتغل مع إبراهيم عيسى وساعتها إبراهيم عيسى قال عليه نكرة.. وصناع دراما كتير قالوا إن ده هيوقف سوقه ومش هيشتغل تاني.. ورغم إن ده ما حصلش ومصطفى السنة دي كان في قمة نجاحه.. ".

وأضاف: "إلا إن موقف زي ده هو اللي باقيله أكتر من أعماله كلها.. ويحسبله إنه انتصر لمبادئه وعقائده على حساب شغله.. فحقيقي كان حد محترم وأصيل وابن بلد والله وأنا أشهد بده..".


أما الناشط ‏خالد رفعت صالح فكتب: "فجأة لقيت الفيس كله بيدعي للمرحوم بإذن الله مصطفى درويش ... أنا شخصيا مكنتش أعرفه لغاية ساعتين مضت .. لأنى مش بشوف تليفزيون من سنين.. شدني الموضوع لأعرف من هذا الرجل وماذا فعل فى حياته ليدعو له كل شعب مصر؟ .. عملت سيرش على كل البوستات اللى نزلت باسمه .. لقيت التالي:

= مصطفى جاله كورونا وشفي منها وبعدها حياته تغيرت تماما. فتح المطعم بتاعه لأي حد جعان ياكل اللى هو عاوزه ببلاش رغم إن مطعمه غالي .. كان مستحيل يرجع حد جعان أبدا.

= أي حد كان بيبعت له عن تنظيم شنط رمضان يقوم فورا يبعت له عشرات الشنط بدون أي سؤال.

= كان بيشارك فى تنظيم وجبات إفطار صائم بنفسه وبيوزع الوجبات بعربيته بل يشجع أصحابه كمان يشاركوا.

= بعد موقف إبراهيم عيسى من الإسراء والمعراج.. انسحب مصطفي من الفيلم بتاعه بعد تصوير أربعة أيام وقال "لن أشارك أبدا فى نشر ما هو ضد ديني" وساعتها إبراهيم عيسى شتمه على الهواء وقال عليه "نكرة".. وكتير حذروا مصطفى إنه مش حيلاقي شغل لأن اللى ماشى حاليا هو كل ما ضد الدين فرد عليهم لهم "ولو حموت من الجوع". 

= هذا الرجل أنا زعلان إني لم أعرفه من قبل.. أدعو الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته... دوما يرحل الأطهار الأنقياء ويفضل لنا الأقزام القذرة..".

أما الكاتب الاقتصادي مصطفى عبد السلام فأشار على حسابه بموقع فيسبوك أيضا: "للأسف لم أعرف هذا الفنان ربما بسبب تقصير مني، وربما لأنني لم أعد أشاهد سوى الأعمال القديمة من أفلام ومسلسلات، لكن ما جذب نظري هو ذلك الاحتفاء والثناء الكبيرين على هذا الفنان النبيل مصطفى درويش ومواقفه المحترمة وأعمال الخير التي يقوم بها في الخفاء والعلن، رحمه الله وغفر له وتقبله في عباده الصالحين، لقد أثبتت وفاته والاحتفاء الكبير به أن الخيرين وأصحاب المواقف المحترمة موجودين في كل مجال، لكن للأسف، أحيانا لا نرى سوى الغث والعفن والتافهين والمنافقين والحلنجية".

والجدير بالذكر أن الفنان الراحل مصطفى درويش حصل على شهرته الكبيرة بعد دوره المميز في مسلسل 100 وش، وليرحل الإثنين الموافق 1 مايو 2023 عن عالمنا عن عمر يناهز 43 عاما،  حيث إنه ولد 11 يناير عام 1980، وبدأت مسيرته الفنية عام 2011 مع المخرج خالد يوسف في فيلم كف القمر.