مع اليوم الحادي عشر للحرب في السودان؛ أكدت بيانات الأمم المتحدة أن عمليات النزوح الداخلي في السودان شملت 3.7 مليون لاجئ، علاوة على مليون لاجئ  تستضيفهم السودان ، كثيرون منهم فروا من صراعات في بلدان مجاورة مثل جنوب السودان.
ونقلت فضائيات وقنوات محلية كسر للهدنة التي أعلنت الاثنين برعاية من الولايات المتحدة وإعلان وزير خارجية واشنطن توني بلينكن. وأضافت أن اشتباكات متفرقة بالسودان رغم الهدنة، وتبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع مع توقعات بلجوء الآلاف للخارج.

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن المؤسسة الدولية الأكبر تضع خططا لاستقبال مئات الآلاف من الذين يتدفقون عبر الحدود السودانية هربا من العنف. وأضافوا أن الكثيرين منهم اضطروا للعودة إلى بلدان كانوا قد فروا منها في الماضي.

ولفتت تقارير أممية إلى تأهب 270 ألف شخص للفرار عبر حدود السودان، وهو رقم متوقع أولي يشمل اللاجئين السودانيين الذين يعبرون إلى جنوب السودان وتشاد وكذلك عودة من كانوا قد نزحوا من جنوب السودان إلى ديارهم.

ولم يضف التقدير 5 دول مجاورة للسودان، بخلاف تشاد وجنوب السودان الانفصالي، إذ لم يتم بعد إتمام التقديرات المتعلقة بالعدد المتوقع للنازحين إلى مصر وإريتريا وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا.

 

 

آلاف اللاجئين

ونقلت التقارير عن ماري هيلين فيرني ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنوب السودان، إن المفوضية تخطط لاستقبال 125 ألفاً من العائدين لديارهم، الذين يقيمون مؤقتاً في السودان، ولعبور نحو 45 ألف لاجئ سوداني جديد إلى جنوب السودان.

ونقلت عن مسؤولين في دولة (جنوب السودان) أن 10 آلاف لاجئ وصلوا إلى بلادهم بالفعل خلال أيام. معتبرة أن كثيرين سيعودون إلى مناطق من جنوب السودان التي وصفت ألأوضاع فيها ب"شديدة الهشاشة نتيجة الصراع أو تغير المناخ أو انعدام الأمن الغذائي، أو مزيج من الثلاثة".

ونقلت أيضا عن لورا لو كاسترو ممثلة المفوضية العليا للاجئين في تشاد، التي تفقدت منطقة الحدود الأسبوع الماضي، إن المفوضية تخطط لاستقبال 100 ألف لاجئ من السودان على أسوأ التقديرات، مضيفةً أن نحو 20 ألفاً وصلوا بالفعل.

ونبهت إلى أن النازحين "بالفعل في أمس الحاجة إلى المساعدات".

وذكرت المفوضية أن لديها تقارير عن بدء وصول بعض النازحين إلى مصر، لكن لا توجد بعد أرقام دقيقة.

وتسببت المعارك منذ 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ونزوح عشرات الآلاف من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى وتشاد ومصر.

 

اشتباكات وكسر الهدنة

وقال شهود عيان إنه مع دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في السودان، دوت القذائف على وقع اشتباك بأسلحة ثقيلة في الخرطوم العاصمة (شرق النيل) رغم الهدنة، وتجددت الاشتباكات في محيط القصر الجمهوري ومناطق متفرقة بأم درمان (غرب النيل).

وفي اتهامات متبادلة أعلنت (الدعم السريع) أن الجيش لم يلتزم بشروط الهدنة، واتهم الجيش (الدعم السريع) بنشر القناصة في مناطق متفرقة من الخرطوم والولايات!

وقال الجيش في بيان إنه رصد تحرك أرتال عسكرية نحو العاصمة الخرطوم، وأضاف: "ارتكب التمرد عدة خروقات منذ بداية الهدنة.. نحتفظ بحقنا في التعامل مع الخروقات الخطيرة".

وذكر بيان الجيش أن هناك "تحركات للتمرد داخل وخارج العاصمة ومحاولات لاحتلال بعض المواقع"، مشيراً إلى "حركة كثيفة للتمرد نحو مصفاة الجيلي للنفط للسيطرة عليه وخلق أزمة وقود". مضيفا، "تلقينا بلاغات من عدة سفارات بسبب تعديات المتمردين".

واستبقت (الدعم السريع) ببيان آخر زعم أن  طيران الجيش لا يزال يحلق في مدن الخرطوم الثلاث، وأضافت: "التزمنا بشروط الهدنة لفتح ممرات إنسانية للمدنيين والمقيمين الأجانب.. كسر الهدنة يؤكد وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة الجيش". 

وأشارت إلى قصف مدفعي من الجيش السوداني على ارتكاز لقوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم، مجددة التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة لـ 72 ساعة.