أظهرت صور جديدة لمقبرة عميد الأدب العربي د. طه حسين تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية كوبري محور ياسر رزق وهو يمر أعلى مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين بمصر.

وأثارت الصور المتداولة تساؤلات عن مصير المقبرة التي يتوقع أن تنهدم ذاتيا بسبب ما علاها من أحمال حديدية.

والمقبرة تقع في حي الخليفة بالقاهرة القديمة (مصر العتيقة)، وتضم رفات الأديب الراحل (المتوفي قبل نحو 48 عاما) وأقربائه وأنسبائه، كما سبق أن أثارت ضجة قبل أشهر بعد وضع المقبرة ضمن مخطط الإزالة الذي وضعته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وقال الخبير في الآثار د. حسين دقيل عبر فيسبوك "وعندما أعلنوا أنهم لن يهدموا مقبرة طه حسين.. استبشرنا خيرا؛ غير أن ما فعلوه بالمقبرة - بأن جعلوا الكوبري ملتصقا بها من الأعلى - هو أشد وأنكى!".

وأضاف "فمتى يأتي الوقت الذي نعرف فيه معنى قيمة التراث ؟!!"، مبديا الحزن من "عدم وعي بعضنا لمعنى وأهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه،، وما كان لهذا أن يحدث لو كانت الحكومات تؤدي دورها في عملية إكساب الوعي والانتماء، لتلك الأجيال التي خرجت فلم تجد أمامها غير معاول الهدم تعمل ليل نهار".

وأشار إلى أن التراث ليس فقط الآثار الفرعونية "فكل ما يحمل تاريخا قيما، فهو تراث .. وأن القيمة المعنوية تجعل من دول العالم تضع مثل تلك المباني والمقابر مزارا ، حتى تتعرف الاجيال على تاريخها".

وأضاف "عندما نحافظ على التراث فإننا نحافظ عليه لأنه جزء من التاريخ، سواء اتفقنا مع هذا التاريخ أو اختلفنا.. وإلا فلو كان الحفاظ على التراث مقرونا باتفاقنا مع ما يحمله، لما حافظ البعض على آثار الفراعنة، ولما حافظ آخرون على الآثار القبطية بحجة اختلافنا مع عقيدة أصحابها وأفكارهم.. ".

أما الناشط محمود يوسف على فيسبوك فكتب "بمناسبة مقبرة  طه  حسين - عميد الاب  العربي- وما  حدث  لها  بعد  ان  أهالوا  عليها  تراب  الكوبري، موضحا أن الصورة تكشف "كيف  تنظر الشعوب والحكومات إلى الشخصيات  البارزة  والمبدعة لديها ".

وأوضح أنه "في  باريس مثلا توجد  مقبرة  للعظماء  تضم  رفات الشخصيات  البارزة في  كافة  المجالات امثال فولتير وجان  جاك  روسو  وفيكتور  هوجو واميل  زولا  والعالمة  الكبيرة  ماري  كوري  وزوجها  بيير  كوري ...  الخ "، بالمقابل "يصل  انحطاط بعض  الدول  _  او  اشباه الدول  -   الي الاعتداء  بالهدم او  التحقير علي رفات  العظماء  لديها  فهو  أمر ليس  له  الا  معني  واحد هو  انحطاطهم  وتخلفهم  ".

وكتبت الناشطة مريومة Mar Youma "مقبرة "طه حسين" أسفل كوبري "ياسر رزق".. مشهد يلخص حال مصر الآن.. مقبرة "عميد الأدب العربي" يجثم على أنفاسها كوبري، تسمى على اسم صحفي، كل مؤهلاته، تسجيل أحلام الجنرال بالساعة الأوميجا والسيف الأحمر، مع تاريخ ممتد من نفاق الحكام .. *للأسف هذا هو حاضرنا المؤلم تحت حكم ملوك الأسفلت أحفاد التتار".


وترشح الأديب طه حسين لجائزة نوبل ٢١ مرة، وحصل علي أول دكتوراة في جامعه القاهرة، وهو الكفيف الذي حصل أيضا علي الدكتوراة من جامعة السربون بفرنسا.

‏وتساءل "عمر الوفدي" عن أن ما يحدث تجاه الرمز الوطني "إنتهاك حُرمة مقبرة" وأنه "شيء لا يُصدق .. لو كانت المقبرة في أي دولة تعي قيمة رموزها .. لكانت مزاراً للجميع ."، موضحا أنه "في بداية الأزمة تدخلت ( فرنسا ) وطلبت نقل رفات العميد لدفنها هناك , تقديراً له ولدوره الكبير في الحياة الثقافية والعلمية ".

وتساءل "الوفدي"/ "أين التخطيط في مصر ؟ أين وزيرة الثقافة المصرية ؟ أين رموز مصر .. للأسف الشديد ؟!".

وتوقع أحمد Ahmed Mahroos Metwally أن تصبح المقبرة بهذا الوضع مكانا لقضا الحاجة "حايبقى مراحيض زي اي مكان تحت الكوبري.. سلو بلدنا".

وفي سبتمبر الماضي، تسببت الأعمال في جدل واسع نظرا لدخول المنطقة ضمن محور ياسر رزق الذي يمر فوقها، وهو المشروع المستمر بحي المقطم لربط منطقة المقطم بطريق صلاح سالم، وبداية المحور ستكون من تقاطعه مع محور سميرة موسى الجديد، وينتهي بتقاطعه مع شارع صلاح سالم والأتوستراد، بطول يزيد عن 7 كيلومترات، وعرض 5 حارات، وأن المحور سيمر على موقف الأتوبيسات بنهاية شارع 9 في المقطم.

ورصدت تقارير محلية أعمال إنشاء المحور لم تقع داخل المقبرة، حيث تم إنشاء أحد أعمدة الكوبري خلفها مباشرة، ويمر طريق المحور أعلاها، وقالت "الشروق": "بعض الأدوات المستخدمة في عملية إنشاء المحور قد سقطت في فنائها، ولكن لم تتعرض لأي أعمال هدم أو تكسير داخلها أو في واجهتها".

وفي تصريحات صحفية قالت مها عون حفيدة طه حسين إنه سيتم ترميم المقبرة بعد الانتهاء من أعمال إنشاء هذا الجسر، مشيرة إلى أن المقبرة لن تتأثر بهذا الجسر ولن يتم هدمها، كما لن يتم نقل رفات جدها منها على الإطلاق.