أظهرت مقاطع فيديو متداولة من مناطق مختلفة بالسودان الشقيق مظاهر ابتهاج باستعادة القوات المسلحة السيطرة على بعض الولايات والمدن الكبيرة بالبلاد وهي المظاهر التي أعقبت مظاهر أخرى للخوف والرعب من سيطرة قوات الدعم السريع الدموية والتي يرأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي) والمدعوم إماراتيا وبشكل شخصي من مهندس انقلابات المنطقة محمد بن زايد رئيس الإمارات.
وقال الخبير السوداني البروفيسور د/ أحمد المفتى مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان إن المواطن السوداني هو من يدفع ثمن طموحات النخب السياسية، المدنية والعسكرية، موضحا أن قتلي اليوم الأول ، بلغ حوالي 65 مواطنا ، فيما بلغ قتلي اليوم الثاني حتي الان ، 5 قتلي ، اضافة الي مئات المصابين ،  وسوف يستمر المواطنون ، في دفع الثمن من أرواحهم ودمائهم  ، اضافة الي الجوع ، والعطش ، والمرض . 

ورأى، عبر فيسبوك، أن الحل المستدام "ليس في الوساطات والحوار ، بل في الاستمرار في عملية سياسية شاملة ، تقوم علي التوافق علي ، جعل كل القوات التي تحمل سلاحا ، تحت إمرة الجيش".
وأضاف "علي الجماهير ، ان تعي ان النخب السياسية والعسكرية ، لن تقبل ذلك ، وسوف تستمر في  التضحية بهم ، كالعادة ، وعلي الجماهير الضغط المستمر علي النخب السياسية ، للتوافق علي وضع كل قوة تحمل سلاحا ، تحت إمرة الجيش ، ثم بعد ذلك الحوار حول عملية سياسية شاملة ، تشمل الدمج ، والترتيبات الأمنية".

الإخوان المسلمون
من جهته قال الدكتور عادل على الله إبراهيم، المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان إن "الحرب المفروضة علي القوات المسلحة، خطط لها بمكرٍ وخبث ودهاء من جهات خارجية وإقليمية وعملاء الداخل لتمزيق وحدة البلاد وتفكيك جيشها وتحويل السودان الي دولة فاشلة".
وأعلن عن دعمه الكامل، "والتضامن مع قواتنا المسلحة وهي تخوض معركة الشرف والكرامة وتدافع عن الوطن وسيادته بكل رجولةٍ و بسالة كما ندعو الشعب السوداني وقواه الوطنية لمساندة قواته المسلحة رمز السيادة في معركةٍ لا تعرف الحياد".
وأضاف "لطالما حذرنا من هذه التدخلات الخارجية التي لا تريد خيرًا للسودان وشعبه وتسعى لفرض إتفاق يمكن لمجموعة سياسية معزولة و يقصي السواد الأعظم من الشعب السوداني وقواه الوطنية و يستقوى بسلاح الدعم السريع مما أدى الي هذه الفتنة الهوجاء".

وفي بيان وقعه "إبراهيم" عن ( الإخوان المسلمون - السودان ) قال "يتابع الإخوان المسلمون بقلقٍ بالغ مجريات الأحداث التي وصلت حد القتال والحرب بين قوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع التي رفضت الإنصياع لتعليمات القيادة العسكرية مما يعد في العرف العسكري تمردًا علي الدولة كانت نتيجته هذه الحرب الطاحنة وسط العاصمة و المدن الأخري والتي سيدفع ثمنها الوطن من دم أبنائه و أمنه وإستقراره ووحدته وسيادته وإقتصاده المنهار".
 

دائرة البغي
أما الدكتور عبدالحي يوسف، المشرف على قناة طيبة ومدير أكاديمية الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعتبر أن القتال الدائر في السودان يدخل ضمن دائرة البغي، وأن "جيش البلاد يحفظ به الأمن وتحمى به الحدود وينتقل الناس آمنين ليس من المصلحة تشجيع تمرد على الجيش".
وبعث عبر حوار مع قناة "طيبة" السودانية رسالة لقادة وجنود الدعم السريع قال فيها: "صاحبكم طالب ملك وضع يده مع من نابذ شرع الله فلا تقاتلوا على عصبية".
واعتبر أن "بقاء الفوضي تتعطل به مصالح الناس وتحصل به شرور عظيمة".

وأكد "يوسف"، أنه من "الواجب على المسلم عدم تأجيج نار الفتن والسعي في إيقادها"، مضيفا أن "الواجب علينا في مثل هذه الظروف تجنب الإشاعات والتوثق من الأخبار قبل نشرها".
وعن الهرج في شوارع السودان حذر د. عبدالحي يوسف من أن "التمثيل والإحراق غير جائزة لا مع مسلم ولامع كافر"، و أنه "ينبغي تحاشي إراقة الدماء قدر الإمكان وأن نعمل على إخماد هذه الفتنة".

الدعم الإماراتي
وفي منهجية متكررة، دأبت حكومة الإمارات على توظيفها، لدعم انقلاباتها أشارت تقاربر استخباراتيةشارتأشارت نتداولة حسب تقارير متطابقة لمراكز بحوث إستراتيجية (استخبارات ومخابرات) برصد أكثر من 440 الف حساب مستخدم على مواقع التواصل الإجتماعي في السودان والتي يعتقد أنها تضاعفت الأن، بهدف نشر معلومات متعمدة، أو إظهار تأييد لجهة أو حدث ما بقصد الترويج لهدف سياسي محدد.
وأضافت التقارير أن هذه الحسابات تتبع إستراتيجيات  قائمة على تضخيم المظالم و الإستثمار في الإنقسامات داخل المجتمع المستهدف مما يعزز من حالة التشظي، بهدف إرباك المواطنين بشكل أساسي، فضلا على إظهار تنوع ( مصطنع ) في وجهات النظر تجاه قضية محددة، أو حتى خلق رأي عام معين  تجاهها مثل انتقاص الجيش.
وقالت التقارير إن الحملة (التي استبقت القتال الدائر الآن) كشفت بنظرة سريعة لكثير من الحسابات النشطة مؤخرا (حسابات مغلقة في الغالب، دون محتوى يذكر، أو متابعين) يدرك حجم التضليل الذي يتعرض له الشعب السوداني لتحقق بعض الجهات الفاعلة أهداف سياسية معينة، وصنفت الاستخبارات السودانية الحسابات كأحد مهددات الأمن القومي..