أصيب فلسطينيون في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، مساء الأربعاء.

وأطلق جنود الاحتلال المتمركزين بالدبابات وخلف التلال الرملية قنابل الغاز على الفلسطينين المتظاهرين على الشريط الحدودي فأصيبوا بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتدت مجددا بوتيرة أكبر وأعداد فاقت اعتداء ليلة أمس الأربعاء وأن الوضع بات أشبه بتحويل الاحتلال المسجد الأقصى على أنه ثكنة عسكرية وذلك على مدار اليومين الماضيين!

وأشاروا  إلى أن مشهد الأمس يتكرر في المسجد الأقصى، ولكنهم ليلة الخميس بدأوا هجومهم على المصلّين وهم في صلاتهم، وأغلق المعتكفون في المصلى القبلي الأبواب عقب اقتحام الاحتلال للأقصى. بعد محاولات حثيثة لا تتوقف من المجرمين الصهاينة لإجبار المعتكفين على إخلاء المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك.

وشارك الآلاف في مسيرات احتجاجية غاضبة خرجت من مختلف مدن قطاع غزة، من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا، وذلك تنديدا بجريمة الاحتلال بحق المصلين والمعتكفين في باحات المسجد الأقصى حيث بدأت الليلة فعاليات في مختلف المناطق الحدودية على مقربة من السياج الحدودي شرق غزة، بمشاركة العشرات من الشبان الذين أشعلوا الإطارات.

 

مظاهرات الضفة

وتجددت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة عصيدة، بوسط الخليل أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع باتجاه المواطنين، ما أسفر عن إصابة شاب برصاص "التوتو" بالقدم وإصابة العشرات بالاختناق.

وأغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة على مدخل بلدة سعير شمال شرق الخليل، ومنعت المواطنين من التنقل والوصول إلى منازلهم.
وفي بيت أمر شمال الخليل، أصيب شاب بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال.
وفي مخيم العروب شمال الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أطلق خلالها الأعيرة النارية وقنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم.

 

القدس المحتلة

وردا على اعتداء الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، واندلعت المواجهات في عدة مناطق بالقدس أبرزها بيت لحم ومنطقة خربة الدير على الشارع الرئيسي، حيث أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق.

كما امتدت المواجهات لبلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وامتدت أيضا في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، حيث مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، وأصيب مواطنون بالاختناق. 

 

الساحل الفلسطيني

ومساء، الأربعاء، نظم الغاضبين تظاهرات ووقفات في عدة بلدات في الداخل الفلسطيني تنديدا باقتحام قوات الأمن الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين فيه، إذ وقعت مواجهات مع عناصر الشرطة بعدة بلدات وجرى اعتقال عدد من المتظاهرين أمام إطلاق المتظاهرون هتافات نصرة للقدس والمسجد الأقصى والمعتقلين.

ففي حيفا، شارك العشرات في تظاهرة غاضبة بساحة الأسير، واعتقلت الشرطة التي دفعت بقوات معززة إلى مكان التظاهرة، شابة لرفضها إنزال العلم الفلسطيني.

وجاءت المظاهرة بدعوة من حراك حيفا وحركة شباب حيفا وجمعية الشباب العرب – بلدنا والتجمع الطلابي، تحت عنوان "فليتحول القهر إلى موجة غضب في وجه الطغاة".

ورفع المتظاهرون لافتات منددة باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين، كما حملوا صور الشهيد محمد العصيبي من بلدة حورة الذي استشهد برصاص عناصر الشرطة الإسرائيلية عند أحد أبواب المسجد الأقصى ليل الجمعة – السبت.

وفي أم الفحم، شارك المئات في مسيرة احتجاجا على اقتحام المسجد الأقصى والمصلى القبلي والاعتداء المفرط على المعتكفين فيه، في أعقابها جرى اعتقال 4 متظاهرين من قبل الشرطة.

وانطلقت المسيرة من مسجد أبو عبيدة في حارة الجبارين وسط المدينة، وصولا إلى قسم الهندسة بالقرب من المدرسة الثانوية الشاملة، وذلك بدعوة من اللجنة الشعبية في أم الفحم.

ورفع المتظاهرون لافتات مطالبة بوقف الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وردع اقتحامات الصهاينة للمسجد بالإضافة إلى إتاحة حرية العبادة بالمسجد.

وقمعت شرطة الاحتلال المسيرة واعتدت على المتظاهرين، فيما أصيب شاب بجراح من جراء استهدافه بقنبلة أطلقتها الشرطة نحو المتظاهرين.

وتظاهر العشرات في ساحة العين في كفر كنا احتجاجا على اعتداء واقتحام الشرطة للمسجد الأقصى.
ووقف عشرات المتظاهرين على طرفي شارع 77 عند ساحة العين بكفر كنا، ورددوا شعارات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" وحملوا صورا للمسجد الأقصى والأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بانتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين فيه.

وفي مدينة عرابة، نظمت مسيرة احتجاجية حاشدة انطلقت بعد صلاة التراويح من مسجد خالد بن الوليد في شارع الخلة حي الكناعنة.

ورفع المشاركون في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية والأحزاب والقوى الوطنية وأئمة المساجد في عرابة، الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات نصرة للمسجد الأقصى والقدس.

إلى ذلك، نظمت احتجاجات تخللها حرق إطارات ورفع شعارات نصرة للمسجد الأقصى والقدس في عدة بلدات بالمجتمع العربي بينها سخنين وشفاعمرو ويافة الناصرة والرينة وباقة الغربية وكفر مندا.

 

تظاهر في تركيا فقط!

كما انطلقت مظاهرة في اسطنبول، ربما تكون الوحيدة في العالمين العربي والإسلامي التي نددت بالجريمة الصهيونية الجديدة، وهو ما أرجعه مراقبون إلى القمع الشديد الذي يمارس ضد النشطاء والفاعلين في أنحاء الوطن العربي والإسلامي، ما منع الملايين من التعبير عن رفضهم للاقتحام الصهيوني، كما كان يتم قبل ذلك في أنحاء العالم.