أشار موقع "المونيتور" المختص بشؤون الشرق الأوسط، إلى أن المكالمة الهاتفية التصالحية بين وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" ووزير الخارجية الصهيوني "إيلي كوهين" فشلت في إخفاء الصدع المتزايد والأزمة الناشئة بين تل أبيب وإدارة بايدن.

 وقال في تحليل كتبه "بن كاسبيت": "تحدث "بلينكن" في مكالمة هاتفية مع "كوهين" يوم الخميس، في محاولة لتهدئة التوترات بعد تصريح الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يوم الثلاثاء بأنه لن يدعو رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" في أي وقت قريب إلى البيت الأبيض".

 وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "فيدانت باتيل"، أنه في محادثته مع "كوهين"، أكد "بلينكن" من جديد أهمية العلاقات الثنائية الدائمة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

وأضاف "المونيتور": "من غير المرجح أن تؤدي المكالمة الهاتفية بين "بلينكن" و"كوهين" إلى إصلاح الخلاف المتزايد باستمرار بين القدس وإدارة بايدن".

أصبحت حكومة الكيان الصهيوني منبوذة بين عشية وضحاها تقريبًا بعدما كانت دولة ذات نفوذ أسطوري تقريبًا في واشنطن، ولطالما كانت تتودد إليها الأنظمة الأقل شعبية التي تسعى للدخول إلى البيت الأبيض.

ولفت "المونيتور" إلى أن "نتنياهو" نفسه في طريقه إلى قائمة البيت الأبيض "ب" التي تشمل "رجب طيب أردوغان" وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان". وبهذا المعدل، قد يفوز بمكان لنفسه بجوار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

وقوبلت عودة "نتنياهو" إلى السلطة بعد انتخابات 1 نوفمبر على رأس ائتلاف قوي متشدد للكنيست "بالفزع" في الداخل والخارج. وردًا على ذلك، تبنت إدارة بايدن قاعدة بسيطة - لن تضيع الوقت في التعامل مع القوميين الراديكاليين في السلطة، مثل وزير الأمن القومي "إيتامار بن غفير" ووزير المالية "بتسلئيل سموتريتش"، وستحاسب "نتنياهو" على أفعالهم وسياساتهم.

وبعد أن أقال نتنياهو وزير الدفاع "يوآف جالانت"، الذي تعتبره الإدارة الأمريكية شخصية عقلانية في الساحة السياسية الإسرائيلية الراديكالية المضطربة بشكل متزايد، ثار البيت الأبيض؛ حيث طرد "نتنياهو" حليفهم الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه، تاركًا الولايات المتحدة والشرق الأوسط في أيدي "بن غفير" و"سموتريتش" - الرجل الذي دعا مؤخرًا لمحو قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية.

 وتردد صدى إقالة "جالانت" في البنتاجون ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وبلغت ذروته عندما سُئل "بايدن" هذا الأسبوع عما إذا كان سيدعو "نتنياهو" إلى البيت الأبيض بعد أن وافق على التفاوض مع المعارضة بشأن تحركاته المثيرة للجدل، حيث رد "بايدن" بإيجاز: "ليس على المدى القريب".

وأشار "المونيتور" إلى أنه من الواضح أن الإدارة فقدت صبرها مع "نتنياهو". وفي تعليقاته للصحفيين هذا الأسبوع، أوضحت لغة جسد "بايدن" أن هذا الصهيوني المعجب بإسرائيل قد سئم أيضًا من الزعيم الصهيوني المتلاعب وحلفائه، الذين انتقد بعضهم إدارته لتدخلها في الشؤون الصهيونية الداخلية. والادعاء أنه بإمكان الكيان الصهيوني أن يتدبر أمره بشكل جيد بدون حليفته الولايات المتحدة.

 لدى نجل رئيس الوزراء "يائير نتنياهو" تأثير قوي على والده ومجموعة من النواب المتشددون ووزراء الحكومة. ويستخدم "نتنياهو الابن" موقع تويتر وبرنامجًا حواريًا يبثه على محطة إذاعية يمينية متطرفة لنشر نظريات المؤامرة وتشويه سمعة أي شخص يعتبره تهديدًا لسيطرة والده على السلطة. ويُقال إن عددًا متزايدًا من القرارات السخيفة مستوحاة من "نتنياهو الابن" في الأسابيع الأخيرة، وكان يدعي أن إدارة بايدن - وتحديدًا وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية - تحاول الإطاحة برئيس وزراء الكيان الصهيوني المنتخب.

 وفي السياق ذاته، اتهم نائب عضو الليكود ورئيس الكنيست "نسيم فاتوري" أمريكا هذا الأسبوع بالمسؤولية عن مقتل جنود صهاينة بسبب حظر أسلحة مزعوم فُرض على الكيان الصهيوني خلال حرب 2014 مع غزة.

وقال "المونيتور: "يعرف "نتنياهو الابن" على أنه ينشر أخبارًا كاذبة، لكن من الواضح أنه لا يبالي".

أصدر البيت الأبيض بيانًا استرضائيًا بعض الشيء في 29 مارس للتخفيف من حدة تعليقات "بايدن" القاسية، لكن من الواضح أن الإدارة مازالت غاضبة من الفوضى والأضرار التي يلحقها نتنياهو بالكيان الصهيوني والشرق الأوسط.

وختم "المونيتور": "تماشيًا مع السياسة المتبعة منذ عودة "نتنياهو" إلى السلطة، فإن إدارة بايدن تحمّل رئيس وزراء الكيان الصهيوني مسؤولية هذا الاضطراب الخطير. ولأول مرة منذ 75 عامًا تقريبًا، لا تثق واشنطن بالزعيم الصهيوني؛ لأنها مقتنعة بأن "نتنياهو" هو صاحب القرار وغير متأكد من أنه يتخذ قرارات عقلانية أو من درجة سيطرته على حكومته وائتلافه".

لمطالعة الموضوع من مصدره ( اضغط هنا ).