نعى أكاديميون المنشد الراحل رضوان خليل عنوان (أبو مازن) الذي رحل في القاهرة عن 71 عاما ودفن بمقابر بلبيس محافظة الشرقية، وعندما تنعى رموز الأمة وشخصياتها الاعتبارية فأنهم يؤرخون لمرحلة قياسية في أعمال الشعوب يلتفتون إليها التفات المؤرخ بل والمسطر في عقول الأجيال مكانة أهل السبق وممن أبرزوا الإهتمام بهم.
 
‏الدكتور محمد بشير حداد أكاديمي الأديب والشاعر السوري الحلبي والمتخصص في الفقه وأصوله وعلوم الفلسفة في التربية، اعتبر أن المنشد الراحل أبو مازن مات مهاجرا في القاهرة تقبله الله في المهاجرين والصالحين المصلحين، موضحا أنه ابن دمشق وسورية البار لربه ولدينه ولدعوته ولأمته..

واضاف أنه انطلق بهمة الشاب الطالب في الثانوية مطلع السبعينيات ينشد بصوت ندي شجي مجددا في الألحان وفي الموضوعات الإنشادية الدعوية فأسس للنشيد الدعوي الهادف، وقد صحبنا مع جيل الصحوة نشيده العذب الهادف، وانطلق شباب الصحوة في البلاد العربية والإسلامية يتربون على نشيده ونشيد الكوكبة الإنشادية الوضاءة: أبو الجود والحاج أحمد بربور وأبو دجانة وأبو راتب ويتبادلونها فيما بينهم،  ويشدون بها في حلهم وترحالهم ونزهاتهم وأسمارهم ....

ويصف ما أنشد أبو مازن فيقول: "لحن بديع وفكر واع وشعر راق... هذه من سمات نشيد أبو مازن ونشيد كل منشدي الصحوة الأبرار.. نشيد أبو مازن ومن سار على دربه أحدث تغييرا غير مسبوق في عالم الإنشاد الإسلامي ، أحدث نقلة غير مسبوقة في توعية الشباب وتغذيتهم عبر اللحن العذب والصوت الشجي بالفكر الإيماني الدعوي الرسالي الراقي ،، هذا النشيد التجديدي كان له فعله الكبير المتميز والعظيم التربوي الموازي للمحاضرات والندوات والخطب واللقاءات والكتاب في البناء السوي لشخصية معظم شباب الصحوة الإسلامية الرائع الطاهر الطموح الراقي في ظاهرة كبيرة تمتد من سورية الى معظم العالم العربي والإسلامي تنبض بها القلوب وتشجو بها الشفاه ، ويتغلب بها على مشاق وآلام ومتاعب والعذابات التي تصادف العمل الدعوي الشبابي .

وأوضح أنه "كانت قصائده تعزز الجانب الإيماني الروحاني والوجداني، وتبث الوعي الدعوي الرسالي وتبصر بمصاعب الطريق وما فيه من آلام ظلم المعتقلات الإرهابية التي يلقى في غياهبها المفجعة بشباب الصحوة فتبث الأمل فيهم ليغالبوا.. بالصبر والمصابرة والثقة باÿ تلك الأهوال الإرهابية التي تعترضهم .. أبو مازن ".

وأبان أن المهندس رضوان خليل عنان له عشرة شرائط تسجيلية إنشادية عرفت بشرائط أبو مازن وقد تضمنت نصوصا منتقاة من شعر رواد الدعوة الإسلامية

أما الباحث مجد مكي فأشار إلى أن المنشد (أبو مازن) ترَّبى كثير من جيل الصحوة الإسلامية على نشيده، وتبادلوها في الثمانينيات والتسعينيات.

ودعا الله بطول سلامة لمن خلفه من منشدي الشام (الذين أَّسسوا للنشيد الإسلامي الهادف ) على حد قوله.

وعن تاريخه الإنشادي قال "مكي" أن أبو مازن بدأ الإنشاد وهو طالب في الثانوية، وخلال عامين أنتج أشرطته التسعة، ثم توقف عام 1970م، ومضى في حياته ليتخصص في الهندسة، وخرج من سوريا ليفتح مصنًعا في مصر، يتعيش منه .

وأضاف أنه انتقى أشعاره التي لحنها وأّداها من المجلات الدورية التي كانت تصدر في العالم الإسلامي، ثم اتجه إلى دواوين الشعر الإسلامي المعاصر منتقًيا منها، حتى عثر على ديوان الشيخ إبراهيم عزت رحمه الله فأكثر من الأخذ منه: ملحمة الدعوة/ امرأة الشهيد/ اليوم عيد/ مصعب بن عمير/ حبيـبتي بلادي/ الله أكبر/ أخي أنت حر.. وغيرها. وكان ينوي غناء قصائد الديوان كلها.

وأضاف أن معظم أناشيده في أشـرطته التسعة تدور عن السجون والمعتقلات والمشانق، والجهاديات، والدعويات، والروحانيات، والموضوعات الإسلامية العامة. ولكن أناشيد السجون والمعتقلات والمشانق والجهاديات أخذت الطابع العام لمعظم أشرطته، وقد كانتُتنشد بألحان حزينة تناسب الأجواء التي يعيشها السجناء تحت أقبية السجون الحالكة، وتحت سياط السجانين، وتأوهات المعذبين. ويمكن أن نصف أشرطة المنشد أبي مازن بأنها نشيد أدب السجون والمعتقلات والمشانق.