استطاع المعلم الصومالي، محمد شيخ عبدالله، كتابة المصحف الشريف كاملًا، بخط يده وبإمكانيات بدائية، لـ 7 نسخ، وذلك منذ عام 1989.

 

المحاولة الأولى لكتابة المصحف

"شيخ عبدالله" بدأ محاولته الأولى لتعويض نقص المصاحف المطبوعة في الصومال من رواية أبي عمرو، وهي إحدى أشهر القراءات أو الروايات المنتشرة في دول شرق إفريقيا.

ويعتمد الصومال، كغيره من دول شرق إفريقيا، روايتي الكوفي عن حفص بن عاصم، والدوري عن أبي عمرو، لقراءة القرآن الكريم، غير أن الأخيرة أكثر شيوعًا في أوساط الصوماليين، لا سيما في كتاتيب حفظ القرآن.

 

نقص عدد المصاحف

وفي مقابلة مع الأناضول، ذكر شيخ عبدالله أن فكرة تدوين المصحف كاملا بخط اليد، جاءت عندما استشعر وأقرانه في فترة شبابهم نقص عدد المصاحف المطبوعة برواية أبي عمرو.

وأوضح أن مصحف رواية أبي عمرو، يختلف عن الخاص برواية حفص في التشكيل وإملاء الآيات، لذا جاءت الحاجة إلى كتابة نسخة خاصة بالقراءة المنتشرة في الصومال.

وللقرآن الكريم عشر قراءات أقرها علماء الإسلام، وبينما يغلب انتشار قراءة حفص عن عاصم، ففي المغرب العربي تنتشر "قالون وورش"، وفي السودان وحضرموت "الدوري عن أبي عمرو".

 

تعلم الخط العربي

وأشار إلى وجود عوامل أخرى دفعته لخوض التجربة، منها "تعلمه الخط العربي في الصغر، فهو نواة التفكير في تدوين المصحف الشريف يدويا قبل كل شيء، إذ يتحتم على كل من يسعى لإنجاز العمل التفنن بالخط العربي".

إلى جانب تشجيع أصحابه على اقتحام المهمة التي كانت شبه مستحيلة في ذلك الوقت، رغم الحاجة الكبيرة للمصحف المطبوع برواية أبي عمرو، وفق الخطاط.

وحكى أن مصحفه الأول استغرق كتابته 8 أشهر بسبب الإمكانات المادية المتواضعة، إذ اعتمد الأدوات التقليدية للكتابة، كالقلم المصنوع من أغصان الشجر، والحبر الأسود المستخدم لكتابة الألواح في الكتاتيب التقليدية.

 

7 نسخ من المصحف

أهدى شيخ عبدالله مصحفه الأول، الذي جرى طباعة عشرات النسخ منه، إلى الكتاتيب في الصومال، ليكون نسخة معتمدة للمعلمين عند تحفيظ القرآن الكريم للطلاب.

كما دون نسختين أخرتين، أهدى نسخة منهما إلى الكتّاب الذي تخرج منه في مدينة "ورشيخ" (شمال مقديشو)، حيث معلمه الذي تعلم القرآن والخط العربي على يديه.

وأوضح: "كتابة المصحف هداية من الله، في المرة الأولى بدت صعبة، لكن عندما بدأت كأن السكنية نزلت علي، فلا أشعر بأي تعب رغم أني أكتب أحيانا ثلاث ساعات".

وأضاف أنه كان يفضل العمل نهارًا في جميع كتابته، إذ كان يعمل معلمًا في كتاب القرآن، ويستغل أوقات الاستراحة اليومية للطلاب، حتى تمكن من إنهاء مصحفه الخامس في غضون 7 أشهر.

أما مصحفه السادس والسابع، فقد أخذا أطول فترة، إذ استغرقا 18 شهرا بواقع تسعة أشهر لكل كتاب على الأقل، وذلك بسبب ارتباطات شخصية وعائلية، إذ أن كتابة المصحف تتطلب استقرارًا ذهنيًا وإتقانًا في الكتابة والتشكيل.

ويتطلع الشيخ محمد إلى وضع نسخة من مصحفه المنسوخ بخطه في المتحف الوطني في الصومال، الذي توقف عن العمل منذ انهيار الحكومة المركزية عام 1991.

ودعا في ختام لقائه مع الأناضول، كل صومالي لديه دراية ووقت، أن "يبادر إلى كتابة المصحف بخط يده طلبا للأجر والثواب من الله".