بالتزامن مع مباريات كأس العالم لكرة القدم الجارية في قطر، اكتظت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفاء بالصور المبهرة والتي برزت عبر النجاح الأسطوري لتنظيم هذا الحدث الأهم في العالم، وبالإضافة للنجاح العالمي برزت أيضا بعض الصور المؤثرة كاعتناق العديد من الأشخاص للدين الإسلامي وإعلان إسلامهم في وسط الكرنفال الكروي الكبير.

وخلال الأيام الثمانية الماضية في المونديال الذي يقام للمرة الأولى في دولة عربية، جذبت المنشورات التي تحمل اسم "قطر" على موقع "فيسبوك" باللغة العربية أكثر من 37 مليون تفاعلا زادت من حجم تمنيات وطموحات العرب المتواجدين في المونديال، لتغيير الصورة المسيئة التي صنعها الإعلام الغربي، وتبديلها بصور من الواقع الذي يمثل قمة الإبداع سواء من الناحية التنظيمية، أو من الناحية الاجتماعية والتي تتمثل في حسن الضيافة والكرم.

 

اعتناق الإسلام

تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مقاطع مصورة لمشجعي كرة القدم الأجانب وهم يمارسون بعض الشعائر الإسلامية، وبعضهم يقول إنه اعتنق الإسلام بعد تشجيع دعاة.

ومنذ أيام أعلنت عائلة برازيلية كاملة اعتناقها الدين الإسلامي، أثناء تواجدها في الدوحة، لمتابعة مباريات كأس العالم قطر 2022، في واقعةٍ حازت تفاعلاً كبيراً بأوساط السوشيال ميديا.

وأظهر مقطع فيديو تداولَه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، أماً برازيلية وبناتها وهي ترتدي وشاحاً على رأسها، وبدا في الفديو الذي لاقى انتشاراً واسعاً، أحدُ الدعاة وهو يسأل الأم عن شعورهم، فقالت: “لا أعرف أن أعبر صعب أن أصفه إنه شعور يلامس قلبي”.

وكان ناشطون على مواقع التواصل تداولوا تسجيلاً مصوّراً لمشجع مكسيكي يُشهر إسلامه في القرية الثقافية “كتارا” في الدوحة، خلال ثاني أيام كأس العالم في قطر 2022.

وانتشر الفيديو بشكل واسع على المنصات، حيث ظهر المشجع المكسيكي وهو ينطق الشهادتين بتلقين من الداعية “حيان اليافعي”، وسط سعادة غامرة من المشجع.

 

افتتاح المونديال بتلاوة من القرآن؟

ومن الصور المبهرة التي حققت تفاعلا كبيرا على صفحات مواقع التواصل العربية، افتتاح المونديال بتلاوة من القرآن بقراءة الآية الثالثة عشرة من سورة الحُجُرات "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، في سياق الحديث عن الأخوة الإنسانية في عرض خطابي جمع الممثل الأميركي مورغان فريمان والقطري غانم المفتاح.

 

التفوق على الثقافة الغربية

يعتبر تنظيم كأس العالم 2022 في قطر أحد الأحداث العالمية التي يمكن أن تشكل مناسبة لإثراء فكرة التنوع، وتعرف الشعوب على بعضها البعض وعلى عاداتها وملامحها، مثلما يمكن أن تشكل فرصة لمحاولة "الاحتواء أو جعل الناس كلهم متشابهين على ثقافة واحدة"، وهو ما بدا واضحا لدولة قطر التي استقبلت كل الطوائف والأديان ولم تفرق في المعاملة مع أحد ولم توثق أي صورة تنمر واحدة حتى الآن ما يعكس الصورة المثلى لتنظيم الحدث الأهم في العالم.

 

إشادة فرنسية

وبجانب الصور المؤثرة والتفوق التنظيمي والاجتماعي، نال تنظيم المونديال إشادات عالمية كان أهمها إشادة لرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، بالجهود التي بذلتها دولة قطر التي تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 "لإنجاح الحدث"، مؤكداً أنها "تستمر في ذلك".

وباللغة العربية، قال ماكرون عبر "تويتر": "تقام بطولة كأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى بالمنطقة العربية، وتشهد على تغيرات ملموسة. وقد بذلت دولة قطر جهودا مميزة لإنجاح الحدث، وتستمر في ذلك، ويمكنها الاعتماد على دعمنا".

وأضاف: "في عالم يواجه سلسلة من الأزمات، من واجبنا الحفاظ على الروح الرياضية، كونها مساحة لتقارب الشعوب حول القيم العالمية".

 

ملتقى ثقافي

تعيش العاصمة الدوحة وبقية المدن القطرية بهجة غير مسبوقة تظهر جلية في الشوارع والساحات، كما في المعالم الرياضية والثقافية والتاريخية، فاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال قطر 2022" تطبع كل مكان، وكل شيء في الدولة الخليجية، كونها تقام لأول مرة على أرض عربية منذ انطلاق البطولة الأولى في الأوروغواي قبل 92 عاماً.

ومن الأماكن التي أصبحت ملتقى ثقافيا كبير الحي "كتارا" والذي يعد أحد أبرز معالم الدوحة الحضرية والترفيهية، وهو في العادة يستقطب آلاف المواطنين والمقيمين والزوار يومياً، لكنه يشهد حالياً توافداً غير مسبوق من المشجعين الذين قدموا من أنحاء العالم مدفوعين بعشقهم للساحرة المستديرة، والذين حولوا ساحات الحي وواجهته البحرية إلى كرنفال للرياضة والفنون والترفيه.

 

فاعليات ترفيهية

أعلن منظمو مونديال قطر أن أيام المونديال ستشهد 90 فعالية ونشاطاً ترفيهياً موزعة على 12 وجهة في أنحاء قطر، أبرزها "مهرجان فيفا للمشجعين" في حديقة البدع التي تستوعب 40 ألف زائر يومياً، حيث تعرض المباريات على الهواء مباشرة عبر أربع شاشات عملاقة، إلى جانب عروض فنية ومسرحية، وأنشطة ثقافية، كما تتواصل حفلات يومية بمشاركة فنانين عالميين حائزين على جوائز مرموقة في عالم الموسيقى، مثل فرقة بلو، والفنان ديبلو، وكيز دانيال، والفنانة زينب باستك، وبدر الشعيبي والنجم المصري عمرو دياب وغيرهم.

ويختتم المونديال بالمباراة الأخيرة وإعلان الفائز باللقب يوم 18 ديسمبر المقبل، والذي يتزامن مع احتفالات قطر بذكرى يومها الوطني.