كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال يعد هذا التساءل من الشكاوى الشائعة لدى الكثير من الأمهات اللاتي يواجهن صعوبة في التعامل مع الطفل الانطوائي الذي تكثر الشكوى من تصرفاته العدوانية أو عدم اهتمامه بمشاركة أصدقائه الأنشطة الترفيهية والرياضية، حيث تشعر الأم بالقلق والحيرة حيال هذا الأمر وتقف الكثيرات مكتوفي الأيدي متناسين أهمية دورهن الرئيسي كأمهات ومعلمات في حياة أطفالهن، فإنت قدوة طفلك الأولى وصديقته الأبدية، ولا بد لك من مساعدته في تخطي أزماته الخفية التي تعيقه عن الاندماج مع أصدقائه أو أقاربه المقاربين له في السن، فإذا نجحت في اختراق مساحته الخاصة بذكاء ووعي كسبت طفلك للأبد، وحظيت بصديق صغير ينتظر منك الكثير لدعمه وتشجيعه تطلعًا لبناء شخصية إيجابية اجتماعية مفيدة لنفسه والآخرين من حوله في المستقبل.
أسباب الانطواء عند الأطفال
تعددت أسباب الانطوائية عند الأطفال التي تدفع البعض منهم إلى الانعزال وتجنب الاندماج مع الأشخاص المحيطين بهم، مما يدفع الكثير من الأمهات إلى التساؤل عن كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال ، وقبل معرفة طرق التغلب على المشكلة لا بد من إدراك الأسباب العامة لشعور الطفل بالوحدة التي تتمثل في الآتي:
النشأة في بيئة غير اجتماعية:
إن اعتياد الطفل على العزلة يظهر في أغلب الأحيان في سن مبكرة، ويزداد الأمر في حالة كان أحد الأبوين أو كلاهما من الأشخاص المفضلين للوحدة.
أزمة الثقة بالنفس:
يعاني بعض الأطفال من الشعور بفقدان الثقة بالنفس بسبب سوء المعاملة التي يتعرضون إليها في المنزل والمدرسة، مما يجنب البعض التواجد في الجلسات الاجتماعية مع الأصحاب أو الاندماج مع أفراد الأسرة.
الغوص في العالم الافتراضي:
يرى بعض الأطفال أن الغوص في عالم التواصل الاجتماعي هو السبيل المثالي للتسلية والانشغال عن العالم الواقعي، فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي عنصر الترفيه المفضل لدى الأطفال.
التوتر والقلق الدائمين:
تؤدي المشاحنات التي تقع بين الأبوين إلى شعور الطفل بالاكتئاب والحزن الشديد، مما يترك في نفسه أثرا سلبيا ويتسبب في الشعور بالقلق والضيق والعصبية، لذلك يلاحظ أن الطفل الأكبر يميل كثيرا إلى الهدوء والانعزال.
انفصال الأبوين:
تظهر الأزمات النفسية للأطفال إلى العلن بالتزامن مع إعلان انفصال الأبوين، مما يترتب عليه وقوع العديد من المشاحنات التي حتما ما تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للطفل وتدفعه إلى الشعور بالوحدة، فإذا وقع الانفصال بين الأم والأب لا بد من اللجوء إلى استشاري متخصص في العلاقات الأسرية من أجل سؤاله عن كيفية مساعدة الطفل في تخطي هذه الأزمة الأسرية دون أن تؤثر عليه تأثيرا بالغا، فإنه سيقدم لك العديد من النصائح التي تفيد في التغلب على انطوائية طفلك وسيقوم بإجابتك على سؤال كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال من واقع دراسته العلمية والتجارب الحياتية.
تفضيل الصمت عن التحدث مع أصدقائه:
بعض الأطفال يفقد الرغبة في الحديث مع أصدقائهم بسبب عدم القدرة على التعبير عن ذاتهم بطلاقة أو بسبب التلعثم، مما يدفع الكثير منهم إلى الابتعاد عن التجمعات أو التواجد في الأماكن الاجتماعية المناسبة للأطفال كالنادي والمدرسة وتفضيل البقاء وحيدين بالمنزل.
وجود مشكلة صحية:
تؤثر بعض الأمراض على قدرة الأطفال على التحدث، مما يفقد الكثير منهم الشغف في تحدث إلى الآخرين مع من هم في نفس العمر، وفي بعض الأحيان تؤثر الأدوية على رغبة الطفل في الاندماج في المجتمع وتتسبب في العزلة والوحدة.
كيف أساعد الطفل على تكوين صداقات بالمدرسة
إليك بعض النصائح التي تساعدك في جعل طفلك اجتماعيا في المدرسة:
كوني الصديقة الأولى والأقرب إليه:
اعلمي أنك أحق الأشخاص بالتقرب من طفلك وكسب ثقته، لذلك احرصي على توطيد علاقتكما من خلال تفهمه واحتوائه، فلا بد من التحدث مع الطفل يوميًا عن أحداثه اليومية واستشارته في بعض أمور الحياة التي تتناسب مع عمره، ويجب أن تظهري مشاعر الاهتمام بأحداثه اليومية في المدرسة والعمل على علاج العقبات التي تواجهه عند التعامل مع أصدقائه ومعلميه.
وفري بيئة اجتماعية صحية لطفلك:
إن الإجابة على سؤال كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال تكمن في معرفة أسباب انطوائيته والعمل بجهد للتغلب على هذه الأسباب وحلها في أسرع وقت بأفضل طريقة ممكنة، ومن أجل تنشئة طفل اجتماعي لا بد من خلق بيئة تناسب رغباته واحتياجاته واهتماماته، لذلك يجب أن تتقربي إلى طفلك وأن تشركيه في أنشطة رياضية وفنية واجتماعية تتناسب مع مهاراته، ولا تنسي أن تعبري دائما عن حبك ودعمك الشديد له وتقدير تصرفاته الطفولية البسيطة وتشجعيه على تنمية مهاراته دائما.
تجنبي انتقاد أصدقائه:
لا تجبري طفلك على تقرب من أطفال معينين والابتعاد عن آخرين، افسحي له المجال لاختيار الأصدقاء ودعيه يكتسب الخبرة الحياتية من خلال عالمه الصغير، ولا بد من إبداء الإعجاب باختياراته ومراقبة سلوكه من أجل اكتشاف الإيجابيات والسلبيات الجديدة التي طرأت على شخصيته، وبادري بتقويم سلوكياته الخاطئة بلباقة وذكاء.
لا تقارني طفلك بالأطفال الآخرين:
تقبلي شخصية طفلك كما هو ولا تقارنيه بأحد من الأطفال الآخرين فإن المقارنة تهلك صاحبها، واعلمي أن لكل طفل ظروفه الخاصة التي تؤثر على نشأته بطباع وشخصية معينة، وللإجابة على سؤالك بشأن كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال عليكِ أن تشجيعه ودعمه بكلمات الثناء التي تساعده على كسر حاجز الخوف والعزلة.
اطلبي المساعدة من معلمته:
تساعد المعلمة في فهم الأم لطبيعة سلوك طفلها عند التعامل مع الأطفال الباقين في المدرسة، ومن خلالها يمكنك معرفة نقاط القوة والضعف في شخصية ابنك، وبإمكانها معاونتك على تنسيق أوقات للمرح بين الأطفال، مما يشجع طفلك على تكوين صداقات.
أنت قدوة طفلك:
يستمد الطفل قوته وجرأته في التعامل مع الآخرين من أبويه وخاصة أمه، لذلك يجب أن تهتمي بأفعالك وأقوالك التي تبدينها أمام طفلك، ويجب أن يشهد احترامك لآرائه وصفاته والتعامل معه بكل حب واعتزاز، ويفضل أن تشركي طفلك مع أطفال صديقاتك في نشاطات اجتماعية ورياضية واحرصي على التحدث مع صديقاتك بحميمية وود أمام طفلك حتى تعلميه أهمية الصداقة في حياته وأن وجود الصديق الجيد يعاونه على أن يصبح شخص أفضل في المستقبل.
كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال
يتحلى الطفل الاجتماعي بسمات عديدة تجعله محور اهتمام الكثيرين مثل مصافحة الغرباء والابتسامة في وجه الأصدقاء والأغراب ومشاركة الأطفال اللعب دون خجل، وحتى تجعلي طفلك شخصا اجتماعيا ومنمدجا مع أصدقائه عليك اتباع الآتي:
احرصي على تحديد موقف اجتماعي ترغبين في تعليمه لطفلك مثل أهمية مشاركة الأصدقاء اللعب في المدرسة أو النادي.
لا تجبري طفلك على الجلوس والتحدث مع أشخاص غرباء لا يرغب في التحدث معهم، فإن إجبار الطفل سيؤتي نتائج عكسية وسيزيد من إنطوائيته وعزلته.
اختاري لطفلك ألعاب جماعية مثل المكعبات حتى يتشارك اللعب مع أصدقائه في النادي أو الحضانة.
اروي قصص الأطفال التي تحث على أهمية الصداقة وترسخ مبادئ اجتماعية إيجابية.
تحدثي مع طفلك عن مخاوفه واستمعي إليه جيدا.
احرصي على مكافأة الطفل وتشجيعه عندما ينجح في الخروج خطوة واحدة من عزلته.