أعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، بحكومة السيسي أن رئيسه كلف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والجهات المعنية بمراجعة أوضاع المدارس التي مر على تأسيسها 15 سنة، مشيرا إلى أنه كلف المديريات بحصر المدارس التي تعاني من مشكلات في الصيانة.


جاء ذلك في بيانه أمام الجلسة العامة لبرلمان السيسي، مكتفيا بتوجيه التعازي لأسر التلاميذ الذين توفوا في بداية العام الدراسي، مشيرا إلى أن هناك تحقيقات تجري وسيتم محاسبة أي مقصر.


المخصصات المالية


ولم يتحدث "حجازي" عن تحدي المخصصات المالية الذي كان عائقا في استكمال ترميم نحو 1350 مدرسة خلال العام الجاري وهل كان بينها؛ مدرسة المعتمدية بكرداسة -الجيزة ومدارس الاسكندرية التي سقط فيها جدر المدرسة على رؤوس الطلاب فقتل منهم وأصاب.


ففي 5 أكتوبر، قال مصدر بهيئة الأبنية التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، إن الخطة التي تقدمت بها الهيئة لوزير التعليم السابق، طارق شوقي، لترميم المدارس استعدادًا للعام الدراسي 2023/2022، تضمنت قائمة بـ2800 مدرسة حكومية على مستوى الجمهورية، تم ترميم 1350 مدرسة منها فقط بتكلفة مليار و800 مليون جنيه.


وتوقف العمل في ترميم الـ1450 مدرسة المتبقية بسبب عدم وجود مخصصات مالية كافية للترميم، حسبما أبلغت الوزارة الهيئة.


ووصل الهيئة التابعة لوزارة التربية والتعليم أن تراجع سجلات المدارس التي يزيد عمرها على 15 عامًا في المحافظات، تمهيدًا لخضوعها للصيانة الإنشائية، على أن تبدأ الهيئة من الأحد المقبل في تشكيل لجان بالمحافظات للمرور على المدارس لبيان حالتها وإعداد تقرير بموقفها، على أن تتم عملية الترميم بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمساعدة من الأبنية التعليمية.


ضحايا سبوبة صيانة المدارس


وعبرت حادثتا مقتل طالبة وإصابة 15 من زميلاتها، جراء انهيار سور مدرسة بقرية المعتمدية وطالبة أخرى يوم الاثنين نتيجة سقوطها من الدور الثالث بمدرسة العجوزة في محافظة الجيزة، عن كارثة تمر بها مصر  بصفة دائمة، وسنوية مع إهدار مليارات الجنيهات، على مشروع الصيانة السنوية للمدارس الحكومية، والتي تتم بالأمر المباشر  لصعاليك الهيئة الهندسية للجيش التي تسندها لشركات صغيرة ومقاولين من الباطن،  يقومون بمسرحية الصيانة الشكلية ، مهدرين أموال المصريين.


ويعتبر مراقبون أن قرار وزير التعليم  بحكومة الانقلاب رضا حجازي المتجدد بإسناد الترميم والبناء بالهيئة الهندسية وإحالة مديرو الإدارات التعليمية ومدير المدرسة والمشرفين على المبنى إلى التحقيق، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بشكل عاجل، هو لمحاولة امتصاص الغضب الشعبي.

 

ووفق شهادات بالتربية والتعليم،  فإنه يجري سنويا عملية الصيانة لبعض المدارس، عن طريق إسنادها بالأمر المباشر لشركات تابعة للجيش تقوم بإسنادها إلى  الشركات والمقاولين من الباطن ، يقومون بأعمال شكلية تستنفذ الموازنات المرصودة من قبل وزارة التربية والتعليم.


ووفق أحد المعلمين، تم إسناد مدرسة بالجيزة، للصيانة بمبلغ نحو 1,4 مليون جنيه، وبعد ثلاثة شهور من إخلاء المدرسة، عادت إدارة المدرسة لاستلامها، فم يجدوا سوى قيام الشركة المنفذة بطلاء سور المدرسة فقط بالجير ، ولم يتم إصلاح المعامل ، ووجدوا صنابير المعامل مخربة ، وحينما راجعوا المقاول لم يتجاوب معهم ، وقال لهم "استلموها أو لا تستلموها، أنا أخدت فلوسي خلاص".

ومع بداية هذا العام ، أغلقت الإدارات عدد كبير من المدارس، إثر عدم اكتمال الصيانة ، ولم يتم التمكن من عمل الصيانة،  وهو ما تسبب في زحام كبير بالطلاب في المدارس التي تستضيف الطلاب المهجرين من المدارس.


واعتمدت لجنة التعليم في برلمان السيسي في منتصف أبريل الماضي، 131 مليار جنيه مخصصات لوزارة التربية والتعليم، وذلك رغم مطالبة الوزارة سابقًا لـ«التخطيط» و«المالية» بأن تخصصا لها 162 مليار و350 مليون في موازنة العام المالي الجديد 2022-2023، بحسب ما قاله المشرف على قطاع الموازنة بوزارة التربية والتعليم، سعيد صديق، خلال اجتماع اللجنة البرلمانية في حينه.


وفقًا للتقرير الإحصائي الصادر عن وزارة التربية والتعليم قبل بداية العام الدراسي الماضي، يبلغ عدد المدارس الحكومية في مصر 49 ألف مدرسة.


ومع الدعم الكامل من اليابان لإقامة المدارس اليابانية منذ 2017، اسند وزير التربية والتعليم بناء 28 مدرسة يابانية علي مستوي الجمهورية إلى الهيئة الهندسية، كما أوكلت للهيئة إنشاء 100 مدرسة خلال العام المالي 2017، على أن يتم إسناد المشاريع لـ3 جهات منها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.