قام بعض مربي الدواجن بإعداد أعداد كبيرة من الكتاكيت بسبب عدم وجود أعلاف لها. وأظهرت مقاطع الفيديو مجموعة من الأشخاص يقومون بوضع "الكتاكيت" بشكل جماعي داخل أجولة ثم يغلقونها عليهم بإحكام لتموت بسرعة.

حجر الأعلاف بالجمارك

بدأت الأزمة منذ شهرين بعد حجر الأعلاف بالجمارك، بسبب أزمة نقص الدولار وعدم توفير سيولة دولارية في البنوك، لكي يتم دفعها لجمارك حتى تفرج عن الأعلاف، الأمر الذي شكل أزمة مستلزمات الإنتاج وزيادة أسعار البيض والدواجن واستغلال تجار السوق السوداء للمواطنين ليصل طبق البيض إلى 90 جنيهًا في الأسواق.

ووجه عضو مجلس نواب الانقلاب عمرو درويش، بيانا عاجلا إلى رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي، بشأن استمرار أزمة نقص أعلاف الدواجن في الأسواق بما يهدد هذه الصناعة المهمة، في ظل احتجاز نحو 1.5 مليون طن من الذرة الصفراء في الموانئ، بخلاف 500 ألف طن من فول الصويا، أي ما يعادل مليوني طن من أعلاف الدواجن.

أزمة الدولار تصيب المربين بالعجز

ويستورد مربو الدواجن المصريون العلف بالدولار الجمركي ويشترونه من البنك المركزي بسعر 19.36 جنيها، لكن سعر الدولار في السوق السوداء قد يصل لـ24 جنيها.

وبحسب التقارير فإنه إذا لم يمنح البنك المركزي 340 مليون دولار في الشهر للمستوردين فلن يتمكن المربون من شراء طعام الكتاكيت، رغم أنه موجود في الموانئ. والمربون ليسوا مجبرين على شراء الدولار من السوق السوداء بسعر مرتفع ليتكبدوا بذلك الكثير من الخسائر، فكان الحل أمامهم هو إعدام الكتاكيت.

إنقاذ الدورة الإنتاجية

وتعليقاً على الفيديوهات، التي أثارت ضجة كبيرة على منصات التواصل، قال ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن في مصر: "للأسف المشاهد حقيقية، بسبب عدم وجود أعلاف لإطعامها". وتابع الزيني "أن منتجي الدواجن يدفعون تكاليف عمالة وأدوية ونفقات تربية دجاج وفي الوقت ذاته العلف غير متوافر، ما دفعهم إلى إعدام الكتاكيت بهدف إنقاذ الدورة الإنتاجية".

وأضاف خلال تصريحات صحفية أن سعر الكتكوت من المفترض أن يتراوح بين 15 و16 جنيهًا، بينما يسجل حاليًا جنيهًا ونصف جنيه فقط، في إشارة إلى زيادة المطروح وضعف الإقبال على الشراء".

ارتفاع أسعار الأعلاف

وأوضح نائب رئيس شعبة بيض المائدة بالاتحاد العام لمنتجى الدواجن أحمد نبيل أن إعدام الكتاكيت الحية بمثابة “رصاصة الرحمة” لتلك الطيور الجائعة، مشيرًا إلى أن المنتجين والمربين غير قادرين على توفير الأعلاف حتى مع ارتفاع أسعارها.

وأشار إلى أن أسعار الأعلاف وصلت إلى أعلى مستوى لها في تاريخ السوق المحلية، رغم أن الأسعار العالمية تراجعت منذ أكثر من شهرين إلى مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وفقًا لـ"الجزيرة".

وأردف أن سعر طن الأعلاف وصل إلى 17 ألف جنيه خلال تعاملات السبت 15 أكتوبر الجاري، مقارنة بـ7 و8 آلاف جنيه في بداية العام، بينما وصل سعر طن الصويا إلى 25 ألف جنيه، مقارنة بـ10 آلاف و11 ألف جنيه بداية العام.


مخاطر إعدام الكتاكيت على الثروة الداجنة في مصر

أكد عضو مجلس نواب الانقلاب أيمن محسب أن إعدام المربين ملايين الكتاكيت في الأيام الأخيرة، سيهدد الأمن الغذائي المصري من اللحوم البيضاء، معتبراً أن "الأزمة الحالية تهدد مستقبل الثروة الداجنة في مصر".

وأضاف أن "نقص عدد الكتاكيت سيتسبب في تراجع إنتاج الدواجن في البلاد، ومن ثم ارتفاع أسعارها، وزيادة استنزاف العملة الصعبة لاستيراد اللحوم البيضاء لتلبية احتياجات الطلب المتزايد على الدواجن والبيض".

وقال زميله هشام الجاهل إنه تقدم باستجواب مدعوماً بالمستندات ضد الوزير المختص، لا سيما أن نقص عدد الكتاكيت سيتسبب في تراجع إنتاج الدواجن، وارتفاع أسعارها، واستنزاف العملة الصعبة لاستيراد اللحوم البيضاء تلبية للطلب المتزايد عليها.

وارتفع سعر كرتونة البيض في الأسواق إلى 90 جنيهاً خلال الأيام الأخيرة، وأسعار الدواجن البيضاء إلى 40 جنيهاً للكيلو، والدواجن البلدية إلى 55 جنيهاً للكيلو، في وقت تواجه فيه صناعة الدواجن مخاطر جمة، على خلفية توقف العمل بنحو 25 ألف مزرعة في مختلف المحافظات، بعد انتهاء مخزون البلاد من الأعلاف.

وتبلغ استثمارات صناعة الدواجن في مصر نحو 100 مليار جنيه، ويعمل بها 3 ملايين شخص، وذلك لإنتاج نحو 95% من احتياجات البلاد من اللحوم البيضاء، بواقع 1.4 مليار طائر تنتج 14 مليار بيضة تكفي حاجات المستهلكين، وتصدر نسبة بسيطة من الإنتاج إلى الدول الخليجية.

المربون جابوا آخرهم
وعلى منصات التواصل الاجتماعي تفاعل المغردون مع مشاهد إعدام الكتاكيت التي انتشرت في كل مكان، معربين عن استيائهم بعد قيام المربين بهذه الجريمة.

وقال "صلاح السيد": أفعال تجار الدواجن فكتب "بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، المربين جابوا آخرهم".

وتعجب مصطفى محمود واشتكى من الأسعار: "تخيل تشوف إعدام كتاكيت.. وفراخ مش هتلاقي علف وهتموت وهتوصل لأسعار فلكية... ده ليه عشان الأعلاف في المواني

مستنية إفراجات جمركية.. ohhh Egypt".

بدوره، اعتبر أمجد المصري ما حدث بالكارثة فقال "كان عندنا أزمة. فأصبح عندنا كارثة. أي عقل يستوعب مشهد إعدام الكتاكيت بدعوى نقص العلف ونحن في وسط موسم حصاد الذرة في مصر. ثم لماذا نستورد الذرة أصلا ولا نشجع الفلاح على زراعتها؟ إنهم يدمرون هذه الصناعة للأبد".