خرجت 586 قطعة آثار مصرية من مصر وكشفتها السلطات الأمريكية أثناء عملية تهريبها في مطار جون كنيدي بالولايات المتحدة في حين مرت من المنافذ المصرية بسلام لم يجده معارضو النظام السياسيين.

وضبطت السلطات الامريكية مواطنا أمريكيا من أصل مصري، فى فبراير الماضي، داخل مطار جون كنيدي ومعه القطع الأثرية مغلفة فى 3 حقائب كان في طريقه إلى نقلها لولاية نيويورك بهدف بيعها و من بين المضبوطات قطع تعود إلى ما يزيد على 4 آلاف عام تنتمي لحضارة مصر القديمة.

وأبلغت السلطات الامريكية الجهات المصرية عن المواطن مزدوج الجنسية الذي مر من مطار القاهرة على خطوط (مصر للطيران) متجها إلى نيويورك، وكشفت التحريات الامريكية أنه يتنقب ويعرض ويبيع القطع الأثرية المصرية في مزادات آثار ومواقع متخصصة ومجلات آثار منذ 2011!

تحريات ضابط!


وتساءل المراقبون عن وضعية المستشار المحامي العام الأول، وهو يحيل لنيابة استئناف القاهرة أمريكيا و١١ مصريا للجنايات لاتهامهم بتهريب ٥٨٦ قطعة آثار مصرية، لاسيما وهو يستعين بتوصيف عميد شرطة - مفتش سياحة وسابقاً ضابط بإدارة آثار القاهرة وحاليا بمباحث الآثار كشاهد!

وأضاف المراقبون أن التحريات أثبتت الكثير ولكن لم تتخذ إجراء رغم معرفتهم الوثيقة بالمهرب، ومنها أنه  أمريكي مصري ذو نشاط واسع منذ فترة طويلة في مجال تمويل عمليات الحفر خلسة بحثاً عن الآثار خلال فترات تردده على البلاد منها عرضه رأس تمثال یونانی وزوج من العيون البرونزية الفرعونية بصالة مزادات كريستي بولاية نيويورك في غضون شهر ديسمبر لعام ٢٠١٢.

ومن بين ما أثبتته التحريات، أنه في غضون مايو من عام ۲۰۱۳ عرض أجزاء حجرية منقوشة برسوم فرعونية بصالة مزادات تسمي "بونهامس"، وفي غضون مايو من عام ٢٠١٤ عرض لوحة جدارية خاصة بالمعبود آمون من خلال موقع الكتروني متخصص في بيع وشراء الآثار يملكه شخص يدعى/ غبريال فندرفورت ، وأنه في غضون مايو ٢٠١٥ عرض تلك القطع ثانية بأحد الكتالوجات يسمى "أرت بريميتيفو" ، كما أنه في غضون عام ٢٠١٦ باع قطعة حجرية بنقوش فرعونية من خلال الموقع الخاص بالهولندي الكسندر بيسبوريك، كما عرض في غضون مارس من عام ۲۰۱۷ بعض التماثيل الخشبية الأثرية المصرية بذات الكتالوج.


وتمكن في غضون أكتوبر ۲۰۱۸ من بيع رأس تمثال يوناني بصالة تسمي "كريستی" بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلي عرضه في غضون مارس من عام ٢٠١٩ قطعة أثرية فرعونية في مجلة بعرض القطع الأثرية تسمى "زمن فن الرمال القديم" ، كما عرض في غضون ديسمبر من العام ذاته ۷۰ تمثال اوشابتي بكتالوج يسمي "أرت بريميتيفو للفنون"، وأنه في غضون عام ٢٠٢٠ عرض اثنين من التمائم الفرعونية و٣٢ تمثال اوشابتي بمجلة متخصصة تسمى "كريستوف باتشر" لعلوم آثار القدماء بالإضافة الى رأسين ملكيين يونانيين أحدهما للملك بطليموس الثالث والآخر للإمبراطور سيفريس الكسندر بصالة مزادات "کریستی".


طرافة التحريات


ومن المثير للدهشة هو أن المتهم الأول (الامريكي من أصل مصري) معروف عند "الداخلية" فتارة "يضفي مشروعية حيازته لتلك القطع الأثرية" وأنها آلت "إليه بطريق الميراث الشرعي عن جده".

ويبدو أن نشاطه الإجرامي محدد قبل فترة حيث أنه في سياق المنشور "أسس لذلك جماعة إجرامية منظمة تباشر نشاطها في نطاق عدة محافظات منها محافظة الشرقية والغربية والبحيرة شارك فيها عدد من المتهمين ".

كما تشير الصحف المحلية إلى ما يبدو أنه محاولة للصق قضايا الآثار بهاذ الرجل، حيث أن المتهم الرئيسي وشركائه "مسجل حفر" في عدة قضايا متفرقة واحدة منها في (عام ٢٠١٦ بمدينة الأقصر)، وأخرى في (بنطاق محافظة بنى سويف)، وأن أحد المتهمين كان يخفي الآثار " بمسكنه بمدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة)، وآخر (بنطاق محافظة الشرقية)، وأن (المتهم الثاني عشر وظيفته كمفتش آثار  بمنطقة آثار الغربية)!!
 

تبييض وجه

واعتبر مراقبون أن التحريات المنشورة ما هي إلا محاولة لتبييض وجه داخلية السيسي وأجهزته الأمنية بالمطارات والملوثة بالفساد، بعدما انكشف المهرب ذو الأذرع في الأجهزة السيادية وقال عبدالحميد عبد القادر قريب الصلة بمجال الآثار عبر "فيسبوك": "أثار مصر ليست للبيع !!.. من هم الشركاء المصريين فى مافيا سرقة و تهريب الأثار المصرية و لماذا لا يتم الإعلان عنهم ؟؟.. سرقة و تهريب الأثار أصبحت عينى عينك ٠٠ لقد وصلت سرقة و تجارة الأثار المصرية إلى مرحلة الخطر على حضارة و تاريخ مصر !!".

وتساءل "عبدالقادر"، "كيف خرجت ٥٨٦ قطعة أثرية من مصر و يتم ضبطها فى مطار جون كيندى فى الولايات المتحدة الأمريكية فى شهر فبراير الماضى ؟؟"، معتبرا في مناشدة للسيسي ".. بفتح ملفات الفساد فى المجلس الأعلى للأثار و يجب جرد المخازن المتحفية ومنها مخزن الأشمونين المتحفى ؟؟".


سخرية من الأجهزة


وكتب سمير أكالديوس (Samir Akladios)، "تحياتي لجهاز الامن الوطني ، و ضباط الامن العام و ضباط المباحث الجنائية ، و ضباط الجوازات و الصول زكريا.. بمطار جون كنيدي.. بعد أكتشاف مخطط تهريب.. ٥٨٦ قطعة أثار مصرية ، قادمة من مطار القاهرة السينمائي".

وأشار د. يحيى غنيم (Dr.Yahya Ghoniem) على "توتير"، إلى مسؤولية السيسي بنفسه عن هذه عمليات تهريب الآثار "بينما ينجح ضباط الجمارك البواسل فى ضبط وتحريز60 ألف جنيه استرليني مع مصرى عائد من انجلترا.. وضبط غوايش مصرية عائدة من الخليج.. يفشلون فى ضبط 586 قطعة آثار مهربة من المطار.. وتضبطها السلطات الأمريكية!.. إذا عرفت من رئيس المجلس الأعلى للآثار؟.. ومن رفع الكاميرات من المتاحف والمخازن؟.. ستعرف".