لسنوات ظل على جمعة (المفتي السابق للديار المصرية) -والشهير بشيخ الدماء لإباحته قتل المسلمين المخالفين في الرأي بزعم "ريحتهم نتنة"- يلقي محاضرات منتظمة في مسجد السلطان أبو العلاء بضاحية بولاق أبو العلاء المنسوبة إلى المسجد عن الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري ويدس في هذه القيم الفلسفية التي استقاها السكندري للدين، مفاهيمه للصوفية (الشاذلية) والتي تخوض في المشتبهات وعلى غرارها الفضيحة التي أثيرت بعدما أحالت وزارة الأوقاف إمام مسجد السلطان أبو العلا ومفتش المنطقة إلى التحقيق بعد وقفهم عن العمل لحين انتهاء التحقيقات معهما بسبب إقامة أمسية إنشادية يصحبها موسيقى لا تقتصر على الطبل بالمسجد، معتبرة أن ذلك "لا يتسق مع هيبة وجلال المسجد"!

ويسيطر المدعو علي جمعة على جامع (فاضل) بمنطقة غرب سوميد بالسادس من أكتوبر (الجيزة) ويستضيف المسجد الذي يسيطر عليه أنماطا مماثلة بحضور لفرقة أبو شعر السورية مع آلاتها الموسيقية، لداخل المسجد، ويحضر حفلاته "المسجدية" كرئيس للطريقة الشاذلية الصوفية أدعياء منهم تلميذه أسامة الأزهري مستشار عبدالفتاح السيسي الديني، و"الداعية" مصطفى حسني، واليمني"الحبيب علي الجفري" وغيرهم ..

وينشد أعضاء الفرقة بمسجد فاضل بـ6 أكتوبر، على أنغام أغنية (جانا الهوى جانا) بصحبة بعض الطبالين والزمارين، الغريب بحسب المتابعين أنه ينصح الشباب الجالس أمامه ألا يصفقوا لأنهم بزعمه في مجلس ذكر!

ضجة السلطان أبو العلا

وأثار إحياء حفل في مسجد السلطان أبو العلا بالعاصمة المصرية القاهرة بمناسبة المولد النبوي الشريف، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وصف بـ"الصادم"، وثق لقطات من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد السلطان أبو العلا بالعاصمة المصرية القاهرة، بحضور إمام مسجد المشير طنطاوي مصطفى عاطف صاحب أنشودة "وجميل سيدنا النبي" التي تبثها أيضا قنوات إسلامية.

وأظهر مقطع الفيديو احتفالا بالطبول والرقض بالتنورة (على غرار المتصوفية المولوية الموجودين في تركيا) داخل المسجد، وسط جموع من الحاضرين.

الإطار العام للتعليق كان رافضا للاحتفال باعتبار أن ذلك فيه انتهاك لحرمة المسجد، وأن "وزارة الأوقاف" -على غير العادة- ستوقع عقوبة على إمام المسجد الشيخ عمرو سيد النجار وجميع العاملين بالمسجد ومفتش المنطقة، بعد إحالتهم إلى لجنة الانضباط والقيم بالوزارة، مع توقع أن العقوبة تتراوح بين الفصل من الوظيفة، وحسومات مالية من الأجور.


ويبدو أن أوقاف مختار جمعة قررت التلويح لعلي جمعة بما ينتظر "الإمام" من عقوبة لاسيما وأنه سبق لعلي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بحسب ما أشيع أن طرد وفدا من مفتشي الوزارة لإغلاق مسجد فاضل التابع للطريقة الصديقية الشاذلية التي يترأسها مفتي الجمهورية السابق، وذلك بعد إقامة طقوس الحضرة والدروس الدينية فيه بالمخالفة لقرار الأوقاف.

رغم البيان الذي صدر لاحقا من الأوقاف (الجيزة)،  من أن "المسجد يحظى بالعناية اللازمة من الأستاذ الدكتور علي جمعة.. وأنه يقوم بالإشراف على المسجد والجانب الدعوي فيه خير قيام"!!
 

الكاتب عبدالله الطحاوي قال: " هذا تهريج وليس ذكرا .. مكانه القاعات والنوادي .. مجالس الذكر في المساجد التي درجنا عليها في مصر .. مجالس سكينة ورشد .. وليس التصفيق والعروض المولوية، مكانها المساجد . حالنا في مصر .. حال وسط لا شطط او مغالاة في اي اتجاه".

أما (إسلام) فقال رغم أن المساجد أغلقت في وقت كورونا إلا أن مسجد الشيخ جمعة فتح أمام الممثلين لتصوير مشاهد تمثيلية، فحضر "جمع غفير جدا من الممثلين والمصورين والمتفرجين لتصوير أحد مشاهد مسلسلات رمضان مضيفا عبر (@Islamsalatin) أنه "لم تعترض الأوقاف المصرية ولا الأزهر ولا وزيرة الصحة ولم تعتقل الشرطة اي شخص ولم  يصب الجمع المحترم بكورونا....!!!".

أمسية إنشادية

وقال الكاتبة (شرين عرفة): "حين طالعت مشهد الغناء والرقص على أنغام الموسيقى داخل مسجد بدعوى انها أمسية إنشادية، هدفها إحياء ذكرى ميلاد الرسول (صلى عليه الله)، مر على عقلي كل مشاهد الكنائس في السينما الأمريكية، والأناشيد يرددها مرتادو الكنيسة خلف القساوسة والرهبان، صُدمت من مدى التشابه، رغم اختلاف الأديان".

وأضافت ، "تذكرت قوله تعالى ، عن مشركي قريش، حين قال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مٌكاء وتصدية} والتي فسرها العلماء بقولهم : كانوا يتعبدون بالصفير والتصفيق.. بينما على الجانب الآخر، وصف أفعال المؤمنين به، بقوله: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)".

وأردفت "تعجبت من مساجد مصر المغلقة دوما دُبر كل صلاة، بينما هي مفتوحة اليوم ، لآلات الزمر والنفخ والرقص والغناء ...مهازل وابتزال في مساجد، شُرعت للعبادة وإقام الصلاة والاعتكاف، ونهانا الإسلام على أن نبيع فيها أو نشتري أو ننشد الضالة أو تُنشد الأشعار".

واستحضرت أقوال بعض الأئمة في ضلالات ممارسات بعض الصوفيين، وأوضحت "حينما علمت أن بطل هذا الحادث المُخزي، المنشد الصوفي"مصطفى عاطف" إمام مسجد المشير طنطاوي والمقرب من النظام ،  حضرني قول الشافعي : " لو أن رجلا تصوف أول النهار ، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمقا" . وقوله : " ما لزم أحد الصوفية أربعين يوما ، فعاد إليه عقله أبدا".".

وخلصت "عرفة" إلى أنه "في دولة السيسي لا مكان لعقل أو دين أو رأي حكيم، بل تصوف ودروشة ومجالس ذكر وشيوخ سلطان.".
 

مسجد السلطان‏

ومسجد السلطان أبو العلا من أشهر معالم حي بولاق أبو العلا بمدينة القاهرة، ويعد المسجد ذو قيمة بسبب قِدمه وتاريخه العريق؛ حيث شهد عصورًا وأزمنة مختلفة، ونسب هذا المسجد إلى الشيخ الصالح حسين أبى على المكني بأبى العلا.

ويعتبره الصوفيون ومنهم علي جمعة، صاحب كرامات ومكاشفات على ما يصفه به الصوفيون الذين أطنبوا وبالغوا في كراماته.

وأنشأ المسجد بداية كسكن للشيخ أبي العلا في خلوة بزاوية بالقرب من النيل في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، وكان للناس فيه اعتقاد، فكثر مريدوه ومعتقدوه، ومنهم التاجر الكبير الخواجه نور الدين على ابن المرحوم محمد بن القنيش البرلسى، والذي طلب منه الشيخ أن يجدد زاويته وخلوته التى كان يتعبد فيها. فصدع بالأمر وأنشأ هذا المسجد.

ومع موت أبو العلا دفن فيه بعد موته سنة 890ه 1486م. وأجريت على هذا المسجد عدة إصلاحات في عصور مختلفة، ودفن به غير واحد من العلماء منهم الشيخ أحمد الكعكى المتوفى في سنة 952ه - 1545م، والشيخ عبيد والشيخ على حكشة المتوفى سنة 1271ه - 1854م، والشيخ مصطفى البولاقى المتوفى سنة 1263ه - 1846م.