هل كانت وفاة 4 فتيات سببًا لأن تستفيق وزارة التعليم لتمارس مهامها التربوية والتعليمية والأخلاقية؟

 

هل كان لا بد من مغادرة الزهور الصغيرة عالمنا لتشمر الوزارة عن سواعدها وتقول إنها تتابع المشهد عن قرب وعن كثب؟

 

هل ذهبت أمنيات وأحلام رياحين بيوت أهالينا وأملهم في مستقبلٍ زاهرٍ ومشرقٍ أدراج الحياة بعد أن تخطَّفهم الموت؟

 

أخيرًا.. تحركت وزارة التعليم في مصر، وشعرت بحجم المأساة التي خلّفتها في بيوت وأهالي المصريين بعد أن فقدوا بناتهم وأكبادهم، كما يقول حِطّان بن المُعلّى:

 

لولا بُنيّــــــــاتٌ كزُغْـبِ القَطــا *** رُدِدْنَ مـن بعـــــضٍ إلـــى بعـــــضِ

لكـــان لـي مُضْطَـرَبٌ واســعٌ *** في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ

وإنّـمـــــــــــا أولادُنــــــــا بيننــــــا *** أكـبــادُنـا تمشـــــي علــــــى الأرضِ

لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم *** لامتنـعتْ عيـنــــي مــــن الغَمْـضِ

 

وأصدر وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، الاثنين الماضي، رضا حجازي، كتاباً دورياً برقم 36 لسنة 2022 بشأن متابعة سير العملية التعليمية، يقضي بإطلاق أسماء المتوفين من المعلمين والتلاميذ على المباني والفصول والمدارس، بعد التنسيق مع المحافظ المختص، وذلك لتكريمهم وتخليد ذكراهم، إثر وفاة 4 تلميذات خلال عشرة أيام من بداية الدراسة.

 

صحفية صدى الشعب | التربية: الطابور الصباحي ل50% من طلبة المدرسة

 

20 توجيهًا للمدارس والإدارات والمديريات التعليمية

 

وجاءت تعليمات الكتاب الدوري في 20 توجيهًا للمدارس والإدارات والمديريات التعليمية كالآتي:

1 - إطلاق أسماء المتوفين من المعلمين والتلاميذ على المباني والفصول والمدارس، بعد التنسيق مع المحافظ المختص، وذلك لتكريمهم وتخليد ذكراهم.

2 - التشديد على المديريات والإدارات التعليمية والمدارس في جميع المحافظات بـ"المتابعة اليومية الجادة والمستمرة لسير العملية التعليمية.

3 - تكليف مدير كل مدرسة بإعداد تقرير عن حالتها بصورة دورية.

4 - تكثيف الإشراف اليومي بالمدارس أثناء دخول وخروج التلاميذ، وخلال فترة الفسحة.

5 - عقد اجتماع بين مديري المدارس والمعلمين لتحديد الأدوار والمسؤوليات بكل دقة، والتوقيع عليها".

6 - توزيع التلاميذ أثناء الدخول والخروج من المباني المدرسية على مخارج عدة، وتخصيص مخرج لتلاميذ الصفوف الدراسية الأولى، وآخر لباقي التلاميذ.

7 - تسكين تلاميذ الصفوف الأولى في الطوابق السفلية منعاً للتكدس، وحفاظاً على سلامتهم.

8 - عدم تشغيل أية مدرسة يوجد بها أعمال صيانة، إلا إذا كانت الأوضاع بها آمنة، والعودة إلى الجهات المختصة فور استشعار أي خطر يُهدد أمن وسلامة التلاميذ، وكافة العاملين بها.

9 - منع جميع أشكال العنف، والعقاب البدني، والتنمر داخل المدارس.

10 - تطبيق لائحة الانضباط المدرسي.

11 - حظر استخدام أجهزة الهاتف المحمول للتلاميذ.

12 - تنظيم ندوات توعية بخطورة الألعاب الإلكترونية على التلاميذ.

13 - التواصل الفوري والمباشر مع الوزارة عن حدوث أي طارئ.

14 - تنظيم مواعيد محددة لمقابلة أولياء الأمور.

15 - تفعيل المناهج الإلكترونية في جميع مدارس الجمهورية.

16 - تقسيط المصروفات الدراسية لتلاميذ المدارس الخاصة على أربعة أقساط.

17 - عدم ربط تسليم الكتب المدرسية بالمصروفات.

18 - تفعيل المجموعات المدرسية وفق القرارات الوزارية المنظمة، والعمل على جذب الطلاب لها.

19 - ضرورة الاهتمام بالقراءة والكتابة بالطريقة الصحيحة بداية من الصفوف الأولى.

20 - تنظيم مسابقات بين الفصول والمدارس والإدارات في جميع الجوانب العلمية والرياضية والفنية والثقافية، والتركيز فيها على "المشروعات القومية، وإنجازات الدولة المصرية، والتغيرات المناخية".

 

4 حالات وفاة للطالبات في 10 أيام

كانت البيوت المصرية قد فُوجئت بـ4 حوادث وفاة في بدايات العام الدراسي، حيث كان المتسبب الأول فيها هو ضرب المعلمين للطلاب.

وكانت الحادثة الأولى عقب سقوط سور سلم مدرسة المعتمدية الابتدائية بنات بإدارة كرداسة التعليمية بمحافظة الجيزة، إثر تدافع عدد من طالبات المدرسة، ما أدى إلى سقوط السلم عليهن، ونتج عن ذلك وفاة الطالبة ملك محمد في الصف الأول الإعدادي، وإصابة 15 أخريات، وتم نقلهم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وفقًا لـ"القاهرة 24".

كما شهدت مدرسة سيد الشهداء الحكومية، في منطقة العجوزة بمحافظة بالجيزة، وفاة التلميذة منة تامر فراج، وتبلغ من العمر 8 سنوات بالصف الثاني الابتدائي، بعد أن غافلت مدرسها عقب مطالبتها بحضور والدتها لأخذها من المدرسة، فتسلقت سور الدور الثالث وسقطت، وتم نقل الطالبة إلى المستشفى إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة خلال محاولة إسعافها داخل المستشفى.

وتعتبر الطفلة "بسملة أسامة علي محمد" 9 سنوات، وهي تلميذة في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة طرانيس العرب الابتدائية بمدينة السنبلاوين، هي الحالة الثالثة، بعد أن طلب منها معلمها كتابة بعض الكلمات على السبورة، ولكنها أخطأت في الإملاء، فما كان منه إلا أن ضريها بعصا خشبية على رأسها ثلاث ضربات مما أفضى إلى إصابتها بنزيف وارتجاج في المخ ومن ثم وفاتها.

بينما تعتبر حالة وفاة الطالبة وفاء أشرف هارون، الطالبة بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة شبرا النخلة الإعدادية بنات التابعة لإدارة بلبيس التعليمية، هي الحالة الرابعة في وفيات الأطفال في مدارسهم، وإن كانت تختلف عن الحالات السابقة أنها وفاة طبيعية وليس بسبب حادثة أو ضرب المدرسين لهن.