لا يمر يوم إلا وتهز المجتمع المصري جريمة أخلاقية مروعة في ظل سيطرة أوقاف الانقلاب على المشهد الديني في البلاد وفصل الأئمة والخطباء الذين يغردون خارج الإطار الذي ترسمه، ما جعل خطبة الجمعة فارغة من محتواها بعد توحيدها في جميع المساجد، ما أدى إلى انتشار  العديد من الجرائم اللا أخلاقية في مجتمع كان يعرف بالتدين.

 

ومع اعتقال مئات من علماء الأزهر الشريف وفرار المئات أيضا من بطش النظام الانقلابي للخارج، أصبح المجتمع ضعيفا وسط آلة إعلامية جبارة تدعو للانحلال وانعدام الأخلاق بشكل غير مباشر، لدرجة وصول أطفال لا تتعدى 13 عاما لارتكاب جريمة الاغتصاب بحق فتيات في عمر الزهور.

 

اغتصاب طفلة على يد طالب

 

شهد الشارع المصري فاجعة كبرى، بعد الكشف عن اغتصاب طفلة وإحداث إصابات بها في محافظة المنوفية، فيما كانت المفاجأة أن الجاني كان طفلا أيضا، تلك الجرائم التي لم تنتشر بقوة إلا بعد اغتصاب عبدالفتاح السيسي للسلطة في مصر.

 

البداية كانت بتلقي مركز شرطة أشمون بلاغا من أحد المستشفيات باستقبال طفلة (9 سنوات) مصابة بـ"سحجات (جروح) وكدمات وجروح متفرقة بالجسم".

 

وذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية، أنه بسؤال والد الطفلة، اتهم طالبا باستدراجها والتعدي عليها داخل مسكن جده لوالده، وهو ما أقرته الطفلة.

 

وأضاف البيان أن المتهم الطفل (14 عاما) استوقف الطفلة أثناء مرورها بالشارع، بحجة أن "والدتها لديه في المنزل"، وبعد وصولهما قام بضربها بشكل مبرح ليغتصبها.

 

واتهمت أسرة الطفلة، الطالب، بالتعدي جنسيا على طفلتهم.

 

وتعاني الطفلة من سحجات وكدمات متفرقة في الجسم، وجروح قطعية في الرقبة والوجه والجبهة وكدمة بالركبة اليمنى والفخذ الأيسر، ونزيف بين الفخذين مع احتمالية "فض غشاء البكارة"، وفق ما ذكرت صحف محلية.

 

اغتصاب طفلة في قلب الصعيد

 

يبدو أن الانحلال الأخلاقي تفشى بشكل مروع مع محاربة النظام في مصر كل ما هو إسلامي ليصل لقلب الصعيد الذي يعرف عندهم أن المرأة هي عرض الرجل فعلى مدار التاريخ وقبل الحكم العسكري لعبدالفتاح السيسي لم يثبت حالة واحدة لاغتصاب طفلة، لتكن المفاجأة  أيضا كانت المفاجأة أن المغتصب طفل أيضا، ففي يوليو الماضي، تعرضت طفلة تدعى "ملك" (5 سنوات)، للاعتداء على يد طفل يبلغ 13 عاما في منطقةٍ لألعاب الأطفال بمركز ترفيهي شهير، في محافظة أسيوط.

 

وقالت الأم حينها إن صغيرتها دخلت دورة المياه الرجالي بالخطأ وكانت تنتظرها في الخارج، وعند خروج الطفلة كانت تتألم وعليها نقاط من الدماء وأخبرت والدتها بأن أحد الأشخاص قام بضربها وأشارت إلى الشخص الذي قام بفعل ذلك، وتم مشاهدة كاميرات المراقبة، وفحصها.

 

اغتصاب طفلة 14 عاما حافظة للقرآن

 

وفي سبتمبر الماضي أصدرت محكمة جنايات شبين الكوم، حكمًا بالسجن 15 عامًا على شاب لاغتصاب طفلة حاملة للقرآن الكريم أثناء عودتها من درس للقرآن.

 

وقعت الجريمة في قرية الأنجب، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية أثناء عودة الفتاة (14 عامًا) من درس القرآن في وقت الظهيرة، وذلك حينما استدرجها المتهم إلى داخل منزله واعتدى عليها.

 

وكان والد الطالبة التي تعرضت للاغتصاب على يد شاب بالمنوفية، كشف تفاصيل الحادث، مؤكدًا أنها حدثت في عز الظهر، ما يقرب من الساعة الـ12:30 في وضح النهار تحت تهديد السلاح الأبيض، وهي قادمة من الكتُاب (درس القرآن) دون أن يرحمها أو يرحم ضعفها، وسحبها داخل منزله بقرية الأنجب التابعة لمركز أشمون واعتدى عليها.

 

وأكد والد الفتاة أن ابنته حاملة لكتاب الله الكريم، ومن أسرة جميعها تحمل كتاب الله وأعمامها شيوخ وخطباء في المساجد، وتعرضت لأسوأ جريمة يمكن أن يتعرض لها إنسان، وهي الاغتصاب تحت تهديد السلاح، من قبل شاب معروف عنه البلطجة، أثناء عودتها من الكُتاب في وضح النهار، ووضع المطواة على رقبتها وسحبها داخل منزله، ونزع ملابسها تحت التهديد، واعتدى عليها دون رحمة.

 

قتل 5 أشخاص بعد محاولة اغتصاب فتاة

 

في مايو الماضي كشفت النيابة العامة المصرية ملابسات مقتل خمسة أشخاص منهم فتاتين في إحدى مزارع قرية "الريف الأوروبي"، واتضح أن الفاعل ارتكب جريمته بعد أن حاول التعدي جنسيا على إحدى الفتاتين لرفض والدها تزويجها منه، ونفت النيابة الإشاعات التي تحدثت عن وجود علاقة غير شرعية بين إحدى المغدورتين والمجرم.

وتبين أنه رجل في مطلع العقد السادس من عمره كان يعمل في توزيع ثمار المزرعة التي يعمل بها المغدورون الخمسة.واتضح من التحقيقات أن الجاني تقدم بطلب الزواج من إحدى الفتاتين لكن والدها رفض، فقرر الانتقام لنفسه عبر التعدي عليها جنسيا من خلال وضع مخدر في أحد المشروبات وبعد افتضاح أمره شرع بطعن المجني عليه (الأب) ثم قتل الأربعة المتبقين كونهم كانوا شهودا على جريمته.

 

اغتصاب الأطفال في عهد السيسي

 

وبحسب مراقبون فإن هذه الحوادث تزايدت بشكل ملحوظ بعد انقلاب يوليو 2013، وهو ما أكده المركز القومي للأمومة والطفولة الذي كشف عن تسجيل ألف حالة اغتصاب للأطفال في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2014 فقط.، بسبب وجود خلل أمني كبير وأيضا وجود انحلال أخلاقي.

 

فمن جانبها أرجعت الدكتورة سلوى خضر، أستاذة علم الاجتماع إن المجتمع المصري يعاني من انحلال أخلاقي واضح، ويحتاج إلى معالجة اجتماعية ونفسية حادة، لافتة إلى أن جرائم الاغتصاب والتحرش ليست جديدة على المجتمع المصري، لكنها ظهرت بشكل بشع في السنوات العشر الأخيرة؛ بسبب التشوه الفكري عند كثير من الشباب الذين تمت تنشئتهم وتربيتهم بطريقة خاطئة.

 

وأكدت في تصريحات صحفية أن الظروف الاقتصادية في مصر تضغط بكل قوة على عقول الشباب، وتحرم الكثير منهم من الزواج، مما يجعلهم يستبيحون المحرمات، ويخرقون القانون بأفعال مشبوهة، حتى يتمكنوا من الحصول على الأموال، أو المتع الجسمانية، ويرتكبون جرائم التحرش أو الاغتصاب".



غياب الردع

 

فيما أرجع خبراء وباحثين أن أسباب انتشار مثل تلك الجرائم التي لا يكاد يصدقها عقل في المجتمع المصري إلى غياب القانون وعدم تفعيله، مشيرين إلى أن غياب مبدأ الردع أدى إلى الحالة التي وصلت إليها مصر من تدنٍّ في سلوكات الأفراد".



وبحسب مراقبون فإن قانون الاغتصاب المطبّق بمصر فيه عوار كبير وهذا القصور ظهر بوضوح في التعامل مع جريمة اغتصاب وقتل الأطفال، بإفلات الجناة من العقوبة رغم بشاعة الجريمة مؤكدين أن هناك الكثير من الجرائم الجنائية يتم تجاهلها تحت ذريعة انشغال الشرطة بمحاربة الإرهاب، والذي أصبح شماعة تعلق عليها الداخلية التقصير الأمني.