انطلقت الأذرع في مصر ضمن رد فعل سريع على توقيع حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة "عبدالحميد الدبيبة" مذكرتي تفاهم خاصتين بالطاقة والغاز والتعاون الأمني مع الحكومة التركية، حيث تبنى الذراع الإعلامي عمرو أديب التشكيك في الاتفاقية وأنها جاءت مع حكومة منتهية الولاية، في بداية سيكون لها توابع خلال برامج التوك شو المحلية.

وقال أديب في برنامجه "الحكاية" على شاشة (إم بي سي مصر) إن "الرئيس التركي أردوغان، عنده مشكلة تاريخية إن المياه الخاص به مفيهاش غاز، وعلى العكس أي حد قريب منه عند غاز، ربنا ما دالوش غاز، الحكاية عامل له جنان رسمي".

وأضاف: "أردوغان بعت وفد رفيع المستوى إلى طرابلس، لتوقيع اتفاقية لاستغلال الاقتصادية التركية لاستخراج الغاز، وهذا الوضع أدبيًا وأخلاقيًا سياسيًا غير مستقيم، لأنه الحكومة الليبية التي يوقع معها انتهت ولايتها، هذه الحكومة لا تملك التفريط في حقوق الشعب الليبي".

ويبدو أنه غاب عن عمرو أن يشير إلى أن "تركيا أكبر مستورد للغاز الطبيعي المصري في النصف الأول من عام 2022، والصين الرابعة".

ومن جانب مواز، انبرت قناة "العربية الحدث" التي تنتمي أيضا إلى إعلام "إم بي سي" إلى تغيير خطابها من عنوان "حكومة الدبيبة توقع اتفاقا نفطيا جديدا مع تركيا في طرابلس"، إلى "حكومة الدبيبة مُنتهية الولاية توقّع اتفاقية نفطية مع تركيا"!

واستضافت (العربية الحدث) "محللون" و"خبراء" من المنطقة الشرقية في ليبيا، للهجوم على الاتفاقية التي وقعتها تركيا اليوم مع حكومة طرابلس الشرعية ومن هؤلاء أحمد المهدوي الذي قال: "لا يحق لحكومة الدبيبة أن توقع اتفاقية نفطية مع تركيا وفقًا لهذه المادة"، كما فتحت باب هجوم نائب برلمان طبرق علي التكبالي على الاتفاق فقال: "كل ما تملكه ليبيا الآن بيد الأتراك.. والاتفاقية النفطية الجديدة "مناورة سخيفة"!

اتفاق تعزيزي


تشير الاتفاقات، التي وقعها وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" مع نظيرته الليبية "نجلاء المنقوش" في مقر حكومة الوحدة بطرابلس، الإثنين، إلى تعزيز أنقرة علاقاتها مع حكومة الوحدة (المعترف بها دوليا).
وعززت تركيا بالاتفاق دعمها البارز لحكومة "الدبيبة"، حيث ساعد دعم أنقرة لحكومة الوفاق الوطني السابقة في طرابلس على قلب مسار الحرب الأهلية الليبية.

ومن خلال إمداد القوات المدعومة من طرابلس بالمستشارين والمعدات والاستخبارات، ساعدت حكومة الرئيس "رجب طيب أردوغان" في إحباط حملة عسكرية استمرت لمدة عام قادها الجنرال "خليفة حفتر" - قائد قوات شرق ليبيا- للاستيلاء على العاصمة.

الغاز والنفط الليبي

ويمهد الإجراء التركي الليبي الذي تم اتخاذه اليوم، الطريق لمزيد من التعاون الثنائي في قطاعي النفط والغاز. وأكد وزير الخارجية التركي خلال مؤتمر صحفي تلا التوقيعات أنه من المتوقع أيضًا إبرام صفقة غاز.

ولمح عمرو أديب، إلى أن الاتفاق سرقة واحتلال تركي إلى ليبيا من أجل الغاز بطل عام 2022، فقال: "اللي عنده غاز ملك، السنة دي سنة الغاز"، وأضاف أديب ببرنامجه أن "الحرب كلها على الغاز، اللي معاه ينجو، واللي مش معاه عنده مشكلة، الغاز هو سر العالم الآن، الغاز هو السيد والسلطان، هناك تداول تبحث عن الغاز بأي شكل حتى لو بالاحتلال".

شكري مساند

وينطلق عمرو أديب من موقف الخارجية في مصر، التي تلقى وزير حكومة السيسي للخارجية سامح شكري اتصالاً من الجانب اليوناني، الإثنين، تناول آخر تطورات العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها مستجدات الملف الليبي.

وذكرت بيان صادر عن الخارجية المصرية، أن الجانبان أكدا على أن "حكومة الوحدة" المنتهية ولايتها في طرابلس لا تملك صلاحية إبرام أية اتفاقات دولية أو مذكرات تفاهم.

واشار البيان إلى أن الوزيرين اتفقا على استمرار التشاور بينهما إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في إطار التنسيق المستمر بين البلدين.


ردود تركية وليببة


وردا على سؤال حول ما إذا كانت الدول الأخرى قد تعترض على مذكرة التفاهم الجديدة بين الحكومتين في أنقرة وطرابلس، قال "جاويش أوغلو": "لا يهمنا ما يفكرون فيه"، مضيفا أن "الدول الأخرى ليس لها الحق في التدخل".

في عام 2019، وقعت تركيا اتفاقية حدودية بحرية مع الحكومة السابقة في طرابلس برئاسة "فايز السراج"، منحت أنقرة الوصول إلى منطقة اقتصادية متنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط. أعاد الاتفاق إشعال التوترات القائمة بين تركيا واليونان وقبرص ومصر بشأن حقوق التنقيب عن النفط والغاز.

ورحّب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الإثنين، بالوفد التركي الذي زار العاصمة طرابلس، وبتوقيع المعاهدات الثنائية أثناء الزيارة.

وكتب الدبيبة عبر صفحته الرسمية على تويتر: "سعدنا اليوم باستقبال وفد تركيا الصديقة، وتوقيع عدة اتفاقيات تخدم مصالح الشعب الليبي العليا".

وأضاف: "نحن متوافقون من أجل حشد الدعم الدولي المطلوب لإجراء الانتخابات".

وأردف مرحّبًا: "فأهلاً بمن يريد صداقة شعبنا ويحترم وحدة بلادنا، ولا لمن يدعم الحرب والانقسام والتمديد".

وفي وقت سابق الإثنين، وصل وفد تركي رفيع إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا.

وضمّ الوفد وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، والدفاع خلوصي أكار، والتجارة محمد موش، إضافة إلى رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين آلطون، ومتحدث الرئاسة السفير إبراهيم قالن.

وشهدت الزيارة توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات، أبرزها في مجالات الطاقة والإعلام.