سجلت مصر اليوم مصرع طالبة أخرى بمدرسة سيد الشهداء الحكومية، في منطقة العجوزة بمحافظة بالجيزة، بعد سقوطها من الطابق الثالث بالمدرسة، وتم نقل الطالبة إلى المستشفى إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة خلال محاولة إسعافها داخل المستشفى.
وتفيد رواية أخرى بأن منة غافلت مدرس الفصل عقب مطالبتها بحضور والدتها لأخذها من المدرسة، فتسلقت سور الدور الثالث وسقطت.
بينما تقول الرواية الثالثة أن تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة توصلت إلى أنه حال ملاحقة مدرس لتلميذة بالصف الثاني الابتدائي، سقطت من الطابق الثالث ما أسفر عن وفاتها. وقال المدرس أمام جهات التحقيق: "ماكنش قصدي هي اللي جريت ووقعت".
وأعلنت نقابة المعلمين، تلقي غرفة العمليات الرئيسة للنقابة، إخطارًا بسقوط التلميذة منة تامر فراج، وتبلغ من العمر 8 سنوات بالصف الثاني الابتدائي من الدور الثالث بمدرسة سيد الشهداء بالعجوزة محافظة الجيزة؛ ما أدى إلى وفاتها.
وأوضح محمد عبد الله، رئيس غرفة عمليات نقابة المعلمين، والأمين العام للنقابة، أنه تلقى إخطارا من اللجنة النقابية بالعجوزة يفيد بمصرع الطفلة نتيجة تدافع الطلاب في أحد الأدوار العليا، وبالتحديد الدور الثالث بالمدرسة، وقت الفسحة، مما أدى لسقوطها ووفاتها على الفور.
وقرر اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، إيقاف مدير المدرسة ومشرف الدور ومدرس الفصل عن العمل لمدة 3 أشهر مع إحالة الواقعة للنيابة العامة والإدارية لاتخاذ شؤونها.
وقررت جهات التحقيق ندب الطب الشرعي لفحص جثة الطالبة وبيان سبب الوفاة، والتصريح بدفنها عقب ذلك، وطلب التحريات حول الواقعة وظروفها وملابساتها.
"ملك" أمس و"منة" اليوم
يأتي ذلك بعد يوم واحد من فتح النيابة تحقيقاً في حادث انهيار سور مدرسة المعتمدية الإعدادية (بنات)، التابعة لإدارة كرداسة التعليمية في محافظة الجيزة، أمس الأحد، والذي أسفر عن إصابة 15 تلميذة، ووفاة تلميذة في الصف الأول الإعدادي تدعى ملك محمد.
وقرر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، رضا حجازي، صرف دعم مادي لأسرة ملك بقيمة 100 ألف جنيه، موجهاً المديريات والإدارات التعليمية في جميع المحافظات بتنفيذ الإشراف المدرسي بدقة، وتنظيم دخول وخروج التلاميذ من المدارس، وصعودهم ونزولهم من الفصول منعاً للازدحام، وعدم تركهم بمفردهم في أفنية المدارس، أو داخل الفصول من دون معلمين.
وطالب الأمين العام لنقابة المعلمين بضرورة تسكين طلاب الصفوف الأولى في الأدوار السفلية من المدارس حتى لا تقع مثل هذه الحوادث المفجعة، بجانب تعلية الجزء الخرساني المواجه للفصول.
وقبل قليل أصدر وزير التعليم، قرارًا بإيقاف كل من مدير المدرسة ومشرف الدور ومدرس الفصل عن العمل وإحالتهم إلى التحقيق تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بشكل عاجل وحازم حيال كافة من تثبت مسئوليتهم عن الواقعة بجانب ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات فيما يتعلق بالمسئولية الجنائية.
من المسئول عن دماء الطلاب؟
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: من المسئول عن دماء الطلاب وفقد أهاليهم لهم؟ وإذا كانت الوزارة والمحافظة قررا بإحالة المدير ومشرف الدور والأستاذ إلى التحقيق وإيقافهم فهل هم من تسببوا في مصرع الطلاب؟
السؤال الذي يطرح نفسه أين الجهات الفنية والهندسية بوزارة التعليم وفي جميع المديريات التعليمية؟ ولماذا لم تقم بدورها في التأكد من البنية الأساسية للمدارس قبل أن تحدث كارثة الأمس وينهار سور السلم لتلقى الطالبة ملك محمد مصرعها وهي لا تزال في بدايات عمرها ويصاب أكثر من 15 تلميذة أخرى بعضهن في العناية المركزة؟
وأين الجهات الرقابية في المديريات التعليمية والوزارة وأين وزارة الصحة من السماح لتلاميذ المرحلة الابتدائية بالدراسة في الدور الثالث، مع أنه معروف عن هذه المرحلة وخاصة السنوات الثلاث الأولى منها فرط الحركة وكثرة النشاط والقيام بأعمال ربما لا تخطر على بال أيٍ من المدرسين والمشرفين في المدرسة؟ وهل تأمن الدولة على هؤلاء بالدراسة في الدور الثالث؟ فمن يدرس إذًا في الدور الأرضي أو الدور الأول؟
وفي وقت سابق، تلقت غرفة عمليات النقابة العامة للمهن التعليمية برئاسة محمد عبد الله الأمين العام، إخطارًا من النقابة الفرعية بكفر الشيخ، يفيد بوفاة المعلم إبراهيم محمد عبد الوهاب القحافي، معلم الرياضيات بمدرسة بيلا الثانوية بنات، وتم نقله لمستشفى بيلا المركزي، لمحاولة إسعافه ولكنه توفي متأثرًا بأزمة قلبية حادة.
وانتظم، أمس الأحد، نحو 25 مليون طالب وطالبة في الدراسة، وذلك فيما يقرب من 60 ألف مدرسة حكومية وتجريبية وخاصة ودولية ويابانية وتربية خاصة ودمج ورسمية ودولية، بالإضافة إلى مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا ومدارس التكنولوجيا التطبيقية.
