لم يمر اليوم الأول للدراسة بسلام؛ إذ تضمن 3 كوارث يمكن اعتبارها فضائح في الوقت ذاته؛ بداية من مصرع طالبة وإصابة 15 أخريات إثر سقوط سور سلم مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات عليهن، مرورًا بتكدس الفصول في مدرسة الشهيد عبد الله عيسوي بالخانكة لـ119 طالبًا في الفصل الواحد، وانتهاء باندلاع حريق في أكاديمية السادات للعلوم الإدارية بالمعادي واختناق 6 أشخاص.
مصرع طالبة وإصابة 15 إثر سقوط سور سلم مدرسة على الطالبات
اعترف مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بحكومة الانقلاب عن سقوط سور سلم مدرسة المعتمدية الابتدائية بنات بإدارة كرداسة التعليمية بمحافظة الجيزة وحدوث إصابات بين الطالبات.
وأسفر تدافع عدد من طالبات المدرسة عن سقوط السلم على الطالبات ما أدى إلى مصرع إحدى الطالبات وإصابة 15 أخريات، وتم نقلهم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وانتقل فريق من النيابة العامة إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال المسئولين والشهود بها، بينما انتقل فريق آخر لمناظرة جثمان فتاة متوفاة بمستشفى إمبابة العام، وسؤال المصابات به.
كما تم تشكيل فريق تحقيق انتقل إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال مديرها، ومشرف الدور، ومشرف اليوم، ومسئولي الأمن والصيانة بها، وكذا سؤال المسئولين بهيئة الأبنية التعليمية ورئيس حي كرداسة، وسائر من يمكن سؤالهم من الشهود.
وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا من الشرطة مفاده أنه عقب الانتهاء من الفسحة بالمدرسة صباح اليوم الأحد الموافق الثاني من شهر أكتوبر الجاري وأثناء صعود الطالبات إلى فصولهن تدافعن على درج السلم المؤدي للطابق العلوي، مما أدى لانهيار جزئي بالسياج الخرساني للدرج، وقد بلغ الانهيار نحو مترين، مما أسفر عن وفاة إحدى الطالبات وإصابة 15 منهن ونقلهن إلى المستشفى.
قائمة بأسماء الطالبات المصابات
وجاءت أسماء المصابات في حادث مدرسة المعتمدية كالآتي: ملك كامل حسين - 16 سنة كدمات، أميرة حسام عطية - كسور متعددة بالجسم رعاية، حنين عز محمد - كدمات 11 سنة، ملك محمد محمد - كسور متعددة بالجسم بالرعاية، شروق أحمد علي - 11 سنة كدمات، فاطمة حمادة - كسور مُتعدده بالجسم بالرعاية 12 سنة، نزار عبد الحليم سيد - 12 سنة كسر بالقدم الأيمن، جنى سعد محمد محمود - 16 سنة كدمات، رحمة عبد الباقي عواد - 15 سنة كدمات، كريمة عرفة عبد المحسن - 13 سنة، شهد إبراهيم صابر - 13 سنة كدمات بالجسم، فرحة محمد سعد - كدمات 15 سنة، بسمة أحمد فتحي - 13 سنة كدمات، مريم عبدالرؤوف - 13 سنة كدمات، فرحة سليمان علي - 16 سنة، ووعد محمد أحمد - 16 سنه كدمات.
وكتب حساب ميدو أحمد على فيس بوك "المفروض أول أسبوع المدارس ده نظرًا لعدم التكدس كل مرحلة تيجي في يوم".
وكتبت بسمة أحمد على فيس بوك "سلم يا رب.. للأسف بسبب أولياء الأمور بيبقى في تدافع وزحمة شديدة على أبواب المدارس".
وكتب محمد عبد العظيم للأسف الشديد دي معاناة ومأساة معظم المدارس الرسمية من الصبح لزيادة الكثافة الطلابية.. لا بد من عمل فترتين لكل مدرسة، أو تقسيم أيام الأسبوع بينهم، لأن كده المدرس مش عارف يشرح ولا الطالب هيفهم".
119 تلميذاً في الفصل الواحد
كما شهدت بعض المدارس اليوم تكدسًا شديدًا في أعداد الطلاب؛ وبلغت في بعض المدارس 119 تلميذًا في الفصل الواحد، مثل مدرسة الشهيد عبد الله عيسوي التابعة لإدارة الخانكة التعليمية في محافظة القليوبية.
واشتكى أولياء أمور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من عدم توفر مقاعد لذويهم في بعض المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، وافتراشهم الأرض لعدم وجود مقاعد دراسية لهم، على الرغم من الزيادة التي فرضتها الوزارة أخيراً على مصروفات المدارس الرسمية، وفقًا لـ"العربي الجديد".
ومن جهتها، نفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني صحة هذه المعلومات، وأوضحت أن مدرسة الشهيد عبدالله عيسوي الابتدائية تعمل بنظام الفترة الممتدة "الفترتين"، وعليه تم تخفيض كثافات الفصول لتتراوح من 65 إلى 75 طالب بالفصل، حسب زعمها.
ورفعت الوزارة من قيمة مصروفات المدارس الحكومية إلى 305 جنيهات لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، وصولاً إلى 520 جنيهاً للمرحلة الثانوية، وإلى 1258 جنيهاً لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية في المدارس الرسمية (لغات)، و1132 جنيهاً للمرحلة الثانوية بها، وإلى 2616 جنيهاً للمرحلة الابتدائية في المدارس الرسمية المتميزة (لغات)، و1349 جنيهاً للمرحلة الثانوية.
حريق داخل أكاديمية السادات للعلوم الإدارية
وجاءت ثالثة الكوارث لهذا اليوم داخل أكاديمية السادات للعلوم الإدارية بمنطقة المعادي، إذ اندلع حريق بالأكاديمية أسفر عن إصابة 6 أشخاص باختناقات.
وانتقلت قوات الدفاع المدني بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية على مكان الحريق، وفرضت كردونًأ أمنيًا بمحيط الحريق لتسهيل دخول سيارات الإطفاء، وفقًا لصحيفة "الشروق".
وتبين أن الحريق اندلع داخل مكتب إداري، وحاصرت النيران 6 أشخاص تم إنقاذهم وتقديم الإسعافات الأولية لهم بعد إصابتهم باختناقات، وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على النيران قبل امتدادها لباقي الأدوار في المبنى، وجرى عمليات التبريد لمنع تجدد النيران مرة أخرى.
وأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائي واستكمال تحريات المباحث للوقوف على أسباب نشوب النيران وما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه، ومن المقرر أن تستمع لأقوال الأمن الإداري.
وتشهد المنظومة التعليمية حالة من الانهيار الواضح منذ تولي قائد الانقلاب السيسي الحكم، جراء منح الأولوية في الإنفاق لقطاعات مثل الطرق والإسكان على حساب التعليم والصحة.
وضاعفت مصر من مخصصات قطاعات الدفاع والداخلية المعنية بالأمن خلال الأعوام المالية السبعة السابقة، على حساب مخصصات التعليم والصحة، بالمخالفة لأحكام المواد 18 و19 و21 و23 من الدستور، والتي ألزمت الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي لا تقل عن 4% للتعليم ما قبل الجامعي، و2% للتعليم العالي، و1% للبحث العلمي.
وخصصت حكومة الانقلاب أقل من 4% لكل هذه القطاعات مجتمعة في موازنة العام المالي 2022-2023، بما يعادل نحو ثلث مخصصاتها الدستورية تقريباً، بواقع 128 ملياراً و114 مليون جنيه لقطاع الصحة بالكامل، مقارنة بـ108 مليارات و761 مليون جنيه في موازنة عام 2021-2022، و192 ملياراً و677 مليون جنيه لقطاعات التعليم ما قبل الجامعي والتعليم العالي والبحث العلمي، مقارنة بـ172 ملياراً و646 مليون جنيه.
