على الرغم من تزاحم التعليقات والتغريدات والبيانات التي تنعي عالم الأمة الإسلامية المجدد الدكتور يوسف القرضاوي، غابت مؤسسة الأزهر الشريف في مصر برئاسة شيخ الأزهر عن تقديم التعازي ونعي العلامة على الرغم من كون الدكتور يوسف القرضاوي  من كبار علمائه وأحد أعضاء هيئة كبار العلماء،  التي تعتبر أحد الهيئات الرسمية التابعة للأزهر.

ووفقا لمراقبين فإنه على ما يبدو فإن خلافات شيخ الأزهر أحمد الطيب مع آراء الراحل والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي قد ذوت مشهد الوداع، فلم تتفاعل مع أحد أبرز علمائها وعضو هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة تابعة للأزهر الشريف، الذي استقال منها بعد انقلاب عام 2013، احتجاجا على موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب من الانقلاب.

 

تجاهل الأزهر

وأثار عدم نعي مؤسسة وشيخ الأزهر الدكتور يوسف القرضاوي، الذي توفي الاثنين، استياء وتساؤلات عدة حول الدوافع والأسباب، لعدم نعي أكبر الكوادر التي تخرجت، إذ مال أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى عدم التعاطي مع خبر رحيل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، سواء بالسلب أو الإيجاب، وهو  فسره البعض بأنه خوفا من استفزاز النظام المغتصب للسلطة في مصر حيث يعتبر العلامة أحد الرموز الرافضة للانقلاب العسكري.

وبحسب مصادر صحفيا نقلتها صحيفة العربي الجديد فإن الطيب، يميل إلى عدم التعاطي مع خبر وفاة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، تجنباً لاستفزاز النظام الحاكم، لا سيما وأن الأخير يعتبر الفقيد الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين.

كما أن "الاتجاه السائد داخل مشيخة الأزهر حتى الآن، هو عدم تناول وفاة القرضاوي في أي بيانات رسمية سواء صادرة عن المشيخة نفسها، أو عن الإمام الأكبر نفسه، لا سلباً ولا إيجاباً".

 

انتقادات لصمت الأزهر
وأثار تجاهل الأزهر  انتقاد واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد مغردون شيخ الأزهر، قائلين إنه كان الأجدر به التعزية بوفاة القرضاوي، لا سيما أنه عزى قبل أسابيع بوفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، حيث تساءل الحقوقي هيثم أبوخليل عن مؤسسة الأزهر قائلا: " أين صوت الأزهر وشيخه في نعي العلامة الأزهري الشيخ يوسف القرضاوي هل المنطقي نعي الملكة اليزابيث وتجاهل العلامة القرضاوي؟!"

وأوضح الإعلامي هيثم أبوخليل: " الأزهر غير مستقل للأسف..لو مستقل كان قاد تحرير ..مصر من العصابة التي تحتلها منذ 70 سنة..نحن فقط نرضى منه بأقل القليل لقلة حيلتنا وعجزنا ..!الحرية للأزهر...الحرية لمصر...#يوسف_القرضاوي".

بينما سخر حساب مصري غلبان قائلا: " حد يبلغ شيخ الأزهر عشان يقوم بواجب العزاء بوفاة الشيخ #يوسف_القرضاوي #القرضاوي_رجل_بأمة".

واستغرب حساب ملك مصر: " بدلاً من أن تفتخر مصر بأنها أنجبت عالماً فذاً، نال في حياته أعظم مكانة بين أبناء أمة الإسلام،  امتنع الإعلام المصري عن الإشارة لوفاته وصمت #شيخ_الأزهر عن نعيه. عداء نظام #السيسي_عدو_الله للشيخ #يوسف_القرضاوي شهادة له يقابل بها ربه، لكن يا أحمد الطيب "أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه"".

وقارن محمد اليحيا بين احتفاء شيخ الأزهر بموت ملكة إنجلترا وصمته عن نعي العلامة قائلا: " بدلاً من أن تفتخر مصر بأنها أنجبت عالماً فذاً، نال في حياته أعظم مكانة بين أبناء أمة الإسلام،  امتنع الإعلام المصري عن الإشارة لوفاته وصمت #شيخ_الأزهر عن نعيه. عداء نظام #السيسي_عدو_الله للشيخ #يوسف_القرضاوي شهادة له يقابل بها ربه، لكن يا أحمد الطيب "أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه".

واستنكر بلال وهب قائلا: " من المحزن المخزي والله أن يصمت #الأزهر عن نعي ورثاء واحداً من أهم وأكبر علماءه بينما ينعيه أفراد ومؤسسات ومراكز إسلامية في شتى بقاع الدنيا! #يوسف_القرضاوي #يوسف_القرضاوي_في_ذمة_الله".

 

منع صلاة الغائب

صدور تعليمات من وزارة الاوقاف بمنع صلاة الغائب على العلامة د. القرضاوي أثار أيضا تحفظ النشطاء، حيث قال الإعلامي أسامة جاويش: "وزارة الأوقاف المصرية تمنع صلاة الغائب في مساجد مصر على الشيخ #يوسف_القرضاوي.. نظام مجرم يحارب القرضاوي في حياته وبعد موته ولكني أدعوهم لمتابعة صلاة الجنازة وصلوات الغائب في شتى بقاع الأرض من ملايين الناس على العلامة الفقيه يوسف القرضاوي ..سلامٌ على يوسف القرضاوي حيا وميتا".

فيما نشر العالم الأزهري محمد الصغير، صورا من رسائل “واتس آب”، قال إنها أرسلت لأئمة وخطباء من قبل وزارة الأوقاف المصرية، تحذرهم من إقامة صلاة الغائب على القرضاوي، أو ذكر مناقبه في المساجد.

وبصوت الثورة قال الكاتب الصحفي تركي الشلهوب: " يعلم السيسي المجرم ونظامه أن صلاة الغائب على الشيخ #يوسف_القرضاوي ستكون أشبه بالثورة التي تزلزل أركان نظامهم المهترئ؛ لذلك ابلغوا المسجد بمنع إقامة صلاة الغائب عليه رحمه الله".

ونوه مازن: "وزارة الأوقاف السيساوية تمنع صلاة الغائب في مساجد مصر على الشيخ #يوسف_القرضاوي... خافوه حياً وميتاً / رحمة الله تعالى عليه".

 

استقالة القرضاوي من هيئة كبار العلماء بالأزهر

يعتبر القرضاوي أحد كوادر وعلماء الأزهر الشريف حيث تدرج في المناصب حتى أصبح عضواً بهيئة كبار العلماء، أعلى هيئة تابعة للأزهر الشريف، لكنه أعلن استقالته بعد انقلاب عام 2013، احتجاجا على موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب من الانقلاب.

وقال العلامة في بيان الاستقالة: "أتقدم أنا يوسف عبد الله القرضاوي باستقالتي من هيئة كبار العلماء، إلى الشعب المصري العظيم، وليس لشيخ الأزهر"، مضيفا: "ويوم تعود للشعب حريته، ويرد الأمر إلى أهله، فإن على علمائه أن يختاروا شيخهم وهيئة كبار علمائهم بإرادتهم الحرة المستقلة".

وتابع  الدكتور يوسف "فجعنا وفجع الشعب المصري بمشاركة شيخ الأزهر في مشهد الانقلاب"، منتقدا عدم دعوة شيخ الأزهر لاجتماع لهيئة كبار العلماء "لترى رأيها في الأحداث الجسام التي تمر بها مصر".

وأضاف: "انتظرنا شيخ الأزهر أن يرجع إلى الحق، وأن يعلن براءته من هذا النظام التعسفي.. ولكن يبدو أن الرجل يفضل الجلوس بين لواءات المشيخة على الجلوس إلى إخوانه العلماء".

وأردف القرضاوي في بيان استقالته قائلا "منصب شيخ الأزهر والمناصب القريبة منه الآن تعد مغتصبة بقوة السلاح، لحساب الانقلاب العسكري المغتصب المشؤوم

واختتم بيان الاستقالة قائلا "كل الأحرار المخلصين من العلماء وأبناء الأزهر إلى أن يعلنوا رفضهم لما يجري في مصر بكلِّ شجاعة، وأن يستقيلوا من هذه الهيئة التي ماتت وأمست جثة هامدة".

 

النظام المصري يحارب القرضاوي

قضى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي السنوات الأخيرة من حياته في مناصرته للربيع العربي والثورات ضد الأنظمة القمعية في مصر وتونس وغيرها، وسافر إلى مصر بعد خلع مبارك ودعم ثورة يناير، كما رفض القرضاوي انقلاب السيسي على الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، وكان ذلك سبباً في تنكيل النظام بابنته علا القرضاوي وزوجها حسام، وتهميشه إعلاميا.

وفي هذا الصدد غرد الكاتب الصحفي السعودي تركي “لو كان الشيخ يوسف القرضاوي عدوًّا للشعوب كما يقولون، فليسمح النظام المصري بنقل الجنازة إلى مصر، وفي هذا السياق، غرّد الكاتب السعودي تركي الشلهوب: “لو كان الشيخ يوسف القرضاوي عدوًّا للشعوب كما يقولون، فليسمح النظام المصري بنقل الجنازة إلى مصر”.

الناشط المصري البارز والإعلامي عبدالله الشريف، أكد في تغريدة له ققائلا: " رغم كل محاولات التشويه والتنكيل التي مر بها إلا أنه يَظَلُ في ساحِتِه عَلَماً فَقِيهاً يعرف قدره الأكابر من العلماء وما خاض فيه إلا جاهل بقدره أو صاحب هوى رحمة الله تغشاك يا طيبوإنا لله وإنا إليه راجعون#يوسف_القرضاوي".