يتصاعد القلق والتوتر في القدس المحتلة مع تحول غير مسبوق في اقتحامات المستوطنين وجيش الاحتلال لباحات المسجد الأقصى تزامنا مع إطلاق جماعة ما يسمى بـ"اتحاد الهيكل" دعواتها لأتباعها ولعموم الصهاينة واليهود  للمشاركة في اقتحامات الأقصى، وإحداث تصعيد عبر النفخ الجماعي في البوق (الشوفار) داخل باحات الأقصى.

وفي المقابل قامت حركات المقاومة الفلسطينية بإطلاق دعوات لمواجهة تلك الاقتحمات والرباط في المسجد الأقصى، وفي خطبة الجمعة بالأقصى حذّر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، من الأخطار المحدقة بالمسجد، بسبب الدعوات المتطرفة التي يطلقها متطرفون يهود لاقتحامه طيلة فترة الأعياد اليهودية، واصفا تلك الدعوات بـ"الخطيرة جدا"، محذرا شرطة الاحتلال من أي مساس بالمسجد أو تغيير الوضع القائم فيه منذ عقود.

 

إدانات للتصعيد الصهيوني 

ومع تكرار وتصاعد الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى، ندد العديد من الدول بيانات لإدانات تلك التصعيدات والتي تمس أمن المنطقة، وكان على رأس هؤلاء الدول تركيا ومصر، حيث أدانت وزارة الخارجية التركية، ، اقتحام مجموعات يهودية متطرفة المسجد الأقصى بحماية قوات الأمن.

وقالت الخارجية في بيان: "ندين ونرى من غير المقبول قيام جماعات إسرائيلية متطرفة باقتحام المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية".

ودعت الخارجية سلطات الاحتلال إلى اتخاذ التدابير اللازمة فوراً من أجل عدم السماح بهذه الممارسات التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى ووضعه المستند للقانون الدولي، وإلى الحيلولة دون تصاعد التوتر.

بينما أصدرت حكومة الانقلاب في مصر بيانا وصفته اعتبرت فيه أن ما يحدث بالأقصى "تصعيد خطير"، ووفق البيان، قالت الخارجية إن مصر "تدين الانتهاكات المتكررة والمتصاعدة لحرمة المسجد الأقصى والتي تقوم بها عناصر متطرفة يهودية على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال الإسرائيلي".

واستنكرت "استمرار مثل تلك الخروقات، وفرض القيود على حركة المصلين الفلسطينيين وأدائهم للشعائر الدينية، والمحاولات المستمرة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم بالقدس".

وأكدت أن هذه المحاولات تعد "انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتصعيدا خطيرا يقوض من فرص تحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين.

وحذرت الخارجية المصرية من "الخطورة البالغة لاستمرار الممارسات الاستفزازية في محيط المقدسات الإسلامية بالحرم القدسي الشريف"

وأكدت أنها "تزيد من حالة الاحتقان وتؤجج العنف، وتضع المزيد من المعوقات أمام الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام (المتوقفة منذ 2014)".

 

المرابطون يتصدون بصدور عارية

ولا يزال العشرات من المرابطين والمرابطات صامدين بصدورهم العارية، داخل المسجد الأقصى محصنين بالتكبيرات لا يهابون الموت أو التعرض للإصابات، التي تعرض لها أغلبهم من خلال اعتداء قوات الاحتلال عليهم عند باب الأسباط غير مبالين بالاعتقالات المتواصلة لهم، كما قدمت المرابطات نموذجا مشرفا للصمود ضد الاعتداءات التي واجهوها من قوات الاحتلال.

Watch: More footage show Israeli occupation forces brutally push and attack elderly Palestinian Khair al-Sheimi man at the area of Bab Al-Asbat, in al-Aqsa Mosque in the occupied city of #Jerusalem.#AqsaUnderAttack #المسجد_الأقصى pic.twitter.com/dcbwnJUsC7

— Wafa News Agency - English (@WAFANewsEnglish) September 26, 2022

ونجح المرابطون في إفساد مخطط المستوطنين عبر صمود تاريخي قال عنه المختص في شؤون المسجد الأقصى زياد ابحيص أن "شرطة الاحتلال تفاجأت بأعداد المرابطين الذين نجحوا في الاعتكاف منذ الأحد، إلى جانب أعدادهم داخل الأقصى وعلى أبوابه، حيث شكلت ضغطا كبيرا واضطرت القوات إلى مواجهتها وتفريقها".

وأضاف "لذلك لجأت الشرطة إلى المباعدة بين المجموعات زمانيا وتقليل أعدادها، بالإضافة إلى توجس المستوطنين وتثبيطهم بعد نشر الشرطة تحذيرا سابقا يوصي بضرورة حمل المستوطنين السلاح خلال عيد رأس السنة العبرية، وهذا مردّه تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، وتفعيل الرباط".

 

تصاعد التوتر لليوم الثالث

ولليوم الثالث على التوالي يزداد التوتر والتصعيد عقب استئناف مجموعات من المستوطنين صباح اليوم الثلاثاء، اقتحاماتها لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال ، بعد يوم من اقتحامات بمناسبة رأس السنة العبرية، شهدت توترات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال على المصلين المرابطين في المسجد، كما حاول مستوطنون النفخ بالبوق على أبواب الأقصى.

وقال شهود عيان إن المستوطنين بدأوا باقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وسط تكبيرات من المرابطين.

قوات الاحتلال تواصل اعتدائاتها على #المرابطين و #المرابطات داخل #المسجد_الاقصى المبارك تزامنا مع اقتحامات المستوطنين.. pic.twitter.com/hp0BEdhZae

— Ehsanzaki (@Ehsanzaki8) September 27, 2022

فيما اعتدت قوات الاحتلال بالدفع والضرب على المرابطين في ساحات المسجد الأقصى وقامت بإخراج بعضهم من هناك بالقوة بزعم إعاقة اقتحامات المستوطنين وعدم الالتزام بتعليمات أفراد شرطة الاحتلال بمغادرة المكان، فيما اعتقلت أفراد من المرابطين.

 

فلسطين تعلن النفير

وجراء هذا التصعيد، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) النفير العام ضد الاقتحامات الصهيونية، فيما دعت هيئات فلسطينية إلى “شد الرحال” إلى المسجد للاحتشاد فيه وحمايته.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس غازي حمد، "إن الاحتلال يحاول تكريس واقع جديد في المسجد الأقصى عبر تغيير المعالم الجغرافية والمساس بالمقدسات الإسلامية، وفتح الباب أمام المتطرفين اليهود لاقتحام الحرم القدسي وحائط البراق بأعداد كبيرة، مع انتشار رموز دينية يهودية واستخدامها مثل البوق وقراءة التوراة".

وأوضح حمد أن "الاقتحامات وما يرافقها من سلوك تريد حكومة الاحتلال الإسرائيلي تثبيته لأمرين، الأول داخلي لأهداف سياسية من أجل كسب أصوات اليمين والمتطرفين، والتأكيد أن حكومة يائير لابيد والمنظومة الإسرائيلية السياسية بشكل عام تسمح للمتطرفيين واليمينيين باقتحام المسجد الأقصى".