بعد أكثر من 100 سنة على أقامته، يبدو أن تاريخ أقدم محلج أقطان بمصر المعروف باسم محلج بركات نسبة إلى مؤسسه عبدالحميد إسماعيل بركات الذي أنشأ محلجه الخاص في عام 1907، والشهير بـ "وابور الإنجليز" في دمنهور بـمحافظة البحيرة، والذي يعد من أقدم محالج القطن في مصر بدعوى تطوير شامل للمحلج.


وتداول رواد مواقع التواصل على فيسبوك وتويتر مشهد إزالة البرج الأثري لمحلج بركات الذي يتوسط المدينة، والذي يعود بحسب بعض الروايات أنه إلى أبعد من 1907 بل إلى عهد محمد علي.


وقالت تقارير حكومية إن المحلج الأثري بدمنهور سيمسح لصالح "عملية تطوير" شاملة ليواكب متطلبات الصناعة الحديثة وفقًا لما تم الإعلان عنه في وقت سابق.


ولفت ناشطون أن المحلج متوقف جزئيا منذ 2008 كما أن الجزء الذي كان يعمل فيه تعرض للحريق مرتين أحدهما في مارس 2012، والثانية في أبريل 2015، وأن إزالة مدخنة المحلج (البرج) أو الصاري الضخم تطلب الحفر فيه ولم يسقط منفردا رغم عمره الممتد لتاريخ إنشاء المحلج.


ونقل الإعلامي هيثم أبو خليل وآخرين مقطع فيديو لسقوط البرج وكتب أبو خليل (@haythamabokhal1)، "لحظة هدم مدخنة محلج بركات بدمنهور..أقدم محلج للأقطان في مصر كلها على الإطلاق !!.. وذلك بعد بيع الأرض لأحد المستثمرين لبناء أبراج سكنية بدلاً منه..!!.. العسكر قضوا على زراعة وصناعة القطن.. والآن يهدمون ما تبقى من آثار...".


وقال حساب يدعى  (@hatimny): الحمد لله أنه يتم القضاء على كل تاريخ في مصر، وكل ما له علاقة بالأصالة والمعاصرة معاً. (مع الإعتذار للضابط المتابع على اللغة اللي هيفهمها!) 


وقال أخر: من أجمل الفيديوهات اللي ممكن تشوفها. لحظة هدم مدخنة محلج بركات بدمنهور. أقدم محلج للقطن في مصر. تم بيع الأرض لمستثمر ليبني أبراجا سكنية.


واستدعى مصري مقيم بفرنسا عبر أحد حساباته على تويتر بعنوان (@masryXfaransa) أن محلج بركات ما زال موجودا حتى آخر رحلة له إلى مصر في 2016، مشيرا إلى توسط المحلج بنمطه المعماري العمارات والبنايات العالية والتي باتت في كل مدن مصر الكبيرة والصغيرة وحتى القروية منها.


وفي هذه الرحلة التي سجلها "المصري" اشار إلى توقف المصنع وكتب "ككل محالج ومصانع مصر محلج بركات بقى خراب وإقيمت حواليه ويمكن مكانه أبراج حديثة وشقق وسوبرماركات".


بيع المحلج


وشرعت معدات مجلس مدينة دمنهور الثلاثاء في إزالة البرج الضخم للمحلج، حيث تم اسقاطه وسط تجمع من الأهالي الذين شاهدوا عملية الإزالة ووثقوا اللحظة بالفيديو.


واشارت تقارير إلى أنه من أقدم محالج القطن فى مصر، والذى ظل شامخا منذ عهد الاحتلال البريطانى مرورا بنقل ملكيته للدولة حتى تم تطويره ونقله إلى خارج الكتلة السكانية.


أنشئ أثناء الإحتلال البريطانى عام 1907 وانتقلت ملكيته إلى عبد الحميد باشا بركات، ثم تم تأميمه فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ليكون تابعا للقطاع العام، إلى أن تم توقيف التشغيل به ليتم نقله إلى مكان آخر خارج الكتلة السكنية بمدينة دمنهور.


ويضم المحلج الذى يتوسط مدينة دمنهور على مساحة 7 آلاف متر بميدان الشهداء "النافورة" أكثر من 70 دولاب لحلج القطن من الموديلات الإنجليزية القديمة ونظرا لتهالك معدات المحلج الذى أقيم عام 1907 وعدم مواكبته للتكنولوجيا الحديثة تم إصدار قرارا بتطويره ونقله إلى شونة شركة مصر لحليج الأقطان بدمنهور، وذلك ضمن ما يدعى انه خطة الدولة لتطوير كافة محالج الأقطان فى مصر.