أطلق اللبنانيون على 16 سبتمبر 2022، "جمعة الاقتحامات" بعد هجوم ضاري متزامن على 10 بنوك في لبنان تتركز في بيروت وغيرها من الأماكن، أوضح كيف وصلت الدولة في لبنان إلى وضع حرج، حيث لا أحد اليوم ولا حتى قبل أيام يلوم المودعين وإن كانوا مسلحين في محاولاتهم التي تتأرجح بين النجاح والفشل في استرداد أموالهم في نهاية نفق يبدو أن مقصود للفوضى بعد الفساد والذي تترقبه 20 دولة في العام بعد سيرلانكا كان أقربها للتكرار لبنان وإن كانت مصر على طريق الدولتين بحسب تقارير دولية أحدهما لوكالة "بلومبرج".


اقتحامات بساعات
وعلى مدى 3 ساعات فقط بين فترتي الصباح والظهيرة، حصلت أكثر من 6 عمليات اقتحام لفروع مصرفية في مختلف المناطق اللبنانية، وقد جاءت على النحو التالي:

1- اقتحام المواطن محمد قرقماز لفرع بنك "بيبلوس" في الغازية - جنوب صيدا

2- اقتحام المواطن عبد سوبرة لفرع "بلوم بنك" في الطريق الجديدة - بيروت

3- اقتحام المواطن "ج.س." لفرع بنك "لبنان والخليج" في الرملة البيضا - بيروت

4- اقتحامُ مودع لفرع "فرنسبنك" في الحمرا - بيروت

5- اقتحام مودع لفرع البنك "اللبناني - الفرنسي" في الحمرا - بيروت

6- اقتحام مودع لفرع "بلوم بنك" في الكُونكورد (فردان) - بيروت

وبعد اقتحام البنوك العشرة بحسب آخر احصائية خلال 48 ساعة، قررت الحكومة اللبنانية إغلاق جميع البنوك 3 أيام، وهو ما يعني تقييد البنوك اللبنانية عند معظم المودعين الذين يلهثون في الحصول على مدخراتهم.
السيناريو التالي يكاد يكون متكرر، وهو سلطت عليه كاميرات الإعلام، حيث دخل أحد المودعين مع ابنه الى بنك بيبلوس في الغازية (جنوب لبنان) وعمد الى تهديد الموظفين بسلاح حربي وسكب مادة البنزين وهدد بحرق الفرع في حال لم يتم اعطائه وديعته،ظ وسادت حالة من الهرج والمرج داخل الفرع حيث هناك موظفين وزبائن محتجزين داخله، وبحسب مصادر امنية فقد حصل المودع  على ماله وسلم نفسه للقوى  الامنية.
وبعد الحادث قررت البنوك اللبنانية، الجمعة، إغلاق أبوابها، بعد موجة من هجمات المودعين الراغبين في انتزاع مدخراتهم، بقوة السلاح، وفق ما ذكرت تقارير محلية.
وقالت "رويترز" للأنباء أنّ المصارف اللبنانية قررت إغلاق مقراتها الأسبوع المقبل لمدة 3 أيام، واقتحمت لبنانية تدعى سالي، الاربعاء، بنك بالسوديكو (بيروت) لتتمكن من الحصول على أموالها لعلاج شقيقتها إكرام المصابة بالسرطان، التي شاركتها الاقتحام!
وعلاوة عغلى ظعلى البنوك الستة السالفة، شهد فرع بنك ميد بنك البحر المتوسط، في منطقة عاليه الشوفية، محاولة اقتحام هي الثانية من نوعها في نفس اليوم في لبنان، ويقول المودعون إن البنوك تعمد إلى احتجاز ودائعهم دون سابق إنذار أو تفرض قيودا مشددة على سحبها.
واعتبر مراقبون أن تكرار حوادث اقتحام المودعين للمصارف اللبنانية للمطالبة بأموالهم المجمدة، يعكس خطورة الأوضاع الأمنية في البلاد، التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة، بسبب فساد الطغمة الحاكمة على مستوياتها الثلاثة.
ونشطت اتصالات بين المعنيين في القطاع وتحديداً من قبل جمعية مصارف لبنان من أجل اتخاذ موقفٍ إزاء المشهد القائم، باعتبار أنّ ما يجري يُهدّد عمل المؤسسات المصرفيّة وموظفيها، وأصدرت بيانا دعا لتعليق العمل بالمصارف وهو ما استجابت له حكومة تصريف الأعمال.
ودعا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي إلى اجتماعٍ طارئ لمجلس الأمن الداخلي المركزي بعد ظهر اليوم، للبحث في الإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها في ضوء الأحداث المستجدة على المصارف.
وتخوّفت مصادر من اشكالاتٍ مع الحراس الأمنيين للمصارف، ودعوا إلى توفير "حارسات" من أجل تفتيش النساء، أما الجديد فكان أن أحد مقتحمي اليوم كان ضابط شرطة والذي طالت معه المفاوضات لتسليم سلاحه مقابل ضمان حصوله على مبلغ من أمواله.
وفي تصريحات تلفزيونية قالت عضو جمعية المصارف، تنال صباح، أن اجتماعاً طارئا عقد على خلفية الاقتحامات التي تشهدها المصارف من قبل المودعين.
وأضاف "المصارف لن تفتح أبوابها الاثنين، فيما لم يحدد بعد بشكل حاسم المدة الزمنية التي قد تبقى فيها المصارف مغلقة".


نائب الجماعة الإسلامية
وفي تعليق النائب بالبرلمان اللبناني الذي انتخب أخيرا، وفي إطار الأزمة النقدية في البلاد، أوصى الدكتور عماد الحوت (رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بلبنان) على "مشروع موازنة ٢٠٢٢"، ب"التأكيد على حماية كافة الودائع المصرفية وعدم المس بها كحق أساسي كرسه الدستور".
وطالب ب"التقليل من الاقتصاد النقدي من خلال تسهيل استخدام البطاقة المصرفية والشيكات للمبالغ فوق حد معين"، كما دعا ل"انهاء التعديات على الأملاك العامة البحرية وتنظيم حسن الإستفادة منها".
واعتبر أن الأزمة من الجانب الاجرائي والمالي فإن الموازنة لا تتضمن تقريرا يوضح الحالة الإقتصادية والمالية والمبادئ التي اعتمدتها الحكومة في مشروع الموازنة، وتحديد التوقعات لنسب النمو والتضخّم، وسعر الصرف، والناتج المحلي الإجمالي ومسار الدين العام.
ولام الحكومة في "غياب توحيد سعر الصرف في الموارنة وورود أكثر من اقتراح سعر (12.000 و 14.000 و 16000 ليرة للدولار) لا ندري على أي قاعدة وكأن وزارة المال لا تملك رؤية اقتصادية اجتماعية للموازنة تدافع عنها أو دراسات أثر لزيادات الرسوم والضرائب، وصار دورها "قل لي اي سعر صرف تريد أقل لك كم تبلغ الإيرادات المتوقعة".
واستهجت "غياب دراسات الأثر الإقتصادي والإجتماعي المتعلقة بالارقام والضرائب والرسوم الواردة في الموازنة على الناس وعلى المستهلكين والطبقات الفقيرة".


سالي حافظ
واعتبر مراقبون أن نجاح اللبنانية سالي حافظ في أخذ وديعتها من بنك "لبنان والمهجر" في السوديكو في ضواحي العاصمة بيروت والمقدرة بـ13 ألف دولار بعد دخولها إليه مسلحة، ونجاح مودع آخر ويدعى شرف الدين بالحصول على مبلغ ٣٠ ألف دولار أميركي لاحقا بعد اقتحامه مصرفا آخر في منطقة عاليه بحسب ما أعلنت جمعية المودعين، كان سببا في تشجيع كل من يملك سلاح على حذو حذوهما.
وأشار المراقبون إلى أن مشهدية "الاقتحام" تأتي تتويجاً لما حصل الأربعاء الماضي، على غرار "فاتح عمليات الاقتحام" المُودع باسم الشيخ حسين، الذي تمكّن قبل نحو شهر من اقتحام "فيدرال بنك" في الحمرا للحصول على أمواله المُحتجزة هناك.