على الرغم من نفي جماعة الإخوان القاطع للتصالح مع نظام السيسي الخائن ومد اليد له، بعد كم الجرائم التي ارتكب بحق الشعب المصري وحق المعارضين من قتل واعتقال وتشريد وتهديد، يتعمد نظام السيسي بين الحين والآخر، إثارة ملف المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، في مؤتمراته  الصحفية التي يعقدها للترويج لآرائه ومواقفه بكلمات خادعة تهدف إلى إثارة البلبة وتزييف عقول المواطنين بمعلومات مغلوطة. 
وفي كل خطاباته ولقاءاته دائما ما تكون جماعة الإخوان حاضرة وبقوة، من أجل تلفيق الاتهامات الباطلة والتشكيك بتاريخ الجماعة، وإثارة حالة من الرعب في حال التصالح معها. 


المصالحة مع الشعب 
نفت جماعة الإخوان مرارًا وتكرار حدوث مصالحة مع نظام الخائن عبدالفتاح السيسي، وخاصة بعد استشهاد الرئيس محمد مرسي، حيث نفي الدكتور طلعت فهمي المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، سعي قيادات الجماعة لإبرام اتفاق مصالحة مع عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في أي وقت من الأوقات. 
وقال فهمي في مداخلة هاتفية لقناة "وطن": الإخوان المسلمون واضحون وكلامهم محدد، وحين كان الرئيس محمد مرسي حيا قال الإخوان -وعلى رأسهم الأستاذ محمد عاكف رحمه الله- من أراد أن يتفاوض فليتفاوض مع الرئيس، وهذا الكلام أكده المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام وقال من أراد الحديث فليخاطب رئيس مصر. 


وأضاف فهمي أنه بعد استشهاد الرئيس مرسي عاد الحق الأصيل إلى الشعب والإخوان جزء من هذا الشعب وليسوا مفوضين في إبرام أي اتفاقيات نيابة عن الشعب، لأن المعركة ليست بين الإخوان والانقلاب وإنما بين الشعب والانقلاب الذي أهدر إرادته وأصواته وكرامته، حين فرّط في مياه النيل وتيران وصنافير وثروات شرق المتوسط، ودمر سيناء، وضاعف الدين الخارجي من 43 مليار دولار إلى 120 مليار دولار، ورفع الدين الداخلي من 1500 مليار جنيه إلى 5000 مليار جنيه، وأورد المصريين موارد التهلكة.     


وأشار إلى أن المصالحة الحقيقية يجب أن تكون بين الشعب الذي فرّقه السيسي حتى إنهم خرجوا "أنتم شعب واحنا شعب ليكم رب ولينا رب"، مضيفا أن المصالحة الحقيقية تكون بين هذا المجتمع الذي مزّقه السيسي، ومؤسسات الدولة التي في الأصل أن تكون في خدمة وبين الشعب نفسه، ومع الشعب الذي انقلب عليه السيسي وأهدر أصواته في أول انتخابات حرة ونزيهة. 


من طلب منه التصالح؟ 
ومنذ الانقلاب على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي لم تطلب جماعة الإخوان من الخائن السيسي المصالحة ولو لمرة واحدة مثلما جاء في بيانات الجماعة ومتحدثيها، إذ لفت الدكتور طلعت فهمي في تصريحاته أنه على السيسي أن يكون صريحا وواضحا لمن يوجه هذا الحديث، متسائلا: من طلب منه المصالحة؟. 
وأضاف أن الإخوان لم يطلبوا منه المصالحة، وإن كانت الأجهزة التي تئن من سياسته أو المؤسسة العسكرية تطالبه بذلك وباتت ترى أنه عبء على الدولة، فليكن صريحا في ذلك، ولو كان النداء موجها للتظاهرات التي خرجت تطالبه بالرحيل فليكن صريحا، مضيفا أن طبيعة المنقلبين الذين يرون في حدوث مصالحة حقيقية بين أطياف الشعب نهاية لهم. 


لا مساومة على المعتقلين 
في مايو 2022 تجدد الحديث عن ملف المصالحة بين الإخوان ونظام السيسي، بعدما روجت كتائب السيسي الإلكترونية إلى اقتراب انتهاء الملف من أجل الإفراج عن المعتقلين، الأمر الذي أثار جدلا، ثم خرج نظام الانقلاب وقتها ينفي الشائعات التي روجها وناقشتها أبواقه الإلكترونية، ولم تزعزع جماعة الإخوان خطوة عن موقفها الثابت منذ الانقلاب على الرئيس لشرعي. 
وجدد د. طلعت فهمي المتحدث الإعلامي لجماعة "الإخوان المسلمون" التأكيد أن الجماعة لن تتخلى عن حقوق المعتقلين والمحكومين ظلما في سجون مصر ولن تفرط فيهم أو تساوم بهم أو تفاوض عليهم. 
وقال، في كلمته أمام المؤتمر الذي نظمته قناة "وطن": " نقسم بالله غير حانثين، إنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بكم ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس.. ستظلون ملء قلوبنا، تتطلع إليكم أبصارنا، نستلهم منكم القدوة والأمل. 


وتابع: "والله لا نتخلى عنكم، ولا نفرط فيكم، ولا نساوم بكم، ولا نفاوض عليكم.. نقولها بكل قوتنا: سنظل للإخوان جسرا يعبر حتى نوسد في التراب ونقبر.. معاهدين الله عز وجل على بذل كل جهد، وعلاج كل خلل أو تقصير، وسلوك كل سبيل حتى نراكم أعزة كرماء شامخين خارج سجون الظالمين". 


ضغوط دولية 
رغم وجود تواصل حصل أخيراً، من جانب شخصيات مقربة من النظام ومحاولات من أشخاص، سواء كانوا من خلفيات عسكرية أو مدنيين، لا يملكون صلاحيات التنفيذ، للتواصل مع قيادات الإخوان في الداخل والخارج، نتيجة ضغوط أمريكية للتصالح مع الإخوان، ولكن الإخوان ظل مبدؤهم واحد وهو عدم وضع اليد مع من تلوثت أيديهم بالدماء. 
ولعل الجميع لاحظ في الفترة الماضية ضغوطا كثيرة من القادة الغربيين الذين ربطوا حضورهم قمّة المناخ (المقرر عقدها في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل)، بفتح المجال العام في مصر والمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين والتي تتمسك في الوقت الراهن، بعدم الحديث عن المصالحة مع أي جهة وأنه مغلق تماماً حيث أن الشرط الوحيد لتغيير هذا القرار المتفق عليه بالإجماع هو إخراج كل السجناء بدون أي شروط.