في الوقت الذي تنهال فيه حكومة السيسي بالمكافآت على لاعبي كرة القدم من أموال الشعب المصري، لا تجد فيه مواطنة مصرية ما تسد به حاجتها وابنها الرضيع إلا من خلال بيع النعناع في شوارع القاهرة بعد أن تخلى عنها الجميع.


وظهرت المرأة في مقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع خلال الأيام الماضية، وهي تفترش الطريق برفقة طفلها الرضيع لبيع النعناع بحثًا عن الرزق الحلال، رغم برودة الطقس وصعوبة البقاء في الشارع طوال اليوم.


وأطلق الناشطون على المرأة لقب (سيدة النعناع) التي حظيت بتعاطف واسع، وحاول كثيرون البحث عنها وتقديم المساعدة والدعم لها. 


وتحدثت (سيدة النعناع) في المقطع المصور عن معاناتها يوميًّا لكي تبيع النعناع وتتمكن من توفير الحليب لطفلها الرضيع بعد أن تخلى عنها زوجها بعد الحمل.


وقالت “تركني زوجي وأنا في الشهر الأول من الحمل، وأبيع النعناع لأوفر مصاريف ابني”.


وأضافت “لا أحد يساعدني، أبي متزوج وأمي متزوجة أيضًا” مشيرة إلى أنها تعيش بمفردها ولا تستطيع تأمين نفقات محامٍ يساعدها في الحصول على الطلاق أو حتى نفقة لطفلها.


وأوضحت أنها تجلس في الشارع يوميًّا مع طفلها لبيع النعناع من العاشرة صباحًا حتى السادسة مساءً، موضحة أنها “تعيش من النعناع”.


وعبّرت (سيدة النعناع) عما تتمناه عند سؤالها، وقالت “عايزة (أريد) شغل وشقة أو حتى غرفة لي ولطفلي”.


وكانت مؤسسة (كريمة العلا) الخيرية قد نشرت المقطع المصور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، ليتم تداوله بشكل واسع وسط حالة من التعاطف معها.


وغرد حساب لشخص يُدعى باسم “أسهل حاجة لما الحياة بتقفل فيه ناس كتير بتبيع نفسها لكنها اختارت سكة تانية خالص أنها تكمل حياتها شريفة”.


واعتبر مغرد آخر سيدة النعناع “مثالًا يُحتذى به للرجال قبل النساء لأنها تسعى إلى عمل يومي شاق”.


وفي السياق، طالب حساب لشخص يُدعى عبده العريان أن تهتم الدولة بحال الطبقات الفقيرة في مصر.


وقال على تويتر “فين دور الدولة؟ هي الحالة دي تستأهل وأولى بالرعاية والمكافأة ولا لعيبة الكورة مثلا؟”.


بدورها، أعلنت مؤسسة كريمة العلا أن (سيدة النعناع) تُدعى مرام وقد عرض بعض المحامين مساعدتها لتحصل على حقوقها من زوجها بجانب كثير من المساعدات المادية الأخرى.


وحقق المقطع المصور لـ(سيدة النعناع) أكثر من 9 ملايين مشاهدة حتى مساء السبت.