قال الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان: إن الانقلابيين لم يجدوا كبش فداء لتحميله مسئولية فشلها في إرساء الأمن في سيناء أفضل من حركة المقاومة الإسلامية حماس وقطاع غزة.

وأضاف أن الانقلابيين عقب حادث الاعتداء على الجنود المصريين، أغلقت معبر رفح إلى أجل غير مسمى، وألغت اجتماعا كان مقررا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية "الاسرائيلية" غير المباشرة لتطبيق الاتفاقات التي جرى التوصل اليها سابقا لتثبيت وقف اطلاق النار، ووقف اعادة الاعتداءات "الاسرائيلية"، ورفع الحصار، وبدء عملية اعادة الاعمار لاكثر من ثمانين الف منزل دمرها العدوان الاسرائيلي الاخير.

وقال عطوان إن الاعلام الانقلابى كعادته واصل مسلسل التحريض ضد قطاع غزة واهله، واتهم حركة “حماس″ بالتورط في حادث الهجوم الدموي على الجيش المصري حتى قبل ان تبدأ التحقيقات وتجف دماء الجنود الضحايا، بينما اشار السيسي الى اصابع خارجية تقف خلف الهجوم، بحسب رأي اليوم.

وتابع عطوان يقول: من يسمع هذه الاتهامات التي تقول ان المهاجمين تسللوا من قطاع غزة عبر الحدود المصرية الفلسطينية يتبادر الى ذهنه ان طول هذه الحدود يزيد عن الف ميل، بينما هي لا تزيد عن عشرة كيلومترات فقط.

وأضاف أن كل هذه التعزيزات العسكرية من الجيشين الاول والثاني، علاوة على “قوات التدخل السريع″ من اجل تأمين هذه الحدود، ومنع الارهابيين الفلسطينيين من تهديد الامن القومي المصري، وتأمين سلامة الجنود المصريين بالتالي.

وقال إن جميع من قتلتهم القوات المصرية، حسب البيانات الرسمية، من المصريين (عددهم ثمانية) وليس بينهم اي فلسطيني سواء من قطاع غزة او خارجه، فلماذا هذا الانتقام من القطاع واهله وتحميلهم مسؤولية ارهاب لم يمارسونه؟

واستنكر عطوان تصريحات محللين عسكريين مصريين يطالبون، عبر شاشات التلفزة، بارسال قوات مصرية لاقتحام قطاع غزة وقطع رؤوس الارهاب فيه، موضحا أن مشكلة مصر مع الارهاب ليست موجودة في قطاع غزة، او معبر رفح، وانما في السياسات الامنية والعسكرية المصرية نفسها، ومحاولة البعض التهرب من تحمل مسؤولية القصور والاخفاق بالقائها على عاتق الآخرين بحسب قوله.

وأضاف الكاتب: إذا ارادت القوات المصرية اقتحام القطاع فستجد الآلاف الذين يرحبون بها، لانها لا يمكن ان تكون الا قوات صديقة، ولكن هذا الاقتحام لن يعيد الهدوء الى سيناء ولن يوقف الهجمات على الجيش المصري وحواجزه في المستقبل المنظور، والا لحدث ذلك بعد تدمير الانقلاب لاكثر من 1300 نفق تحت حدود غزة وتشديد الحصار الخانق على اهلها، واغلاق معبر رفح لاكثر من ثلاثة اشهر متواصلة.

واختتم عطوان حديثه حيث قال: نتمنى على القوات المصرية ان تحتل قطاع غزة وفورا لفترة مؤقتة او دائمة، حتى نتخلص من هذه “الفزاعة” او “الذريعة”، ونضع حدا، ومرة واحدة، لآلام اكثر من مليوني انسان عربي مسلم يعانون مر المعاناة من نتائج تحويلهم الى “كبش فداء” من قبل الشقيق في مصر، وتحميلهم مشاكل ومصائب مصر كلها.