24/01/2011

نافذة مصر / الجزيرة :

اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه قطر بالوقوف وراء ما سماها الحملة التي تقودها قناة الجزيرة ضد السلطة الفلسطينية في محاولة لتشويه صورتها أمام الرأي العام، ودعا لتشكيل لجنة مستقلة للتحقق من صحة الوثائق التي عرضتها الجزيرة.

وقال عبد ربه في مؤتمر صحفي في رام الله تعليقا على الوثائق السرية التي بدات الجزيرة في نشرها أمس الأحد، إن قناة الجزيرة لا يمكنها أن تشن مثل هذه الحملة لتشويه سمعة السلطة الفلسطينية دون ضوء أخضر من القيادة السياسية في قطر، وأعرب عن شكره لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هذه الشفافية في كشف الحقيقة وطالبه بالمقابل أن يكشف للرأي العام دور القاعدة الأميركية في قطر في التجسس على الدول المجاورة وعلى الشعوب العربية، وأن يكشف أيضا علاقة قطر مع إسرائيل ودورها في دعم ما سماها قوى طائفية وبعضها يلعب دورا في تقسيم بلده والإساءة إلى الروح الوطنية فيه.

وأكد عبد ربه أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كانت أكثر المفاوضات شفافية من بين الأعمال السياسية التي جرت في المنطقة في التاريخ المعاصر. وأشار إلى أنه لم تحدث أي واقعة صغيرة أو كبيرة خلال المفاوضات إلا وتم التحدث عنها أمام الرأي العام، لافتا بهذا الصدد إلى أن سير المفاوضات في كامب ديفد كان مكشوفا للجميع ويخضع للنقاش العلني.

وشدد على أنه لن يناقش صحة أو عدم صحة الوثائق التي نشرتها الجزيرة، بل يدعو مؤسسات الأبحاث الفلسطينية المستقلة للمبادرة بتشكيل لجنة لدراسة هذه الوثائق وتدقيقها وإعلان النتائج أمام الرأي العام.

وقال عبد ربه إن على اللجنة المشكلة أن تدرس مدى ما أوغلت فيه الجزيرة من اقتطاع مواقف خارج سياقها وخارج زمنها، وأخذ أقوال رويت على سبيل السخرية أو على سبيل التحدي واعتبارها مواقف رسمية فلسطينية، فضلا عن اقتطاع مواقف إسرائيلية ونسبتها للجانب الفلسطيني.

كما دعا عبد ربه اللجنة المشكلة إلى دراسة ما إذا كانت الجزيرة قدمت الوثائق بشكل مهني أم لعبت دورا سياسيا بناء على موقف مسبق لتشويه الموقف الوطني الفلسطيني، لافتا إلى أن الحملة التي بادرت إليها الجزيرة جرى إعدادها بشكل متكتم وسري وغير مهني منذ نحو شهرين دون أن تتصل بالسلطة لمنحها الفرصة لبيان رأيها في القضية.

وأشار إلى أن ما تفعله الجزيرة اليوم هو محاولة لتشويه سمعة القيادة الفلسطينية في حملة متزامنة مع حملة أخرى تنفذها إسرائيل ومن يتحالف معها تستهدف القول إن الرئيس محمود عباس ليس شريكا وإن السلطة تمادت بسياستها وهناك من يبشر مثل وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بأن السلطة مقبلة على الانهيار.

وأكد عبد ربه أن الخطوات التي اتخذتها السلطة أخيرا هي السبب وراء استهدافها والهجوم عليها، مشيرا إلى أن إسرائيل تتوعد السلطة بسبب رفضها العودة للمفاوضات في ظل الاستيطان وسعيها لإدخال المجتمع الدولي وكذلك أوروبا وأميركا اللاتينية وحتى ممثلي الجاليات اليهودية في العالم والرأي العام الإسرائيلي كأطراف فاعلة في القضية الفلسطينة.

ولفت إلى أن حملة الجزيرة تذكر بحملة مماثلة على الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل كامب ديفد وبعدها وحتى استشهاده بهدف التشكيك بوطنيته وبمواقفه وإيصاله لأقصى درجات الضعف كي ينهار أمام الضربات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها تفعل الشيء نفسه الآن مع الرئيس عباس.

وعن محتويات الوثائق التي نشرتها الجزيرة قال عبد ربه إن ما قيل في الوثائق عن موافقة فلسطينية لتبادل الأراضي مع إسرائيل وفق نسبة غير متكافئة بلغت 1 إلى 50 أمر غير صحيح وغير منطقي، مشيرا إلى أن كلام رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خلال الجلسات تم تأويله في مواضع عدة على غير سياق الحديث.

أما فيما يتعلق بالحفر تحت الحرم القدسي –أضاف عبد ربه- فإن رفض هذا الحفر أخرج من سياقه وحول إلى ما معناه أن السلطة تتخلى عن الحرم.

وأشار عبد ربه إلى أن الخرائط التي عرضتها الجزيرة نشرت عدة مرات في الصحافة المحلية وقدمت لأطراف عربية ووزعت في اجتماعات عربية، لافتا إلى أن السلطة تعمدت في الخرائط توسيع مساحة غزة لهدف إستراتيجي لأن القطاع سينفجر بسبب الكثافة السكانية.

وأكد أن ما عرضته السلطة من تبادل لأراض في مناطق معينة لا تزيد عن 2% وهي رفضت ولا زالت أي تبادل لسكان أو أراض، مشددا على أن القدس الشرقية لم يقدم شيء بالنسبة لها أكثر مما أكده الرئيس عباس بأنها للجانب الفلسطيني بحدود عام 1967، واصفا الحديث عن المستوطنات كما نشرته الجزيرة بأنه مجرد لهو لا أكثر.

وخلص عبد ربه إلى أن ما تعرضه الجزيرة هو خداع للرأي العام العربي، مشيرا إلى أنها تسعى لتقليد موقع ويكيليكس، وقد حاول مسؤولو الشبكة شراء هذا الموقع واحتكاره ودفعوا ثمنا باهظا لذلك لكن الصفقة فشلت، لافتا إلى أن ويكليكس تعرض الوثائق كما هي بعكس الجزيرة.

فيما قالت معاريف أن محمد دحلان قائد التيار الخياني فى فتح أو أحد رجاله وراء تسريبها ، وذلك من اجل المس بقيادة السلطة الفلسطينية وبالرئيس محمود عباس.

وأوضحت الصحيفة أن دحلان على خلاف مع الرئيس عباس وهو على شفا الطرد من حركة فتح ، بالاضافة لما تم نشره بان دحلان حاول الاطاحة بالرئيس عباس من الحكم" .

من جانبها ، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن هذه الوثائق لن تضر فقط بعباس ولكنها ستدعم موقف كل من القيادي الفتحاوي محمد دحلان من جهة أو حركة حماس من جهة أخرى.

وتقول الصحيفة إن دحلان كان على وشك الاعتقال أو السجن بسبب قرار اللجنة التي شكلتها السلطة الفلسطينية للتحقيق معه والذي كان سيصدر في نهاية الشهر الجاري، إلا أن تسريب هذه الوثائق الآن سيجعل الفلسطينيون منشغلون الآن فقط بالحديث عنها والدفاع عنهم ضد ما جاء بها وتجميد عمل اللجنة حتى إشعار أخر.

المثير للانتباه أن التليفزيون الإسرائيلي أشار إلى أن جميع المتورطين في هذه الفضيحة هم من أعداء دحلان والذي أتهمهم في إطار التحقيق الذي أجرته معه هذه اللجنة بأنهم باعوا القضية الفلسطينية وأن سبب الأزمة التي يتعرض لها هو رغبة هؤلاء المسئولون في التخلص منه لرفضه هذه التنازلات، ليتحول دحلان إلى بطل محارب للفساد بعد أن كان بعض من الفلسطينيين يتهمونه بأنه من أكبر الداعمين للفساد في السلطة الفلسطينية.

أما بالنسبة لحركة حماس فإن الكشف عن هذه الوثائق سيؤدي إلى إعادة الفلسطينيين لنظرتهم لحماس وسيجعلهم يقدرونها لأنها في النهاية ليست بالفصيل الذي يتنازل عن ثوابت القضية الفلسطينية.