قال الدكتور طارق الزمر فى تغريدة له عبر موقع التواصل الأجتماعى "فيس بوك":

في الوقت الذي أنعي فيه الصديق الصدوق ورفيق الدرب د./ عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية.. لا يسعني إلا أن أتوجه بالاتهام المباشر للسلطات المصرية لتعمدها قتله مع سبق الإصرار والترصد وذلك فى سجن العقرب بطره بعد منع العلاج عنه مدة أربعة شهور وإصرار النيابة العامة على استمرار حبسه رغم مرضه الواضح واعتلال صحته وخاصة أنها جددت حبسه قبل وفاته بساعات.

لقد صحبت الشهيد منذ أكثر من خمس وثلاثين عاماً فوجدته زاهدا في الدنيا غير مصارع علي أي من مظاهرها كما كان عالى الهمة نقى الصدر مشغولاً بهموم أمته والتحديات التى تواجههم حريصاً على التصدى لأى أفكار تضاد منهج الوسطية الذى اعتمده منهجاً لحياته ودليلاً لتفكيره مما جعله علماً فى هذا المجال بما ألفه وصنفه فى الرد على شطط وغلو مختلف الأوجه جعله متفرداً فى هذا الباب .

وإننى إذ أنعيه اليوم فإننى أنعى فيه عمراً مديداً قضيناه سوياً تقلبت بنا أيامه ما بين فرج وكرب وعبوس وانبساط فكان خير معين على انقضاء أيام المحنة ومرورها بصبره وثباته ورضاه عن ربه ورفضه التام المساومة على الحق مما كلفه كثيرا من العنت والعناء.

لقد كان رحمه الله مؤمناً أشد الإيمان بحق الشعب المصرى فى العيش الكريم والحياة العادلة وفى الوقت ذاته يرى أن حرية مصر لن تتحقق إلا بتراص جميع قواها السياسية صفا واحدا وإعادة اللحمة التى مزقها الانقلاب للشعب مرة اخرى رافضاً لدخول المجتمع المصرى دوامة التفجيرات والاغتيالات فبذل وقته وجهده من أجل تأصيل الأمرين مصراً على أن الأزمة الحالية التى تمر بها مصر إنما تحل عن طريق الحوار وليس القتل المتبادل وبدلاً من تدعيمه آثر النظام الحالى إسكات صوته والتربص به فى محبسه وقتله .

فرحم الله أخى وصديقى الشهيد عصام دربالة الذى عاش مرفوع الرأس وأبى إلا أن يموت واقفاً شامخ الهامة .