في أقوى هجوم إعلامي من إيران على المملكة العربية السعودية، استنكر المرجع الشيعي الإيراني، علي خامنئي، اليوم الخميس، التدخل العسكري السعودي في اليمن، مؤكدا أن "السعودية ستتلقى الضربة فيما يحدث في اليمن، ويمرغ أنفها في التراب، وأن أمريكا ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن"، وذلك بحسب قوله.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية على لسان خامنئي قوله: "السعودية أخطأت باعتدائها على اليمن وأسست لبدعة سيئة في المنطقة"، واصفا إياه بالإبادة الجماعية، وهو ما اعتبره المراقبون التصعيد الأقوى والحاد منذ بداية عاصفة الحزم السعودية وحتى اليوم.

وربط مراقبون بين تصعيد إيران الحاد في لهجتها ضد السعودية وبين زيارة أردوغان الأخيرة لإيران، والتي قيل عنها أن أردوغان حمل رسالة شديدة اللهجة من الرياض لطهران.

وقال خامنئي في التصريحات التي نقلتها اليوم وكالة أنباء فارس، إن "السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن"، حيث يحاول المقاتلون الحوثيون المتحالفون مع إيران، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، الاستيلاء على مدينة عدن التي يدافع عنها مقاتلون محليون.

ودعت إيران أكثر من مرة لوقف الضربات الجوية، وبدء حوار في اليمن، لكن تصريحات خامنئي هي الأشد انتقادا من جانب طهران للحملة التي تقودها السعودية وتشارك فيها دول عربية حليفة.

وقال خامنئي: "عدوان السعودية على اليمن وشعبه البريء خطأ. وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة.. هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية، مشبها عاصفة الحزم بما قام به الكيان الصهيوني في غزة.

واتهم خامنئي السياسية السعودية بتغليب "التوحش على الاتزان"، مقللاً من شأن السعودية بقوله: "شبان قليلو الخبرة هم من يتولون زمام الأمور في البلاد".

هل رسالة أردوغان السبب في التصعيد؟

في المقابل ربط مراقبون وخبراء سياسيون بين حدة التصعيد في الخطاب السياسي من قبل إيران ضد السعودية وبين زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيران الإثنين الماضي، حيث أكد المراقبون أن الرسالة التي حملها الرئيس التركي أردوغان من قبل السعودية لطهران أغضبت القيادة السياسية والدينية في البلاد، فقررت تصعيد لهجتها ضد السعودية.

وكان موقع "عصر إيران" الإصلاحي المقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد أكد أن الرئيس التركي أردوغان حمل في زيارته لطهران رسالة من السعودية، مضيفا أن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، سلّم أردوغان رسالة سعودية شديدة اللهجة، بخصوص الحرب اليمنية، ليسلمها للقيادة الإيرانية.

وطالبت السعودية في هذه الرسالة، بحسب الموقع، أن يعترف الحوثيون بحكومة عبد ربه منصور هادي، ويتراجعوا عن العمل العسكري، وأن يوقفوا كافة أنشطتهم المسلحة في اليمن، لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة الحالية في البلاد، مطالبة بضغط إيراني على الحوثيين للجلوس على طاولة المفاوضات مع جميع الفرقاء السياسيين.

ولفت الموقع إلى أن السعودية لم تضع أي خطوط حمراء على بقاء الرئيس هادي في المفاوضات السياسية، في حال حصلت في المستقبل.

يشار إلى أن إيران تقوم بمساع دبلوماسية من أجل وقف "عاصفة الحزم" وإنقاذ حلفائها الحوثيين، من قصف طائرات التحالف الدولي للعاصفة، إذ زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باكستان، يومي الأربعاء والخميس، في وقت لم تحسم فيه بعد إسلام أباد قرار مشاركتها في "عاصفة الحزم"، كما طلبت إيران من سلطنة عمان التوسط لإيقاف العاصفة.

وكانت إيران قد حركت أمس سفنا بالمياه الدولية بباب المندب، وهو ما حذر منه المتحدث باسم التحالف العميد ركن أحمد العسيري ضمن لقاء صحفي: قائلا "سنرد على أي محاولة خارجية للاعتداء على اليمنيين، والإيرانيون المتعاونون مع المليشيات في اليمن سيلقون نفس مصير المتمردين".

المصدر : شؤون خليجية