متابعة - أحمد سعيد :

اختتم الخائن عبد الفتاح السيسي زيارته الرسمية الأولى للسعودية بعد استلام الملك سلمان بن عبد العزيز لمقاليد الحكم في بلاده، وسط جدل حول نتائج هذه الزيارة، ودلالات اقتصارها على عدة ساعات فقط.

وقد اكتفت الصحف المصرية الرسمية والقريبة من سلطة الانقلاب بنشر بيانات رسمية روتينية عن الزيارة، وتحدثت عن العلاقات الثنائية بين البلدين، دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى النتائج الحقيقية للزيارة، وانعكاسها على أرض الواقع في مصر.

وقال مصدر خليجي بحسب موقع "عربي21" إن الرياض أثارت مصير المساعات التي قدمتها دول الخليج لمصر منذ الانقلاب، على ضوء التسريبات التي بثتها قناة مكملين قبل أسبوعين، وتحدث فيها السيسي عن دخول ثلاثين مليار دولار من هذه المساعدات إلى ميزانية الجيش مباشرة قبل انتخابات الرئاسة، وهو ما أثار جدلاً حول طريقة تعامل السيسي مع أموال الخليج.

وفي تصريحات تؤكد ما نقله المصدر الخليجي لـ"عربي21"، قالت صحيفة الوطن المصرية إن السيسي أكد بعد اختتام زيارته للرياض أن "ما ردده أعداء الخليج ومصر عن استخدام الرئيس المساعدات الخليجية لصالح المؤسسة العسكرية هو كلام غير دقيق، وأنه محاولة للقول إنهم (أي المؤسسة العسكرية) لا يساعدون البسطاء بل الجيش".

وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن السعودية تريد معرفة مصير أموال المساعدات التي وصفها السيسي في التسريبات "بالفلوس المتلتلة زي الرز"، خصوصاً في ظل غياب أي تطور حقيقي للوضع الاقتصادي للمواطن المصري العادي، الذي لا يزال يعاني من ظروف بائسة على الرغم من كل المساعدات التي وصلت للقاهرة من دول الخليج.

العلاقة التركية المصرية.. أي تطور؟

وحول مستقبل العلاقات التركية المصرية، استبعد المصدر الخليجي في حديثه لموقع "عربي21" إمكانية حدوث تقدم في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن تقدم العلاقة مرهون بتغيير بعض السياسات المصرية تجاه المعارضة وقطاع غزة.

قلق سعودي من سياسية مصر الخارجية

وأشار المصدر الخليجي المطلع لـ"عربي21" إلى أن الرياض باتت تشعر بالقلق تجاه السياسة الخارجية لمصر في بعض الملفات، التي ترى فيها دوائر صناعة القرار السعودية الجديدة إضراراً بالأمن القومي لدول الخليج.

وأجرى نظام السيسي تحركات في اتجاه مع إعادة تأهيل بشار الأسد كجزء من الحل في سوريا، فيما ترى السعودية أن لا مكان للأسد في سوريا المستقبل. أما العراق، فإنها تشكل ساحة أخرى للاختلاف بين الرياض والقاهرة وفق المصدر الخليجي، بسبب الانفتاح الذي يبديه نظام السيسي مع الحكومة العراقية دون الالتفات إلى بعض السياسات الطائفية العراقية التي تدينها السعودية وترفضها.

وأضاف المصدر الخليجي إن السعودية غير راضية عن الموقف المتردد للسيسي من الحوثيين، خصوصاً بعد الزيارات التي قام بها مسؤولون حوثيون إلى القاهرة، وإعلان رئيس العلاقات السياسية الخارجية للحوثيين حسين العزي أن وفداً حوثياً رفيع المستوى، سيقوم بزيارة للقاهرة خلال الأيام القادمة.