ترفض دول العالم المنخرطة في التحقيقات حول حادث الطائرة الروسية، التي تحطمت أواخر أكتوبر الماضي، إمدادا مصر بالمعلومات التي تتوصل إليها أجهزة مخابراتها، على الرغم من أن الطائرة المنكوبة أقلعت من مطار شرم الشيخ المصري وسقطت داخل الأراضي المصرية.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا تبادلت مع شركائها الدوليين المعلومات المتوافرة لديها حول أسباب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، مشيرا إلى أنه لم ينقل أي معلومات بهذا الشأن للجانب المصري.
وأضاف هاموند في تصريحات صحفية مساء الاثنين إن بلاده لا يمكنها تقديم جميع ما لديها من معلومات استخباراتية حول الحادث، مشيرا إلى أن هناك "أسبابا واضحة" تمنع بريطانيا من مشاطرة مصر بعض هذه المعلومات".
وكانت طائرة الركاب الروسية قد تحطمت نهاية شهر أكتوبر الماضي فوق سيناء، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بوقت قصير، ما أسفر عن مصرع جميع ركابها الباغ عددهم 224 شخصا، وأعلن تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة مسؤوليته عن الحادث.
ونقلت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن مصادر أمنية بريطانية تأكيدها أن زعيم تنظيم ولاية سيناء "أبو أسامة المصري" هو العقل المدبر للعملية.
مصر تتسول المعلومات
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر مسؤول تأكيده رفض البريطانيين إمداد مصر بأي معلومات يتم التوصل إليها حول الحادث، قائلا إن لندن لم تقدم لمصر أي معلومات أكثر مما يتم تداوله علناُ في وسائل الإعلام.
وفي أول تعليق له على هذا التوجه، قال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إنه "من حق مصر إشراكها بالمعلومات الاستخباراتية التي تتداولها بعض الدول عن حادث سقوط الطائرة الروسية"، موضحا في مداخلة تلفزيونية على قناة "الحياة" مساء الاثنين، أن "وزير الخارجية سامح شكري طالب بريطانيا وغيرها من الدول بإمداد مصر بهذه المعلومات، لكن لم يتم الاستجابة لهذا الطلب حتى الآن"
ويشارك في التحقيقات حول سقوط الطائرة الروسية بشكل رسمي فرق من مصر وروسيا وألمانيا وفرنسا وأيرلندا، بينما تجري بريطانيا و الولايات المتحدة وإسرائيل تحقيقات غير مباشرة لحل لغز الحادث.
وفي سياق ذي صلة، تجري السلطات المصرية تحقيقات في شرم الشيخ مع العاملين في الفنادق التي نزل فيها الضحايا قبل ركوبهم الطائرة المنكوبة، بحثا عن أشخاص يمكنهم زرع قنبلة في حقيبة أحد المسافرين، كما تحقق أجهزة الأمن مع موظفي المطار وتراجع شبكة علاقاتهم وانتماءاتهم بحثا عن أي متعاطف مع المتشددين.
حتى الإسرائيليون
إلى ذلك، قال وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون إن "إسرائيل تعتقد أن متشددين أسقطوا الطائرة باستخدام قنبلة"، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين الاثنين، قولهم إن المخابرات الإسرائيلية رصدت اتصالات بين عناصر في تنظيم ولاية سيناء بشأن الطائرة الروسية، وأن تل أبيب قدمت هذه المعلومات لكل من بريطانيا والولايات المتحدة، ولم تنقلها لمصر.
وأكد ديميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بريطانيا قدمت لروسيا بيانات هامة حول الحادث دون توضيح طبيعة هذه البيانات.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وافق على مساعدة روسيا في التحقيقات التي تجريها في الحادث، مشيرة إلى أن موسكو احتاجت للمساعدة في تحليل بعض الأدلة الجنائية وحطام الطائرة لتحديد سبب سقوطها.
أمريكا تساعد روسيا في التحقيقات
وفي أحدث تطورات التحقيقات، قال محققون أوروبيون شاركوا في تحليل تسجيلات الصندوق الأسود الخاص بقمرة القيادة صندوق الآخر الذي يسجل بيانات الرحلة، إن تحطم الطائرة لم يكن حادثا عارضا.
ونقلت قناة "France 2" الفرنسية عن محققين قولهم إن المعلومات المتوافرة لديهم تشير إلى وجود انفجار حدث على متن الطائرة قبل تحطمها وسقوطها، وأشاروا إلى أنهم يمكنهم التأكيد بنسبة تصل إلى 99.9% أن قنبلة وراء سقوط الطائرة.
ولم تعلن مصر أو روسيا حتى الآن بشكل رسمي أسباب تحطم الطائرة، لكن الخبراء يجمعون على أنها أسقطت بعمل إرهابي.
وكانت بريطانيا قد أعلنت بشكل مفاجئ أن الطائرة تم تفجيرها بقنبلة وضعت على متنها، وقررت إجلاء جميع رعاياها من مصر على الفور، كما بدأت روسيا هي الأخرى مطلع الأسبوع الجاري إجلاء عشرات الآلاف من مواطنيها المتواجدين في مصر.
وأوضح رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، خلال اجتماع حكومي الاثنين، أن تعليق الرحلات الروسية إلى مصر جاء لدواع أمنية حتى اتضاح أسباب تحطم الطائرة بشكل كامل، معربا عن توقعه بأن هذا التعليق لن يكون قصير الأجل.